لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"انتحال صفة ضابط".. سلسلة حوادث سبقت واقعة مقتل "ريجيني"

07:44 م الجمعة 25 مارس 2016

الشاب الايطالي جوليو ريجيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شروق غُنيم:

على مدار ثلاثة أشهر، تناثرت الروايات المختلفة لتفسير تفاصيل مقتل الشاب الإيطالي، جوليو ريجيني، ومن يقف وراءها، لكن مساء أمس الخميس، أصدرت وزارة الداخلية المصرية، بيانًا، يُعلن مقتل تشكيلٍ عصابيّ مكوّن من خمسة أفراد، هو السبب في مقتل الشاب الإيطالي.

"في ضوء تمكن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة صباح اليوم 24 الجاري من استهداف تشكيل عصابي، بنطاق القاهرة الجديدة تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة، واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه". مُقتطف من بيان وزارة الداخلية، والذي يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ عدة حول حيثيات القضية، وآلية التأكد من اضطلاع هذا التشكيل في مقتل الشاب الإيطالي، بالإضافة إلى مسألة هامة تُربك حسابات المصريين بشأن قدرة أفراد من انتحال صفة ضباط الشرطة، والتصرف بناءً على ذلك.

الانتحال في القانون

يكفي أن تكتب على مُحرك البحث جوجل، "انتحال صفة ضابط"، لتنهال النتائج المتعلقة بحوادث مُشابهة، ينتحل أفرادها صفة فرد أمن، ليتمكن من النصب على المواطنين؛ "بات الأمر سهلًا، وأصبح انتحال صفة واسم ضباط الشرطة أمرًا منتشرًا بين التشكيلات العصابية، أو مرتكبي الجرائم"، يقول اللواء عبدالحميد رفعت، خبير العلوم الجنائية، ومسرح الجريمة، ويضيف لـ"مصراوي"، أن لهذا السبب أُفردت موادًا في قانون العقوبات المصرية، ومنها المادة 157، والتي تنص على "أن يُعاقَب بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه، كل من تقلّد علانية نشانًا لم يمنحه، أو لقّب نفسه كذلك بلقب من ألقاب الشرف أو برتبة أو بوظيفة أو بصفة نيابية عامة من غير حق".

الانتحال بـ"الثورة"

يكشف اللواء محمد نجيب، مساعد وزير الداخلية الأسبق، الطرق التي من خلالها يتسنى لبعض الأفراد انتحال صفة ضباط شرطة، حتى يبدو الأمر طبيعيًا، ودون أن يكتشف المواطنين ذلك.

ويقول نجيب لـ"مصراوي"، إن عديدين دأبوا على انتحال صفة ضباط الشرطة، لأنها وسيلة سهلة، وتضمن لهم إتمام عملية السرقة، أو لأهدافٍ أخرى تتعلق بتهديد أحد الأشخاص، لافتًا إلى أن وضع قانونًا خاصًا لمواجهة هذه الجريمة، يُبرهن على أنها "طبيعية"، و"تتكرر".

ويضيف، أن التزوير يتم من خلال طريقتين، أولها ارتداء زيًا مُشابهًا للزي المناسب لضباط الشرطة، من خلال بدل سوداء اللون، وتثبيت نياشين مزورة، وهو الأمر الذي لا يستطيع المواطن العادي اكتشافه، من خلال تهيأة الوضع له بأن الشخص ينتمي إلى جهاز الداخلية فعليًا، ويعزز المُنتحِل ذلك من خلال استخدام جهاز تسجيل بإشارات لاسلكية، ويوهم من حوله بأنه يتحدث إلى مديرية الأمن، فيتم إحكام أداء الدور، ومن ثم يصدق من أمامه بأنه تابع للأمن، ويردف بأن تلك العملية تُسمى بـ"الثورة".

أما الطريقة الثانية؛ عن طريق تزوير كارنيه، والذي "أصبح سهلًا، إذ أنه مُقارب في طريقته لتزوير الأموال، ورغم أن ذلك يحتاج إلى تفاصيل دقيقة، إلا أنهم ينجحوا في النهاية إلى تزويره، بالإضافة إلى أن الشخص المُستهدف، أو الضحية، لا يركز في أمر الكارنيه، لذا يتم خداعه بسهولة، لافتًا إلى أن بسبب هذه الحالة "نصّ قانون الإجراءات الجنائية على ضرورة إظهار الضابط في مأمورية الضبط القضائي، الكارنيه الخاص به للأفراد التي يقبض عليها".

انتحال صفة الضباط.. كعب داير بالمحافظات

قبيل اختفاء الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في مصر، بأربعة وعشرين يومًا، وتحديدًا في الحادي عشر من يناير الماضي، تمكنت قوات الأمن بالإسكندرية من القبض على شاب، يبلغ 28 عامًا، بسبب انتحاله صفة ضابط شرطة واستغلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في النصب على المواطنين، حيث أوهم ربة منزل أن زوجها مشترك في خلية للتخابر مع جهات أجنبية، وأنها مهددة بالقتل، واستولى منها على 200 ألف جنيه نظير حمايتها.

وبأطراف أخرى من الجمهورية، في محافظة الشرقية، وفي نفس شهر يناير الماضي، كان شابًا آخر يُحقق معه بشأن حيازته كارنية مزورًا لضباط بجهة سيادية، بالإضافة إلى أنه يحمل جهازًا لاسلكيًّا، ومسدسًا، والذي استخدمهم من أجل تحقيق مصالح شخصية.

أما في الجيزة، في شهر أكتوبر من العام الماضي، استخدم شخص يبلغ 45 عامًا، حيلة انتحال صفة ضابط بجهاز الأمن الوطني، بهدف النصب على المواطنين، مقابل تسفيرهم إلى دولة قطر، للعمل بهيئة تنظيم كأس العالم، وتمكنت قوات الأمن من القبض عليه.

"حوادث فردية، والداخلية تتصدى لها"، يصف جمال فرّاج، عضو مجلس النواب عن محافظة الوادي الجديد، حادث انتحال صفة ضباط شرطة بالمحافظة من خلال ارتداء الزّي الخاص بالأمن، ونصب كمين أمني على الطريق الدائري، بهدف النصب، ويقود التشكيل 4 أشخاص، وتمكنت قوات أمن الجيزة من القبض عليهم.

ويضيف فراج لـ"مصراوي"، أن الداخلية تبذل قصارى جهدها من أجل الكشف عن قضايا انتحال صفة أحد أعضائها، وتقديمهم للعدالة، حتى يكون رادعًا لمن يحاولون ارتكاب جرائم تتعلق بالنصب من خلال انتحال صفة الضباط.

فيديو قد يعجبك: