لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"في جنازة "هيكل": "طواريء عند عمال النظافة (صور)

04:34 م الأربعاء 17 فبراير 2016

كتب- إشراق أحمد ودعاء الفولي:

كانت ساحة الحسين قد بدأت في استقبال الوافدين، لحضور جنازة الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل، الميدان يبدو لامعا رغم الحزن، استعدادات بدت على قدم وساق لاستقبال مراسم الصلاة على الكاتب الراحل، الرصيف المواجه للمسجد تم طلاؤه صباحا، عُمال كثيرون يدورون للتأكد من نظافة المحيط، يُمسك أحدهم مكنسة، يلتقط بها فتات التُراب، فيما يُشرف عليهم أحد مديري هيئة النظافة، وبينهم قيادات أمن عليا، ورئيس الحي.

سعيد الكفراوي أحد مشرفي الهيئة، بدا عالما بالشخصية الراحلة، ففيما يتسائل زملاؤه عن الكاتب، قال "انا اشتغلت معاه أربع سنين"، حسب قوله، عمل فيهم الكفرواي في مكتب "هيكل"، يجمعه به أكثر من موقف "كان عظيم جدا على كل المستويات"، يذكر حين طلب الصحفي من أحد العاملين معه إعطاء مكافأة للعمال بمناسبة عيد الفطر "فجه في اليوم دة وسألنا إذا كنا خدنا العيدية ولا لأ.. فقولناله مخدناهاش، فاتصل بالراجل وجابه من بيته عشان يدينا الفلوس".

بداخل حديقة مواجهه للمسجد، أمسك إبراهي بخرطوم للمياه، يسقي به الزروع، يسأله أحد المارة عما حدث فيخبره، يتقدم منه صديقه عاطف-عامل نظافة- قبل أن يقول: "تعبوني والله.. أنا هنا من ستة الصبح"، فيقاطعه آخر "المهم منقعدش بعد سبعة بسبب اللي حصل"، أطلق عاطف زفرة قبل أن يُكمل "رئيس الحي قعد يقولي شيل السلة وحطها هنا وغير مكانها"، فرد عليه إبراهيم "يلا.. كلنا هنموت.. الشحات والملك وكله هيروح عند ربنا".

لم يكن بدأ التشييع بعد حين كان ياسر يعافر لإزالة لافتة إعلان ترشح، تركت منذ اللنتخابات البرلمانية "جنازة محمود هيكل باين" قالها الرجل بينما يستكمل عمله لايعلم سوى وجوب تنظيف الميدان، وهكذا يفعل زملاؤه كل مرة يأتي لهم الأمر بإعلان حالة الطوارئ.

مثله كان "مجدي" ينشغل بالعمل المفروض عليهم منذ السادسة صباحا، ولا يعلم لماذا "الجمعة اللي فاتت كان رئيس الحي هنا"، لذا اضطروا لتكثيف العمل كذلك، الانبهار أول رد فعل الرجل حين معرفته إن الجنازة لهيكل، لحقها بابتسامة دلالة على فهمة حالة "الشد" التي دخلوها بها منذ باكر.

أما "وحيد" فوقف مستندا على عصا مقشته، الامتعاض والهم يملأ وجهه قبل أن يلفظ "نفسي اقف قدام كاميرات التليفزيون واقول لهم على ال 72شهر اللي مش عايزين يدوهالنا زي بقية عمال النظافة برة القاهرة". لا يعبأ الرجل عائل الأسرة المكونةمن أربعة أشخاص لشئ سوى أن ينفض الجمع سريعا، فلا يضطروا للمكوث حتى المساء.

يتابع "وحيد" المشهد هو ورفاقه، تدورأعينهم بين السيارات الفارهة الوافدةللميدان "تلاقيهم الوزراء"، يتقدم أحدهم قبالة الجمع، يراقب الحدث عن قرب، بينما يمكث البقية حتى انتهاء المراسم، يتولون إجابة السائلين عن الفقيد، قائلين "دة هيكل بتاع الاهرام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان