"الڨلانتين" في زمن "التعويم".. "بأي حال جئت يا عيد؟"
كتبت - يسرا سلامة:
في الثالث من نوفمبر اتخذت الحكومة المصرية قرار تحرير سعر الجنيه، ومصادفة كان هو اليوم الذي يسبق عيد الحب المصري الموافق الرابع من نوفمبر، لم يكن قرار التعويم إلا تأكيدا لما اتخذه "محمد جاهين" منذ فترة، أن عيد الحب سيمر بلا هدية لخطيبته، متمتما "الظروف الآن تتطلب أساسيات الأساسيات، لا وقت لهدايا الحب".
منذ اثنين وأربعين عاما، كان الصحفي "مصطفى أمين" صاحب فكرة تدشين هذا اليوم، أن يكون هناك عيدا للحب، إذ خرج الصحفي من سجنه ورأى أحد النعوش ورائها ثلاثة فقط، فعرف أن لا أقارب أو أصدقاء للمتوفي، فقرر أن يدشن العيد الموازي "للڨلانتين العالمي" في 14 فبراير، لكن اليوم المخصص لعيد الحب يمر وسط ظروف اقتصادية تضغط على المصريين ولا سيما أصحاب المشاعر الدافئة.
جاهين - 31 عاما، يقول إن الأسعار المرتفعة منذ فترة لم تجعله يفكر في شراء هدية، كما إنه لم يندهش من قرار التعويم بالأمس، مفسرًا أن الأسعار زادت في الأسواق منذ ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، والأسعار زادت وفقا لهذا السعر، وأن الأوضاع الحالية تجعل علاقات حب كثيرة بلا هدايا، يقول "إحنا في حالة تعويم من فترة.. كل ما نتمناه أننا لا نواجه أزمة أكبر من ارتفاع الأسعار".
يذكر الشاب الثلاثيني، والعامل في أحد شركات التدريب، أنه سيكتفي باتصال هاتفي لخطيبته، قائلا إن ذلك الاتصال سيخفف من عدم وجود هدية لخطيبته، مضيفا "الناس من الغلاء مش فاكرين عيد الحب أصلا".
الأمر كان مختلفا بالنسبة لبلال عبد الرحمن، الذي قرر ألا يأتي بهدية لمحبوبته اليوم فحسب، لكن أيضا أن يرتدي الأحمر، ويتجول معها في أحد شوارع القاهرة، يذكر الشاب الذي يعمل في أحد محلات بيع الموبايل إن الظروف الاقتصادية صعبة لكنها لا تمنع من الحب والتعبير عنه، هدية بسيطة وإن ارتفعت أسعار الهدايا قد تكفي "حتى لو باكو لبان.. الهدية مش بسعرها".
قبل أن يأتي نهار الرابع من نوفمبر، كان واضحا لبلال، الشاب العشريني، إن أزمة الأسعار تتصاعد، من كروت الشحن التي زادت أسعارها في سبتمبر الماضي، وحتى اليوم قرر منذ فترة أن يدخر قُرابة المائة جنيه، لشراء هدية تناسب خطيبته "إسراء"، يردف "الغلاء حاجة والحب حاجة تانية".
بجوار زوجته، كان يسير أسعد الشريف، أمام أحد شوارع الأجهزة الكهربية، يرتديا معا اللون الأحمر، زواجهما منذ قرابة الثماني سنوات جعلتهما يتخذا القرار معا "هنحتفل بعيد الحب، لكن هنجيب مكنسة للبيت أفضل من الهدية"، يذكر العامل في مجال المحاسبة أن زيادة الأسعار جعلت الحب –وليس هدايا الحب فحسب- في مأزق، خاصة لمن هم في بداية حياتهما معا.
"كل الأسعار غليت.. الناس هتجيب منين وهتحب إزاي؟".. يردف أيمن السيد، البائع في أحد محلات بيع الأكسسورات والهدايا في منطقة المهندسين، يذكر لـ"مصراوي" أنه ذهب منذ منتصف الشهر الماضي لسوق الموسكي لشراء بضائعه، فوجد زيادة أعاقت تجارته "الدبدوب اللي كان ب36 جنيه بقى بـ48 جنيه ومن غير مكسبي، واللي كان ب270 جنيه بقى ب300"، يردف البائع منذ أربع سنوات والقادم من محافظة المنوفية إنه أضطر إلى إعادة بعض البضائع بعد غلائها قائلا "الناس هتهتم بالحب لما يلاقوا كيس السكر الأول".
وفي أحد المقاعد بحديقة شارع جامعة الدول، كانت "منة سالم" ترتدي الأحمر، تحمل حقيبة مرصعة بقلب أحمر، وبها هدية "سويت شيرت" لخطيبها المنتظرة قدومه "حازم"، تقول الفتاة - التي تعمل بأحد محلات بيع الملابس: "عيد الحب ذكرى حلوة مينفعش تعدي من غير ما أجيب لحبيبي هدية حتى لو غالية"، تتابع الفتاة أن هديتها تكلفت 100 جنيه، قائلة إن غلاء الأسعار لا يعد مبررا لعدم تبادل الهدايا بين المحبين.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضل عدد من مغردي مواقع التواصل أن يربطا بين عيد الحب وأزمة الجنيه المصري، التي ستؤول إلى ارتفاع الأسعار، بشكل كوميدي، وعبر هاشتاج "عيد الحب"، عبرت "هناء سعيد" بتغريدة "حب إيه بس بعد ما البنزين غلي؟"، وقالت آية "حب مين والجنيه بيعوم بقاله يومين؟".
فيديو قد يعجبك: