"فين البلدوزر؟".. سؤال السيسي الذي لم يجد له إجابة
كتبت - رنا الجميعي:
"وعدتني أن تكون بلدوزر يفتح الطريق، فين البلدوزر دا؟".. جملة وجهها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لرئيس الوزراء السابق "إبراهيم محلب"، وذلك أثناء إلقاءه لكلمة بعد افتتاحه عدد من المشروعات، في السابع من يونيو الماضي.
رحل "البلدوزر" اليوم ومعه الحكومة بأكملها، وتلك كانت الاستقالة الثانية عقب الأولى، التي قدمها محلب بعد فوز الرئيس "السيسي" في الانتخابات الرئاسية في 8 يونيو 2014، حيث جدد السيسي الثقة في الحكومة.
ثلاثة أشهر مرت على تصريح "السيسي"، غير أن الانجازات لم تعرف لها قدمًا بالحكومة، وتوالت عدة كوارث أضعفت من أداء الحكومة.
تصريح "السيسي" جاء بعد زيارة "محلب" لمعهد القلب، حيث تميز "محلب" بالزيارات المفاجئة، كان من أبرزها زيارته لمعهد القلب، حيث عنّف المسئولين هناك بسبب المشهد المزرى للمعهد، واشتهرت الزيارة التي عكف البعض على إثرها بتدشين صفحة عن سوء أحوال المستشفيات باسم "عشان لو جه ميتفاجئش"، مشيرين لتورط وزير الصحة بشكل أساسي.
اغتيال النائب العام "هشام بركات"، كان أبرز الكوارث التي حدثت بنهاية يونيو الماضي، حيث تم زرع قنبلة جانب سور الكلية الحربية، وعلى إثرها تم إعلان إصابة "بركات"، ودخوله المستشفى، وبعد ساعات تم إعلان الوفاة، فيما تضاربت الأنباء حول القائمين بالعملية، في بادئ الأمر قيل أنها حركة المقاومة الشعبية بالجيزة، ثم تكاثرت الأنباء حول تنظيم أنصار بيت المقدس، خاصة بعد انتشار فيديو مقتل القضاة، الذي نفذه التنظيم في 16 مايو الماضي.
قتيل واحد كان حصيلة انفجار القنصلية الإيطالية، الذي استيقظ عليه سكان القاهرة في السادسة والنصف صباحًا، بمطلع يوليو الماضي، الانفجار الذي تم بوسط البلد، وهو ما كان مؤشر على اقتراب التفجيرات من العاصمة بشكل حثيث، أحدث أضرار بالغة في مبنى القنصلية.
يوليو حمل كارثة أخرى هي حادث "مركب الوراق"، والذي راح ضحيته، حسب تصريحات وزارة الصحة، مصرع 35 شخص، و4 مصابين، حادثة الوراق فتحت جدلًا حول التراخيص، والتأمين الخاصة باللانشات.
يأتي شهر أغسطس بانفجار آخر، هذه المرة سمع سكان القاهرة جميعهم صوت الهزة التي أحدثها الانفجار بمبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة، كذلك ظلت التصاريح متضاربة حول مكان الحادث لفترة، كما شعر الصحفيون بالحيرة فيما كان اليوم الأول لتطبيق قانون الإرهاب، وقد تبنى تنظيم داعش مسئولة التفجير التي أتت على المبنى، وأضرت بالمباني السكنية المحيطة بالمكان، فيما أسفر الحادث عن جرح ستة رجال شرطة.
لم ينتهِ أغسطس إلا وفوجئ أهالي "عشش السودان" بترحيل إجباري من قبل الأمن المركزي، حيث تم إخبارهم بأن عليهم الرحيل فورًا لهدم المساكن، وتسليمهم مساكن أخرى، غير أن البعض لم يجد اسمه بكشوفات الأسماء، وهو ما عرضه للبيات بالعراء بعد هدم مسكنه، وآخرون اضطروا الابتعاد عن منازلهم فورًا، مع استخدام الأمن المركزي القوة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وعدم إمهالهم الفرصة لإحضار ممتلكاتهم.
9 وزراء على رأسهم وزير الزراعة "صلاح هلال" تم تورطهم فيما عُرف بقضية "فساد وزارة الزراعة"، حيث تفاقمت تلك القضية بالأيام الأخيرة، والتي وضعت الحكومة في حرج، وذكر بيان للنيابة العامة أن المتهمين "طلبوا وأخذوا بعض الهدايا والعقارات على سبيل الرشوة، وذلك مقابل تقنين إجراءات تملك 2500 فدان في وادي النطرون شمال غرب البلاد بالمخالفة للقانون".
كل تلك الأزمات حدثت بالشهور الأخيرة فقط، والتي لم يجدي معاه تصريح "السيسي" بـ "فين البلدوزر"، يقول دكتور "يسري العزباوي"، رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن أداء الحكومة جاء ضعيفًا، في مشكلات عدة من بينها؛ قانون الخدمة المدنية، الانتخابات وقانون الارهاب.
ويرى "العزباوي" أن أنه من المُحتمل أن يكون "محلب" لعب منفردًا بعيدًا عن باقي الوزراء، فيما اهتم بعض الوزراء بـ"الشو" الإعلامي أكثر من الاهتمام بوضع خطة تنفيذية لحل مشكلات الواقع.
فيديو قد يعجبك: