تغطية الإعلام لـ "انقلاب" تركيا.. "لمنّ الانحياز اليوم؟"
كتب- يسرا سلامة ومحمد مهدي:
في حدث هام، مثل وقوع انقلاب بدولة تركيا، تسعى كافة وسائل الإعلام لتغطية الأمر، بأفضل السُبل الممكنة، على رأسها الحيادية والنزاهة والسرعة والدقة، غير أنه على مدار ساعات، اختلفت التغطية من مؤسسة إلى أخرى، كلا وفق انتماءاته وإمكانياته وموقعه من الإعراب، وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أبرز التغطيات الإعلامية لما جرى مساء أمس في بلاد الأتراك.
الأناضول.. على خط النظام
لأنها وكالة تركيا الرسمية، نقلت بطبيعة الحال الموقف الرسمي للأحداث التركية، حيث أبرزت الوكالة تصريحات الرئيس التركي منذ الحادث، وكذلك لعدد من المواطنين الأتراك احتشدوا من أجل مساندة النظام التركي، وواصفة بطبيعة الحال مجموعة الجيش بـ"المتمردين"، كما نقلت عن رئيس الوزراء التركي في بداية الأحداث "العاشرة مساء أمس" تصريحا له إن مجموعة صغيرة في الجيش حاولت التمرد متوعداً إياها "بدفع ثمن ذلك".
ولم تنقل الأناضول أي تصريحات ممن حاولوا تنفيذ مهمة الانقلاب، بل نقلت عن مصادر برئاسة الجمهورية التركية –رفض أيضا الإفصاح عنها- أن البيان المنشور باسم القوات المسلحة بخصوص محاولة التمرد هو "قرصنة"، وأن الرئيس التركي أردوغان يتوجه إلى "جماهير غفيرة" في مطار أتاتورك الدولي.
وأبرز الموقع الرسمي للوكالة المواقف المؤيدة للنظام التركي، مثل وجود تظاهرات في عدد من دول العالم تنديدا بمحاولة الانقلاب الفاشلة، وتأييدا للنظام التركي، مثل التي حدثت في مقدشيو بالصومال، وأيضا عدد من المشاركين في القمة الأفريقية الـ27 المنعقدة في العاصمة الراوندية "كيجالي"، اليوم السبت، وأيضا نقلت الوكالة مسيرة بحماس ابتهاجا لفشل الانقلاب.
سكاي نيوز.. كثافة وانتقادات للتغطية
يمكن وضع تغطية سكاي نيوز عربية الأكثر كثافة وقربا من الحدث، إذ نقلت القناة الأحداث منذ اشتعالها من خلال حسابها على تويتر بعدد تغريدات كثيف، وكذلك تغطية حية من خلال شاشتها، فيما اتهم البعض تغطية القناة بنسختها العربية بانحيازها إلى الانقلاب فور انطلاقه، بينما أشاد عدد من المتابعين للقناة على تويتر للتغطية السريعة، والتي اعتمد عدد من وسائل الإعلام عليها مثل كثير من وسائل الإعلام المصرية.
عدد من الانتقادات تعرضت لها القناة أيضا بسبب نقلها لخبر عن مصادر لم تفصح عنها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، في تغريدة حذفتها صفحة القناة على تويتر فيما بعد، ولم تنقله أي مصادر غيرها، وأعاد نشرها متابعين منتقدين للقناة في تحد للقناة للرد على الخبر المحذوف.
ونقلت القناة -التي يتواجد مقرها في دولة الإمارات- أيضا أن الجيش التركي سيطر على مبنى التلفزيون الرسمي للبلاد، واستخدمت القناة هاشتاج "انقلاب_تركيا" في التغريدات المبكرة للأحداث عبر موقع تويتر، فيما نقلت ترجمة فورية وسريعة لكلمة الرئيس أردوغان الذي وجهها من خلال تطبيق "فيس تايم".
وعلى استحياء، نقلت القناة تصريحات من الجانب الرسمي التركي، من خلال وكالة الأناضول الرسمية، كما نقلت عدد من آراء رؤساء دول العالم تجاه المحاولات التركية، مثل الرئيس الفرنسي، ووزير الخارجية الأمريكي، اللذان عبرا عن تمنيهما للاستقرار في المنطقة.
سي إن إن تورك.. انفراد بكلمة الرئيس
القناة التي يقع مقرها في مدينة اسطنبول، وهي النسخة التركية من القناة الأمريكية، كانت صاحبة الانفراد بأول كلمة للرئيس التركي أردوغان إلى شعبه من خلال تطبيق "فيس تايم" على الانترنت، ونقلت المذيعة بالقناة تصريحات الرئيس الحية، موجهة له الأسئلة، في حين كان في ضيافتها أحد المحللين المقربين من الحكومة التركية.
عبر حسابها الرسمي على تويتر، نقلت القناة صورا حية من داخل عدد من الأماكن التركية، كما أبرزت عدد من المظاهرات التي احتشدت من أجل تأييد النظام التركي ورئيسه أردوغان ضد محاولة الانقلاب، كما نقلت آراء مؤيدة للنظام التركي مثل المرشح للرئاسة الأمريكية أن الشعب التركي وجد حلا للأزمة في بلاده.
العربية.. مصادر "مجهلة"
فور بدء الأحداث التي جرت في تركيا، تابعت "العربية" عبر موقعها الإلكتروني وشاشتها التلفزيونية، الأزمة عن كثب، نقلت تصريحات كافة الأطراف، من بينها بيانات قوات الجيش الذين حاولوا الاستيلاء على الحكم، وتصريحات "أردوغان" التي دعا فيها الشعب لمؤازرته، فضلا عن موقف الحكومة التركية والأحزاب المختلفة ومواقف دول العالم من الانقلاب.
وسريعًا وصفت "العربية" ما يحدث بـ "الانقلاب"، وسميت أفراد الجيش بـ "الانقلابين" في أخبارها، واعتمدت المؤسسة السعودية على وكالة "رويترز" كمصدر أساسي لها في الأخبار التي تنشرها على موقعها وتُبث على شاشتها، فضلا عن القنوات التركية مثل "سي إن إن".
وحصلت "العربية" على تصريحات حيوية عدة من مصادر لم تُفصح عنها، في توقيت حرج، من بينها ما قاله مصدر أوروبي بشأن الأحداث في تركيا، قائلًا: التحرك الجاري يبدو كبيرًا ولا يقتصر على عدد من الضباط.
الجزيرة.. في صف "أردوغان"
منذ اللحظة الأولى اختارت "الجزيرة العربية" الوقوف في صف السلطة التركية، من خلال ما تنشره على موقعها الرسمي وصفحتها على "فيس بوك" وشاشتها، أفردت مساحة للتصريحات الأولى والثانية لـ "أوردغان" بعد سيطرة الجيش بشكل جزئي على مقاليد الحُكم، وتجاهل مراسلها الإشارة إلى تحركات من قادوا "الانقلاب" واصفًا إياها بمعلومات متداولة على شاشات المعارضين.
ونقلت "الجزيرة" تصريحات المسؤولين الأتراك الموالين لـ "أردوغان"، دون نشر أية بيانات للجيش، حيث أفسحت المجال لحديث رئيس الوزراء التركي الذي وصف ما يجري بأنه "محاولة إنقلابية"، ثم مستشارة الرئيس التركي في تصريحات خاصة بفشل حركة الجيش، والمعلومة ذاتها على لسان وزير الداخلية.
ودشنت "الجزيرة" هاشتاج باسم "أردوغان" مُرفق بكافة أخبارها، المنشورة على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن إبراز صور عديدة لخروج مظاهرات في الشوارع والميادين التركية واصفه إياها بأنها "استجابة لدعوة أوردغان" ورفض للمحاولة الانقلابية.
فيديو قد يعجبك: