إعلان

"أبني يعلمني".. كتاب يحتفي بالحياة ويكتب تاريخًا شخصيًّا للأبوة

01:01 ص الخميس 03 سبتمبر 2015

الكاتب وائل السمري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-نسمة فرج:

لأن للتجربة الأولى دهشتها، وللنظرة الأولى سحرها، فقد سجَّل الكاتب وائل السمري هذه الدهشة وهذا السحر في كتابه "ابني يعلمني" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، حيث احتفى في كتابه بالحياة، بلحظة الميلاد الفارقة، الخلاقة، ومن خلالها دوَّن تاريخه الشخصي مع الأبوة ومشاعرها الفريدة، متحديًا الموت والنسيان والقبح ليصف أحد أهم وأبلغ التجارب الإنسانية بروح شعرية.

ولم يكتفِ السمري في كتابه الجديد على المكتبة العربية بسرد تجربته مع الميلاد، بكل تفاصيله المبهجة، ومسئولياته الثقيلة، ولكنه غاص في أعماق التجربة، ليستخرج حكمتها، ويعيش روعتها، من خلال نظرة إنسانية، أبوية، فلسفية، غلَّفها الكاتب بأسلوب أدبي، حاول من خلاله أن يصل إلى "ما بعد الوجود، بأجمل ما في الوجود".

وقسَّم السمري كتابه إلى مقدمة سماها "قنطرة" وعشرين درسًا/ فصلًا، ثم خاتمة سماها "الدرس صفر"، حيث تحدَّث في مقدمته عن احتفاء الكتاب والمبدعين بالموت على حساب الحياة والميلاد

وفي الدرس الأول المعنون بـ:"لا خروج إلى النور إلا بجرح وبكاء"، يتحدث وائل السمري عن اللحظات المربكة في انتظار وصول المولود وخروجه إلى النور، وكيف يخفق قلبه وهو يقف "كتلميذٍ بليدٍ يترقب الدقائق دقيقة بعد دقيقة"، ثم في الدرس الثاني، وعنوانه: "لا شيء يفوق دهشة الموت سوى دهشة الميلاد"، يتحدث عن النظرة الأولى التي تشبه السهم النافذ، واللحظة الأولى التي تجبرك على الاعتقاد بأن العالم توقَّف عند قدميك، مشيرًا إلى لقائه مع "تلك اللحمة الحمراء التي تحملها بين ذراعيك فلا تكاد تبين"، وتبدأ الأسئلة المربكة في التوالي: " هل يدفعك الخوف على ابنك الوليد إلى تذكر هذا الذي تخشاه؟ أم هل تخاف حقًّا من أن تموت أنت بعد أن أديت رسالتك؟ أم هل أنك تذكرت الأحبة الراحلين وتمنيت أن يكونوا ها هنا ليشاركوك تلك اللحظة الآسرة؟" بعد ذلك ينتقل الكاتب إلى الدرس الثالث، وعنوانه: "أبدًا.. لا يسأل الظمآن عن قصد المطر"، وفيه يتناول المشاعر، والحضن الذي يصير "هو التعبير الأزلي الأبلغ عن المحبة والوفاء، ويصير الدنو من قلب إنسان آخر منتهى العشق وغاية الوله".

أما في الدرس الأخير، فيسترد وائل السمري "الأب" دوره بعد أن غيَّرته الأبوة، ويعتلي منصة الدرس ليُقدِّم لابنه – الذي علَّمه عشرين درسًا – الدرس.. صفر، والذي يعنونه بـ: "انظر إلى كل لحظة تمر بها باعتبارها ذكرى، وكن مستعدًّا لفعل الزمن حينما يلفحك الحنين وتأتيك الصور سالبة ذهنك، محتلة عينيك"، وفي هذا الدرس الأخير، درس الزمن، يتقمص الكاتب شخصية لقمان الحكيم، فيقدم لابنه ثماني عشرة نصيحة، يبدأها بـ: "يا بني، الزمن عدوك وصاحبك، رفيقك وتابعك ومرشدك، وأنت في الزمن، وفيك الزمن، فلا تخُض حربًا ضده، ولا تسالمه ولا تأمنه، أنت وهو رفيقان، منك يستمد وجوده فلا تُعره اهتمامًا، ومنه تستمد وجودك فلا تفتقده"، ويختتمها بنصيحة ترد الموت إلى الحياة، أو الحياة إلى الموت؛ إذ يقول: "يا بني، الموت حق، والحياة حق، وكلاهما واحد، فإن أصابك اليقين يومًا وفقدت مَن يدل عليك، فلا تبتئس، فبإمكانك أن تحيي الموت بابن جميل مثلك، وبإمكانك أن تقبِّل الحياة كل يوم مثلما أُقبلك الآن، واعلم أنك مهما عرفت فإن معرفتك ستظل ناقصة إن لم يجئك فيض من صلبك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان