5 أيام مدة زيارة "سلمان" لمصر.. دلالة شعبية وعبء سياسي
كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:
منذ ساعات استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، في القاهرة، وذلك في إطار زيارة ستستمر لخمسة أيام، تتناول خلالها الدولتان قضايا تخص أزمات بعض الدول العربية كاليمن وسوريا، وتعاون اقتصادي يشمل التوقيع على عدة اتفاقيات، وتعد مدة تلك الزيارة هي الأطول خلال عهد السيسي، الذي استقبل عدة رؤساء، منهم الروسي، الصيني، الموريتاني والسوداني، غير أن هذه الزيارات لم تزد مدة أطولها عن 3 أيام.
في فبراير 2015 جاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، في زيارة لمصر استمرت ليومين، وخلال الزيارة أبرم الطرفان المصري والروسي بعض الاتفاقات بشأن مشروعات متعلقة بإنشاء محطة كهربية تعمل بالطاقة النووية في مصر، وبحثا سبل التعاون في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتبادلات التجارية والزراعية والسياحية.
وعقب أشهر من توليه الرئاسة وللمرة الأولى، استقبل السيسي في أكتوبر 2014، نظيره السوداني، عمر البشير في زيارة استمرت يومين، وكان أهم ما جاء فيها مناقشة إقامة منطقة حرة بين البلدين، كما لم تخلُ من حديث عن ملف مثلث "حلايب وشلاتين وأبو رماد".
ولمدة يومين استمرت زيارة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، لمصر، حيث كانت تلك هي زيارته الأولى، وقد استقبل الرئيس السيسي نظيره بقصر الاتحادية، وتم عقد جلسة مباحثات موسعة انتهت بالتوقيع على 6 اتفاقيات مشتركة.
ومن الزيارات الرسمية السريعة كانت للعاهل الأردني عبد الله الثاني، حيث استغرقت 3ساعات في 24 فبراير 2015، تمثلت في مباحثات ثنائية بينه والرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، وجاءت هذه الزيارة، بعد ساعات من لقاءه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في طائرة الأخير.
العرف الجاري أن الزيارات الرسمية لا تزيد عن 3 أيام كما يقول حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وهو ما يعني يوم الوصول والمتابعة ويوم العودة، وما يزيد على ذلك من تواجد الوفد الزائر يكون خارج الزيارة الرسمية حسب قوله.
وعلى المستوى الإفريقي، زار رئيس الجابون علي بونجو، مصر في 18 فبراير، واستغرقت نحو اليوم، إذ وصل الرئيس الجابوني لمصر مساء يوم السابق للقاء الرئيس "السيسي" وإتمام المباحثات الثنائية، التي أعقبها مؤتمر صحفي.
وتعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، ثاني أطول الزيارات بعد الملك سلمان، إذ استمرت لمدة أربعة أيام من 19 يناير 2016 إلى 22 من الشهر ذاته، وجاءت زيارة الرئيس الصيني لمصر، في إطار جولته لمنطقة الشرق الأوسط، وشملت جولة بمحافظة الأقصر، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـ60 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأتي زيارة الملك سلمان، بعد عامين من آخر زيارة رسمية لمصر، في يونيو 2014، حين هبطت طائرة الملك الراحل عبد الله بن العزيز آل سعود، بمطار القاهرة، حيث تمت المباحثات بين العاهل السعودي، والرئيس "السيسي" على متن الطائرة، نظرًا لمرض الأول.
من جانبه قال يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن طول مدة الزيارة البالغة خمسة أيام له عدة دلالات منها " إدراك السعودية أنها لن تستطيع السيطرة على الوضع العربي دون التعاون مع مصر" حسب قوله، فيما يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مدة الزيارة تعبير عن إن العلاقات المصرية السعودية لها خصوصية قائلا إن "خادم الحرمين يريد تبليغ رسالة إن مصر وطن ثاني"، وهو ما يوضحه زيارته للأزهر ومجلس النواب حسب تعبيره، فالزيارة ليست زيارة دولة، ولكن لها أبعادها الشعبية الأكيدة كما قال "هريدي".
وأضاف العزباوي، أن مدة الزيارة وعدد الوفد المصاحب للملك –البالغ 120 شخصا- يبعثان برسالة طمأنينة للشعب المصري، أن نتائج اللقاء المصري السعودي سيكون توقيع اتفاقيات تضيف لمصر اقتصاديا وسياسيا، خاصة وأن الزيارة ستشمل أماكن مهمّشة أو فقيرة كجنوب سيناء والفيوم، والاستثمار فيهما.
وعن الأبعاد الاقتصادية والأمنية التي تقع على كاهل الدولة، سواء بالسلب أو الإيجاب، أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه في مثل تلك الزيارات لا يوجد مكان لهذا التساؤل قائلا "مثل هذه الأمور محدش بيبص لها"، فالأهمية الأكبر تكون في استضافة وفد الدولة الرسمي على أكمل وجه، في الوقت الذي اعتبر "العزباوي" أن مدة الزيارة تُمثل عبئًا سياسيا بالطبع على مصر، إذ يجب ان يتم الاستفادة منها بأقصى قدر، وتنفيذ الوعود والاتفاقيات المطروحة بين الجانبين، وكلما زادت الوعود والمشاريع، أصبح تنفيذها والالتزام بها عبئًا أكبر.
فيديو قد يعجبك: