مصريون من الفسيولوجيا إلى عربة الموز يكتبون أمانيهم في 2016 - تقرير
كتب - محمد زكريا:
فى مقتبل عام جديد، فى ذكرى عام منصرم مليء بزخم أحداث عاشتها البلاد على مدار 5 سنوات، نقل مصراوي آراء مواطنين، لكل منهم فلسفة تخصه فى تقييم الأداء العام لم يتشابه فيها غيره، غد أفضل في تطلعاتهم كان وجه الشبه الوحيد.
"أنا مش لامسة حاجة فى ايدية مفيش حاجة اتغيرت غير الأمن".. هكذا رأت غادة محمد دكتورة "فسيولوجيا إكلينيكية" بمستشفى الجنزوري التخصصي بمصر الجديدة؛ حيث عملت بالقطاع العام قبل انتقالها إلى القطاع الخاص للتعلم واكتساب الخبرات.
أرجعت صاحبة الـ 30 عامًا عدم شعور المواطن العادى لأي تقدم إلى انعدام الرؤى وخطى الطريق لسنوات طويلة "الشعب المصرى أذكى بكتيير جدًا من شعوب تانية.. كل الفكرة إنهم عندهم سيستم الفلوس بتتحط فين بتعمل إيه عندهم فكر وخطة مش بس لسنة قدام لأ.. لـ 50 سنة كمان لكن احنا المياه تقطع المطرة تمطر منبقاش عارفين نعمل ايه.. ومصر في صواني بتغرق".
كما أشارت غادة إلى مشكلات القطاع الصحي الحكومي المُفتقد لأبسط الإمكانيات والتقنيات "فيه مراكز صحة كتير تبع الحكومة عبارة عن دكانة مفتوحة ومفيهاش حاجة"، مُتمنية في العام الجديد أن تلمس تقدم ملحوظ في قطاعي التعليم والصحة كونهما أهم القطاعات في نظرها: "نفسى أشوف معامل فيها أجهزة زى إللى بيشتغلوا بيها بره في ألمانيا".
"خلى بالك إللى بيطاردنا في لقمة عيشتنا.. عايزنا نبقى مجرمين".. بلكنة صعيدية خرجت تلك الكلمات من ممدوح أحمد "بائع الموز" صاحب الـ23 عامًا، اعتراضًا على مطاردات رجال البلدية له: "أول امبارح البلدية واخدين منى تروسيكل بالبضاعة إللى عليه ورئيس الحى واقف وبترجاه يا افندم أبوس إيدك احنا بناكل منها عيش.. احنا بنسترزق" لكن دون فائدة.
الحصول على عمل مناسب في أي المجالات من أجل الزواج بامرأة خطبها منذ أربعة أعوام.. هذا كل ما تمناه الشاب السوهاجي الذي يحمل شهادة دبلوم صنايع قسم كهرباء كرد للجميل كونه قدم 26 شهرًا من عمره للجيش "خدمت البلد.. البلد ليه مردتش خدماتي".
فيما أشارت سارة السويدي صاحبة الـ 21 عامًا إلى المشروعات القومية التي اُفتتحت في عهد الرئيس السيسي "محلب عرفنا إن فيه مسئول بيشتغل لكن شريف إسماعيل مبيعملش حاجة"، مطلبان من الدولة تتمناهما زيارة السيسى للمناطق العشوائية لتفقد أحوال ساكنيها، وأن يصير محيط مدرسة الجمعية الشرعية بإمبابة في العام الجديد خالي من القمامة.
سداد دين بمبلغ 20 ألف جنيه كل ما يؤرق "أم أحمد" بائعة الخضار في ظل غلاء الأسعار، الأمن هو مطلبها من الرئيس "يكون فيه أمن عشان بعد الثورة الحرامية اتجرأت"، فيما تتمني أن يجد ابنها العاطل منذ عامين عملاً مناسبًا، أما عزيزة صاحبة الـ 66 عامًا، ورفيقة "أم أحمد" في نفس السوق أثنت على دور الرئيس السيسى في عودة الأمن قولها "ربنا يخلى السيسى يارب"، متمنية الخير للجميع.
"السياسة ماتت" قالها أحمد حسين، مضيفًا أن النظام الحاكم في مصر انتهج عقب الثالث من يوليو 2013 كافة السبل للقضاء على أي من أشكال المعارضة السلمية، أرجع حسين ما وصفه باستمرار الفشل الذي اعتاده من الحكومات المتعاقبة إلى "البيروقراطية" التي تحكمها نافيًا قدراتها على التقدم للأمام في المستقبل.
فيما يرى أحمد - الذى يعمل مُهندسًا لدى إحدى شركات القطاع الخاص - أن الأحاديث المُتكررة عن مشروعات ضخمة وإنجازات مستقبلية دون رؤى واضحة قائمة على دراسات تعلن نتائجها بشفافية على الرأى العام مجرد أوهام تلجأ إليها الأنظمة الحاكمة لتغطي على فشلها، أو ربما عرض يعكس عدم اعترافها بذلك الفشل من الأساس، رفض صاحب الـ 24 عامًا السؤال المطروح "ما هي مطالبك من الرئيس؟"، مبررًا ذلك كونه رافضًا على حد قوله لفكرة "الأب المُنقذ".
"ربنا يستر".. وجدها محمد ممدوح صاحب الـ31 عامًا الأنسب لاستقبال العام الجديد، "30%" كان تقييم ابن حي الضاهر لأداء الحكومة، مستنكرًا استفادته من كل قراراتها، نافيًا شعوره بأي تحسن على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي مقارنة بالمستوى الأمنى الذي شهد تحسنًا ملحوظًا، مبديًا تشاؤمه من أوضاع البلاد "دائما تسير للأسوأ"، موجهًا رسالته للرئيس "ركز مع الشعب شويه".
أرجع طارق محمد الذي يعمل "قهوجى" بالمطرية العثرات التي تشهدها البلاد إلى غياب الضمير، مُحملاً الحكومة مُمثلة في وزرائها المسئولية، رافضًا تحميل الرئيس السيسي إياها بالكامل قوله "الحكومة دى الأم والرئيس هو الأب ولو الأم صالحة البيت هيبقى صالح عشان الأب هو الأمان لكن الأم هي المسؤولة عن إدارة البيت تحت إشراف الأب وهي إللى بتكتب التقارير للأب إللى دماغه مشغولة بمليون حاجة".
تربية الأبناء "ربنا يكرمنى فيهم" والستر هو كل ما يؤرق "أبو نعمة" صاحب الـ 41 عامًا، الرضا أهم صفاته التي أظهرتها كلماته الواثقة بأن الرزق بيد الله لا غيره، الحياة أبسط في عينيه "عمل وعبادة وصلة طيبة بالناس".
"الاختفاء القسرى" وجدها المحامى الحقوقى محمد فتحى معبرة تمامًا عن توصيف الآداء الحكومي عام 2015، مُضيفًا أن النظام مازال يُنكر وجود أي حالات للاختفاء القسري وهو ما جاء على لسان رئيسه رغم تباين أعداد المختفين قسريًا في تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية ومن بينهم المركز القومي الحكومي لحقوق الإنسان، متمنيًا أن يشهد العام الجديد انفراجه في قضايا الحقوق والحريات.
تتمنى وفاء كمال مدرسة اللغة العربية بمدرسة المستقبل إعدادية بنات بإمبابة، إصلاح منظومة التعليم التي أفسدتها سياسات مسئولين سابقين وعودة هيبة المدرس مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: