التعويم يقتل الدواء.. مبادرة في سمنود تُعاني من توفير العلاج
كتبت- يسرا سلامة:
بعد أن أعلن البنك المركزي، الخميس الماضي تحرير سعر صرف الجنيه وتحديد سعر استرشادي للدولار خرجت التوقعات بزيادة في الأسعار، فيما يعرف وليد عمر أن ناقوس الخطر بالنسبة لتلك الأسعار يدق في عالم الأدوية، وتتأثر مبادرة شبابية يقوم عليها من أجل توفير الدواء لغير القادرين.
يعمل عمر مدرسا لمادة اللغة الانجليزية، وهو واحد من أبناء مدينة سمنود بالغربية. منذ فترة وصلت له حكايات لعدد من المرضى غير القادين على توفير علاجهم، لتنشأ مبادرة شبابية -لم يُطلق عليها اسما حتى الآن- مع مجموعة من أصدقائه ومعارف في دائرته - قرابة عشرة أفراد - من أجل توفير العلاج، بدأت بورقة صغيرة تضم بضعة أسماء، ووصلت اليوم إلى كشف يضم قُرابة 50 اسم شهريا من المحتاجين.
"الناس ممكن تتعب لما الأكل يغلى.. لكن ممكن تموت لو علاجها اتوقف،" يذكر عمر أن أزمة غلاء الأدوية بدأت تتصاعد مع تزايد سعر الدولار في السوق السوداء منذ فترة، وليس مع قرار التعويم فحسب، ومن المتوقع أن تزيد في الفترة المقبلة، بحسب ما أشار له صيادلة يتعامل معهم، مدللا بمثال لدواء "سورفانيب" الملازم لمرضى الشرطان، إذ زاد سعره من للعلبة الواحدة من 3900 جنيه إلى 4500 جنيه منذ أسبوعين، ومنذ أربعة أشهر كان ثمنه 2150.
ذلك الفرق في سعر دواء واحد يتشعب لأكثر من علاج، ومعه تتوسع رقعة غير القادرين. ورغم تعاون الصيادلة مع مبادرة الشباب بالغربية لتوفير العلاج، بإزالة هامش ربحها، إلا أن ذلك يجعل من الدواء سلعة تبتعد يوما بعد يوم عن محتاجيه، وتطول المسافة بين المبادرة وتلبية حاجة المرضى. يقول الشاب أن أغلب المرضى في سمنود يحتاج إلى أدوية لها علاقة بمرض السرطان بسبب غلاء سعرها.
يوضح عمر أن المبادرة تعمل على توفير الدعم في المحافظة في ظل عدم وجود جمعيات خيرية بسمنود، إلا جمعية واحدة تساهم بتأسيس مركز طبي وعدد من الأنشطة لمساعدة المرضى، لكن الدعم لا يكفي في ظل وجود عدد كبير من المرضى، مضيفا أن المبادرة تسعى للتحقق من صحة الحالات المقدمة لهم، بتقديم الأوراق الثبوتية لحاجتهم للعلاج، يذكر "التحقق مرهق، ونسعى إلى تأسيس مبادرتنا بشكل رسمي لتكون جمعية مشهرة".
ويقول إن الحملة تعمل على مساعدة حالات أخرى، تحتاج لدعم مختلف "هناك حالات من الغارمين بسبب الأدوية، فمثلا أحد الأهالي توفى وهو مدينا بسبب الدواء، وأرملته تسدد قرضه، تحتاج أيضا للدعم منَا".
ما يُعد إنذارا للمرضى بعد ارتفاع سعر الدواء يعبر عنه مدير مركز الحق في الدواء محمود فؤاد، قائلا في تصريحات صحفية أن صناعة الدواء في مصر في مفترق طرق بعد قرار التعويم، وأن هناك عجز حقيقي لدى المستشفيات والمرضى تجاه الأدوية المستوردة، مضيفا أن هناك فجوة بنسبة 33 في المئة في الأسعار بعد قرار التعويم.
ولفت عمر إلى أن المبادرة تواجه في شهر نوفمبر قائمة أكثر ضغطا لتوفير الدواء. ويقول "في ظل زيادة الأسعار، لا نضمن أن يظل أصحاب الخير يدفعون طوال الوقت، أو تكون التبرعات بنفس القدر". مشيرا إلى أن المبادرة تساهم فيها شباب من خارج سمنود من القاهرة أو الاسكندرية، وأحيانا شباب من سمنود مقيمين خارج مصر من خلال أهاليهم، بالإضافة لمساعدة من عدد من معامل التحاليل.
يطمح الشاب في المبادرة لتوفير العلاج بسمنود أن تتسع فكرة الحماية الاجتماعية لمن سيطحنهم سعر الدواء في الفترة المقبلة، وأن تتكرر مبادرات مماثلة من أجل حمايتهم، كما يتمنى أن تتواجد رقابة أكبر على اسعار الأدوية من خلال حملات تفتيش، فيما يواجه المحتاجين لأدوية مستوردة باهظة التكاليف مصيرا مرهونا بسعر الدواء وقدرتهم على الدفع.
فيديو قد يعجبك: