إعلان

مصراوي مع أهالي الطائرة المنكوبة: إغماءات وصراخ.. وأمل في "النجاة"

05:40 م الخميس 19 مايو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

معايشة- إشراق أحمد:

قبل نصف الساعة من بدء المؤتمر الصحفي لوزير الطيران، في الواحدة ظهرا، تراصت الكاميرات واصطف الصحفيون أمام المبنى المتصدر له لافتة "منطقة جمركية من فضلك قف للتفتيش!!"، لم يُسمح الدخول غير لذوي الركاب، يستقبل الأمن الوافدين بالسؤال ثم التفتيش، غير أن "مصراوي" تمكن من الدلوف بشرط ترك جميع المتعلقات الشخصية من كاميرا وأوراق، وعلى أن يتم الخروج سريعا.

الصدمة تخيم على الملامح، الصمت ملاذ الألسن، العيون مرتابة، لا تعرف أتستسلم للحزن أم تتمسك بأمل عودة الأهل. هنا بإحدى قاعات مبنى مصر للطيران للخدمات الجوية، الفاجعة تزيد الأجواء برودة، منذ الصباح الباكر توافد أهالي الركاب الذين كانوا على متن الطائرة المصرية طراز إيرباص إيه 320، التي كان المفترض لها الهبوط بمطار القاهرة فجر اليوم، قادمة من باريس، لكنها اختفت عن الرادار، وأضحى ركاب الرحلة رقم 804 البالغ عددهم نحو 56 راكب خلاف طاقم الطائرة والأمن -10 أفراد- في علم الغيب.

قبل التاسعة والنصف صباحا؛ توافد الأهالي كما تقول إحدى موظفات المبنى الإداري الخاص بمنطقة الجمارك، في الدور الأول من المبنى، حيث قاعة أشبه بالمخصصة للمؤتمرات، جلس الأهالي الغالب عليهم الصفة المصرية، بينما تذيع شاشتي العرض المتواجدة المؤتمر الصحفي لوزير الطيران شريف فتحي، فيما ينتشر فريق الهلال الأحمر المصري وعدد من الأطباء والإسعاف خارج القاعة.

العيون متوجهة نحو الشاشات غير أن أغلبها شارد، البعض مطأطأ الرأس، يضعها بين راحتيه، وأخرون خارت قواهم، فاسندوا أجسادهم للمقعد، فيما يظهر وزير الطيران شريف فتحي متحدثا عن الإجراءات المتخذة، مؤكدا ضرورة مراعاة استخدام الألفاظ عن الحادث، وتأجيل التصريح بتحطم الطائرة لحين التأكد، ذلك في الوقت الذي بدأ على وجه الأهالي الإرهاق، وفقد الأعصاب، فينادي أحدهم على أحد الأطباء ليسعف سيدة مسن، تستند على عكاز خشبي، كانت تكتم أنينها قبل أن تنفجر "اه يا حبيبي يا ابني"، فتتلقفها أيدي أفراد الإسعاف، وتحملها على كرسي نقال إلى خارج المكان.

خارج القاعة حيث اتخذ البعض سبيل للهدنة، وقف تامر مسعد، ناظرًا لهاتفه، شقيقته وزوجها كانا على متن الطائرة المنكوب، آخر اتصال مع "ريهام مسعد وزوجها أحمد ياسين مساء أمس، عز على الأم التي سافرت في رحلة علاج لفرنسا قبل نحو ثلاثة أسابيع، أن تسمع كلمات صغيرها دون الاستجابة "أنتى فين يا ماما وحشتيني أرجعي بقى"، قرر الوالدان العودة لمصر قبل أسبوع من الموعد المقرر لرجوعهما "كانت عايزة ترجع عشان خاطر ابنها لكن للأسف" قال شقيقها، المتلهف لأي نبأ خلاف ما يشعر.

نحو 20-25 فرد بين طاقم طبي، إسعاف القاهرة والجيزة، والهلال الأحمر كما قال أحد الإداريين بمطر للطيران تواجدوا في القاعة الحاملة لاسم "كمال علوي"، بينهم 8 أطباء من مصر للطيران كما قال هشام زينهم طبيب بالشركة، ظلوا يتولون مراعاة الأهالي طبيا، يمرون بين الكراسي خلال إذاعة المؤتمر، يتابعون الجالسين بأعينهم، لنجدة من يصاب بالإغماء، فيحضرون الماء لهذا الأب، ويقيسون الضغط لهذه الأم، ومنهم من يراعي الصغار، حال السيدة التي جاءت بصحبة زوجها وابنها الصغير.

بدت كلمات وزير الطيران في المؤتمر الصحفي المنعقد في وزارة الطيران، كأنها لم تسمع بالقاعة المكيفة، العيون تدمع، والصراخ ينفلت بين الحين والأخر "يا قلب أختك يا ترى عايش ولا ميت" تصيح بها السيدة المصاحبة لصغيرها، يحاول أحد أفراد الهلال الأحمر تهدئتها بالتحلي بأمل عودتهم، لكنها تدفع عنه مواساته قائلة "أنتوا هاتضحكوا علينا"، قبل أن يصيبها الإغماء، وينقلونها خارج القاعة.

مع ختام كلمات وزير الطيران، بدت القاعة خالية إلا من قليل، البعض قرر الرحيل وأخرين ساقتهم أرجلهم للخارج دون كلمة، كتلك الزوجة التي جلست، بينما تفيض عينيها من الدمع على زوجها، لكن النفس تحمل أملا في بقاءه على قيد الحياة، فقد اتصلت على هاتفه قبيل الخامسة فجرا وأعطاها إشارة استقبال، حسب قولها.

بين كلمات الترحم، ودعوات الصبر للأهالي، ودموع مشاركة من موظفي مصر للطيران المتواجدين، كان لهاني شمس الدين بزيه الأزهري، والأنبا يوليوس من الكنيسة المعلقة مشهد لافت بين الحضور، جاءا رجلي الدين من أجل المساعدة في الربط على قلوب المكلومين كما قال الشيخ الأزهري، معتبرين هذا دور العائلة المصرية، ففي حالة انهيار أحد الأهالي، يقترب الشيخ أو الأنبا مهدئا من روعه.

وبين المتواجدين، أفاد أحد العاملين بمصر للطيران بحضور مدير إدارة الأزمات الذي تم الاستغناء عنه بالأمس -على خلفية حادث الطائرة المختطفة في قبرص، استجابة لدعوة الشركة له لمتابعة الأمر.

مع الرابعة والنصف عصرا تقريبا غادر الجميع، استقبلت الكاميرات من احتملت نفسه الحديث حال مشاري السهيل، قريب أحد المتواجدين على الطائرة ويدعى عبد المحسن السهيل، من الكويت، وهو أستاذ جامعي، ودع زوجته وطفليه في فرنسا، للسفر إلى مصر حيث يتابع أبحاثه، ورغم أن التصريحات الرسمية المصرية لم تؤكد تحطم الطائرة، غير أن قريب الأستاذ الجامعي، على يقين أن الطائرة سقطت بركابها، فبات يكرر "الله يرحم الجميع".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان