لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيلفي ورسالة وقبضة يد.. محاولة المسلمين لوقف التمييز

03:10 م الأحد 29 مايو 2016

محاولة المسلمين لوقف التمييز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

مع تزايد وتيرة الصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط فى السنوات الأخيرة، وتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى أوروبا بحثا عن ملاذ أمن لدمار خلفته الحروب والصراعات، وتصاعد حدة الأعمال الإرهابية التى يشهدها العالم، سارعت بعض الحكومات وسياسيين وأحزاب إتباع سياسات تميزية واضحة إزاء المسلمين والوافدين إلى الغرب، واستغلت أحزاب يمينية الخوف والفزع من الإرهاب التى تتعرض له مدنها فى تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية، غير أن هناك من يسعى دوما للمساواة ووقف التمييز، ويرفض أن تكون الهوية والاعتقاد أساس أى إتهام.

232-(1)

قبل أيام، ومن خلال مجموعة من الصور "السيلفى"، استقبلت زكية بلخيرى، فتاة بلجيكية مسلمة تبلغ 22 عاما، بوجه مبتسم لرأس يغطيه حجاب وبأصابع تشير بالنصر، مظاهرة نظمتها مجموعات مناصرة لأحزاب يمينية مناهضة للإسلام، فى أثناء توجها لمعرض مخصص للثقافة الإسلامية بمدينة أنفرس البلجيكية، وتظهر الصور أن المتظاهرين وجدوا ما قامت به "بلخيري" ظريفا على الرغم من حملهم لافتات "أيها الإسلام عد من حيث أتيت.. لا حجاب.. لا مساجد"، وقالت "بلخيري" لشبكة "بي بي سي" البريطانية "أردت أن أُظهر بأن الأشياء يمكن أن تكون مختلفة، وأننا نستطيع العيش معاً، ليس إلى جانب بعضنا بعضاً بل مع بعضنا بعضا"، ونقل عنها موقع ماشبيل الفرنسي قولها "لم أكن أعلم أن هناك مظاهرة، أردت فقط التعبير بسلمية وتمرير رسالة إيجابية أبرز من خلالها لهؤلاء الأشخاص أن المسلمين ليسوا عدائيين".

232-(1)

جاء ذلك بعد أسبوعين من حادثة مماثلة وقعت فى السويد، بعد انتشار صورة لامرأة رفعت كفها متحدية بقبضة اليد مسيرة تتكون من 300 متظاهر من النازيين الجدد فى زيهم، بسبب أزمة اللاجئين، وقالت "تيس أسبلوند" المناهضة للعنصرية لمحطة "بي 4 السويدية" إن تصرفها كان عفويا، إذ إنها ظنت أن مظاهرة النازيين الجدد ما كان ينبغي خروجها هناك، وقالت الناشطة "سيكون أمرا عظيما إذا جعلت الصورة الناس ينتبهون أكثر إلى مكافحة العنصرية، وكراهية الأجانب".

3

ومع تسارع وتيرة الأعمال الإرهابية التى شهدها العالم فى سنواته الأخيرة، وخاصة بعد الأحداث الدامية فى باريس وكاليفورنيا نهاية العام الماضى، شن دونالد ترامب- الذى ضمن ترشحه عن الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل أيام- هجوما شرسا على الجاليات الإسلامية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذكر أنه فى حاله فوزه بالانتخابات سيؤسس "قاعدة بيانات" لهذه الجاليات على أساس "التصنيف الديني"، لتحديد هويتهم واتخاذ الإجراءات المقيدة لهم في حالة حدوث أي عمل إرهابي. هو ما دفع مروة بالكار، فتاة مسلمة مغربية الأصل وأمريكية الجنسية، بالرد على ما قاله المرشح الأمريكى بمنشور على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في رسالة باللغة الإنجليزية، زلزلت وخفضت من شعبية المرشح الجمهورى؛ وفق ما نشره موقع "سي إن إن" الأمريكي وقتها، وحاز المنشور على إعجاب مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرج.

232-(3)

إذ كتبت فى رسالتها "عزيزي دونالد ترامب، أُدعى مروة، مسلمة.. لن يمكنك معرفة أني مسلمة بمجرد النظر.. لذلك اخترت شارة السلام، لأنها الأكثر ملاءمة للإشارة إلى ديني وشريعته، فهو الدين الذي أمرني بوقف الظلم، وهو الدين الذي علمني أن قتل نفس بريئة بغير ذنب يعني قتل الإنسانية جميعًا.. علمت أنك ترغب في مراقبتنا، عظيم، يمكنك مراقبتي في المسيرات التي أنظمها لأجل التوعية بمرض السرطان بالقرب من المدرسة.. يمكنك كذلك أن تلاحقني لدى المسجد الذي أذهب إليه والذي يقوم بإعداد وجبات للمشردين، ويرحب بهم جميعًا في قاعته مهما كانت ديانتهم.. فربما بعد تلك المتابعة والملاحقة، تتفهم من أنا وتعرف أنني كمسلمة لا أقل إنسانية عنك.. سلام عليكم".

232-(4)

ورغم ما تعرض له من هجمة منظمة شنها أنصار مرشح حزب المحافظين -بينهم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ووزير الداخلية، واتهامهم لمرشح حزب العمال بالتطرف ومساندة مسلمين راديكاليين، فاز المسلم من أصل باكستانى صادق خان على منافسه اليهودى جولد سميث فى الانتخابات بفارق أكثر من 300 ألف صوت عن منافسه، فى الـ6 من مايو لهذا العام، ليصبح أول مسلم يفوز بعمدة لندن، بعدها أعلن "ترامب" استثناء صادق خان من الحظر الذي اقترحه على سفر المسلمين للولايات المتحدة، فيما جاء رد "خان" عبر تصريحات صحفية "المسلمين ليسوا سيئين، وأصحاب حضور مؤثر في المجتمعات التي يعيشون فيها"، وقدم له عرضا مغريا بأخذه فى جولة بلندن ليشاهد المسلمين الفخورين بثقافتهم الإسلامية وقيمهم الغربية، قائلا "ترامب ومستشاريه كل ما يعرفونه عن المسلمين هي مشاهد التلفاز التي تظهر الجرائم والإرهاب الذي يقف وراءه أناس سيئون يستخدمون اسم الإسلام لتبرير أفعالهم".

فيديو قد يعجبك: