إعلان

"love, dad".. كيف رأى مخرج أمريكي الجمال في حي الزبالين؟ (حوار)

02:56 م الخميس 24 نوفمبر 2016

من تصوير فيلم الحب أبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار – يسرا سلامة:

فتاة صغيرة نشأت في حي فقير، وعندما بلغت الجامعة حصلت على منحة إلى كندا، الداعم لها كان أبوها، الذي رغم فقره يولي اهتمام لتعليم ابنته.. تلك كانت حكاية سمعها المخرج الامريكي الشاب براندون براي، وذلك داخل حي الزبالين في القاهرة، ليحولها إلى فيلم قصير، يبرز جمال القصة، وبمجرد صدوره ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات إيجابية عن روعة الفكرة والتصوير.

عن قصة النجاح التي صنعها براندون، أجرى "مصرواي" حوارا مع المخرج عبر البريد الإلكتروني:

بداية.. عرفنا بنفسك، وكيف بدأت الإخراج؟

عمرى 34 عاما، أمريكي بدأت حياتي العملية في نقل الأحداث الرياضية، ذهبت إلى بعض الجامعات مثل "جامعة اسبري" كنتوشي بأمريكا، أول وظيفة حصلت عليها كانت كمنحة لتغطية الأولمبياد عام 2004 في أثينا باليونان، لكني فقدت الاهتمام سريعا بهذا العالم، وعقب انتهاء المنحة الجامعية في 2006 اتخذت طريقا مختلفا لغرب الصين، وبدأت في مجال صناعة القهوة.. هى قصة طويلة، لكني سريعا عدت مرة أخرى لأمريكا، وبدأت في مجال المونتاج، ومنه تعلمت ما يصلح وما لا يصلح قولة في القصة الدرامية، وتعلمت أن أثق في اختياراتي، لذلك في العام الماضي تعلمت أن أضع كل شئ بجانب بعضه البعض، خاصة الإخراج والمونتاج.

1

كيف جاءتك فكرة العمل؟ ومتى بدأت بها؟

هناك مؤسسة رائعة تسمى "بيتر سويت" للأعمال الإبداعية في واشنطن، طلبوا منى عمل الفيلم، وشاركت مع صديق أمريكي "ستيف جيتر" والذي ساعدني في عمل سابق، وقد قام بعمل سابق أيضا في الشرق الأوسط، ويتقن العربية قليلا، ومؤسسة بيتر سويت تخطط لمزيد من القصص والأعمال الإبداعية حول "مدن القمامة" منذ سنوات، وانضممت لهم في اللحظات الأخيرة لبدء تصوير وإخراج فيلم قصير. وهم أعطوني خلفية عن الذين يعيشون في منطقة الزبالين، منهم سيدة اسمها ماجي جروبان، والمعروفة باسم ماما ماجي والتي تقوم بأعمال فوق العادية لمساعدة المنطقة، في تواجد مدرسة لتعليم الأطفال منذ 25 عاما، وتقابلنا وتداولنا عدد من القصص حول حياة الناس من عالم الزبالين، وكانت قصة العمل واحدة من تلك القصص.

وكم من الوقت اتخذ عمل "love, dad؟"

فريق عمل الفيلم أخذ قرابة 10 أيام لفهم طبيعة المكان والخروج بقصة من أرض حي الزبالين، الأمر كان ضاغطا في البداية، والذي ساعدنا إننا ظللنا طوال الوقت داخل مدينة الزبالين، لم نبتعد مثلا للذهاب لفنادق مبهرة بوسط القاهرة، أي ظللنا طوال مدة الإقامة في المكان، وأعتقد أن هذا معنى كبير وصل للناس الذين يعملون في المنطقة، ولم أكن اتوقع كرم الضيافة من الزبالين هناك، بل إنني لم أتوقع كل هذا "الفخر" الذي يشعرون به من مهنتهم وعملهم.

2

هل القصة حقيقية؟

نعم.. قصة العمل حقيقية، على الرغم من إنها وقعت منذ 25 عاما، وعندما سمعتها شعرت إنها قصة بسيطة، لكنها قصة مثالية لأن تقول كيف هي صعوبة حياة الرجال والنساء والأطفال العاملين في منطقة الزبالين، وقدرتهم على خلق حياة أفضل لعائلتهم.

ما انطباعك عن مصر وحي الزبالين عقب الفيلم؟

القاهرة مدينة ساحرة، وهى تمثل قيمة مختلفة لكل شخص جاءها، سواء من سكانها إلى الزائرين، وبالنسبة لي كسائح من الممكن اعتبار مكمن الجمال هو رؤية الأهرامات وزيارتها، لكن الأروع حقا ويجعل القاهرة مدينة تفوق الوصف هو ناسها، لقد حالفني الحظ وسافرت لعدة بلدان حول العالم، لكن مدينة الزبالين بالقاهرة هي واحدة من أروع المناطق التي رأيتها في حياتي، فهي تدفعك للتفكير ليس فقط فيما تضيعه من حياتك ولماذا، لكن أن هناك مجموعة من البشر لديهم القدرة الأعلى إبداعا في إعادة التدوير للأشياء على الكوكب، باقية العالم يحتاج إلى نظرة طويلة إلى حياة هؤلاء الناس وأعمالهم وسط تلك الظروف.

3

الكثير ينظر إلى منشية ناصر كمنطقة عشوائية.. كيف رأيت الجزء الجمالي في هذا المكان؟

هذا يعتمد على تعريف كل منا لـ"الجمال"؛ أو حتى "العشوائية"، فأنا مثلا أرى مكان مثل "المولات" أو المجمعات التجارية تحمل الجمال والثروة، لكنه في نفس الوقت يحمل الكثير من الأشياء التي لا قيمة لها، وفقط يقتنيها بعض الناس لجذب الانتباه، وأحيانا لإثارة الحقد لدى الأشخاص المجاورين، لذلك أراه في كثير من الأحيان "مكان عشوائي" بالنسبة لي.

ماذا عن الممثلين في العمل؟ وكيف وقع الاختيار عليهم؟

كل الأشخاص في العمل هم أناس عادية من قلب حي الزبالين، نحن زرنا بالفعل مصنع ألومنيوم، وصديقي ستيف رشح أحد العمال هناك لدور الأب، فهو لديه حضور جيد، وفورا شعر ستيف أن هذا الأب يصلح للقصة التي سمعناها، هؤلاء العمال في مصنع الألومنيوم لديهم حياة صعبة جدا، ويعملون بجدية وصعوبة أكثر من أي أشخاص رأيتهم في حياتي، والبنت الصغيرة –التي ليست ابنته في الحقيقة- هى مجرد طالبة في إحدى المدارس بحي الزبالين، وكان لدينا نفس الشعور تجاه البنت، فهي تملك "الحياة" بين عينيها، أما دور الأب الكبير هو واحد من جامعي القمامة في الحي، أما الدكتورة فهي ممرضة قابلناها في عودتنا إلى أمريكا.


وماذا عن تمويل الفيلم؟

نحن فريق عمل صغير، ولم يتقاضى أحد منا دولار واحد في المشروع، كلنا تطوعنا في العمل بالقاهرة، لكن الانتقال والإقامة تحملت تكلفتها مؤسسة "بيتر سويت"، وعملية ما بعد الإنتاج مثل المونتاج وغيره كانت في أمريكا.
4

هل تلقيتم أي مساعدة من الحكومة أو من جمعيات أهلية في مصر لخروج عملكم؟

لم نتواصل مع الحكومة المصرية مطلقا، نحن فقط عملنا بشكل محلي مع مدارس وهيئات في حي الزبالين، ولم نتوقع أن يلفت الفيلم كل هذا الانتباه، لذلك نأمل أن هذا يثير بعض الاهتمام للقيام بمزيد من الأعمال في هذا الحي على المدى الطويل.

هل كانت تلك زيارتك الأولى لمصر؟

نعم.. تلك كانت زيارتي للمرة الأولى، ولسوء الحظ لم أملك مزيدا من الوقت للذهاب لأماكن أخرى بمصر، نحن ذهبنا من المطار إلى حي الزبالين مباشرة، وكنا نعمل 15 ساعة في اليوم، ومن الحي عدنا مباشرة إلى المطار، أتمنى العودة في يوم من الأيام لمزيد من الزيارات.

5

الفيلم فقط 3 دقائق وبضع ثواني.. لماذا فضلتم خروج القصة في فيلم قصير؟


لقد تحدثت طويلا مع فريق العمل لتطوير تلك القصة في عمل طويل، وإن كان هناك ممولا يتحمس لإنتاج هذا العمل فنحن نرحب به، وعلى أية حال فقد أخذ منا العمل مجهودا لا يقدر رغم كونه عملا قصيرا، فهذه الثلاث دقائق القصيرة اتخذت منا قرابة الشهرين من التخطيط، بالإضافة إلى أسبوعين من التصوير بمصر، وشهرين آخرين في مرحلة ما بعد الإنتاج من المونتاج وخلافه، إنه كثير من العمل، لكن الأهداف الإبداعية هي أن نحاول، وأن نظل حقيقين في رواية القصة مهما كلف الأمر، وهو في كلا الأمرين سواء ثلاث ثواني أو ثلاث ساعات لا يختلف من حيث تلك الأهداف، الحبكة، الصراع، الذروة والوضوح، فإذا أجمعت تلك العوامل فتستطيع قول قصص عظيمة.

وما هى المعلومات التي جمعتموها قبل التصوير؟

فريق "بيتر سويت" قام بأغلب الجهد البحثي قبل التصوير، لكن على الأرض مثلا جاءت لي فكرة الأب الذي يكتب خطابا لابنته، لنكتشف من خلال ذلك طريقة بسيطة لمشكلة معقدة جدا لإحساسه بالشوق إليها.

هل نلتم أي جوائز عن العمل؟


نحن أطلقنا العمل منذ وقت قصير، وفي الحقيقة "love, dad" هو عمل عن الناس ومشاركتهم للمشاعر أولا ثم تأتي الجوائز، وقد تم الإشادة بالعمل في مقالات عدة فور إطلاقه، مثل ما كتب في "فيلم قصير في أسبوع".

نال الفيلم إعجاب الكثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.. في رأيك لماذا نال العمل استحسان الناس؟

في الحقيقة لقد سمعت وجهتي نظر في العمل عقب عرضه، أما أناس أعجبوا بشدة بالقصة والمشاعر حولها وآخرون لم يستطيعوا تحديد ما إذا كان العمل وثائقي أو درامي حتى النهاية، واعتقد أن هذه هو هدف العمل، أن يتم مزج الأسلوبين بسلاسة، التشويق والمتعة، فقد كنت أقصد أن يظل المشاهد حتى قبل النهاية مشوشا بين الواقع والخيال، وبين قصة تنتقل فورا لتطورها عقب 25 عاما، ليتضح المغزى في النهاية، وهذا ما نال استحسان الناس، بالإضافة إلى المشاهد في مصنع الألومنيوم، لم تكن إلا مشاهد طبيعية بداخل المصنع، لم أتدخل في شئ، فقط صورت ما يحدث.

7

رغم قصر وقت العمل هناك كثير من المشاعر أوصلها الفيلم.. أيها أقرب إلى قلبك؟

اثنين؛ أولا أن أي شخص منا هو ابن او بنت، ثانيا نحن غالبا نقلل من القصص العادية، ليس فقط في حياتنا لكن أيضا في حياة من حولنا، ففي سرعة حياتنا وغمرة سعينا للوصول لمرتبة أعلى في المستقبل، يجب أن ننظر إلى الحاضر، وكما قال أحد الشعراء في مقولة موجزة "غير العادية في العادية".

هل هناك رسالة تريد إطلاقها عقب الفيلم؟

"اذهبوا إلى الزبالين.. فلن تنسوهم مطلقا".

صورة لفريق العمل-8

الجميع أشاد بفريق العمل.. هل يمكن أن تعرفهم؟

هم، المنتج المنفذ كات شميدجال، وأنا مخرجا ومونتاج العمل، التصوير والتعاون الإنتاجي ستيف جيتر، الصور الثابتة دايف شميدجال، ومساعد الكاميرا جوي دياز.

يمكن مشاهدة العمل هنا

Love, Dad from Brandon Bray on Vimeo.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان