لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- قطار المفاجآت.. ركاب ''فرحانين'': ''هو دا بيودي فين'' (معايشة)

11:33 ص الخميس 06 أغسطس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

تصوير - علاء القصاص:

في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تزينت محطة السكة الحديد برمسيس بالأعلام المصرية، أغاني وطنية تُذاع في أرجاء المكان، حركة دؤوبة من العاملين بالمحطة، قوات الأمن منتشرة في الأنحاء، ركاب قادمون من أماكن عدة للحاق بقطار المفاجآت التي أعلنت عنها وزارة النقل أمس الأربعاء، القابع في رصيف رقم 4، يحتشد بداخله المواطنين، بعضهم تمكن من حجز مقاعد للجلوس، آخريين احتلوا الطرقات الموصلة بين العربات، الكافتيرا مكدسة بالركاب، فيما وقف عدد من الشباب على بوابات العربات ينتظرون ساعة انطلاق القطار في السابعة و20 دقيقة، بينما السؤال الأكثر تداولا في المكان ''هو رايح فين بالظبط.. إسكندرية ولا إسماعيلية؟''.

أمام إحدى العربات لقطار المفاجآت، وقف الشاب الثلاثيني ''وليد صلاح'' هربا من الزحام الشديد داخل القطار ''أول ما يطلع هنط وأقف في أي حتة'' لا يعرف وجهة القطار، لا يهتم إلى أين يذهب سواء الإسكندرية كما يردد البعض أو مدينة الإسماعيلية، اليوم إجازته من عمله كتاجر ملابس، أراد استغلال الفرصة في الاحتفال وسط الناس بافتتاح قناة السويس خاصة أن تذكرة الدرجة الأولى مكيف بـ 20 جنيها والدرجة الثانية بـ 10 فقط ''عرفت بموضوع القطر قولت أجي اتبسط'' قالها بسعادة.

''حنان فرج'' ربة منزل، دخلت محطة مصر متسائلة عن مكان قطار المفاجآت، بينما تلوح بيديها بعلم مصر، تقول السيدة الأربعينية إنها استيقظت مبكرا للحاق بالقطار لكنها اكتشفت نفاد التذاكر، غير أنها لن تعود أدراجها ''مصممة أركب القطار وأروح معاه لغاية قناة السويس'' تعتقد أن القطار سيتجه إلى مدينة الإسماعيلية التي تشهد مراسم الاحتفال بافتتاح القناة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ''ولو راح إسكندرية هنزل هناك وأركب أي حاجة توديني على الاحتفال'' تتحدث بحماس شديد فيما تبحث داخل القطار المزدحم عن مقعد خالي.

غاضبا حاول ''خالد الشويخي'' الذي يرتدي ''تي شيرت'' مطبوع عليه صورة للرئيس مزيلة بشعار ''تحيا مصر'' الوصول لأي مسؤول في المحطة ''أنا جاي مع ولادي من خمسة الصبح عشان نحتفل ومش لاقين تذاكر أو كراسي نقعد عليها''، ترك المقاول سيارته خارج المحطة راغبا في الوجود بين صفوف الركاب ''جايب ولادي عشان يحسوا بقيمة بلدنا ونفرح وسط الناس''، ينظر بين الحين والآخر على اللوحة التي تشير إلى موعد انطلاق القطار وأبنائه شاعرا بالحزن ''هتصرف إنشالله أروح الحفل بعربيتي أو أركب القطر التاني''.

بعض الركاب لم يأتوا من أجل الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة، لكنهم تعاملوا مع الأمر كفرصة جيدة للذهاب إلى الإسكندرية بأقل رقم ممكن لسعر التذكرة، الطالب الجامعي ''محمد علي'' اختار هذا التوقيت للانطلاق إلى عروس البحر المتوسط لأن التذكرة رخيصة على حد قوله '' أنا اشتريت تذكرة بـ 10 جنيه بس.. ودي فرصة متتعوضش'' تلك الجنيهات البسيطة ستتيح له الوصول إلى مكتبة الإسكندرية التي كثيرا ما سمع عن قيمتها ''وبالمرة أحجز تذكرة لحفل مزيكا هيتعمل هناك كمان شهر''.

بجوار القطار يتابع ''طه محمود'' مدير قطار المفاجآت، باهتمام ركوب المواطنين داخل العربات، يتأكد أن كل الأمور تسير بشكل جيد، يُجيب على أسئلة الركاب، يوجه البعض للعربات الأقل ازدحاما ''القطر زحمة بس احنا عاملين حسابنا في أماكن زيادة.. وفي عمال هيتولوا مسؤولية التنظيم'' يذكر الرجل تلك الكلمات مؤكدًا أن الحدث سيمر في أفضل صورة، وأنهم يحاولون إضفاء الفرحة على الركاب من خلال بوسترات معلقة على القطار لقناة السويس ''كمان دخلنا لأول مرة تسجيل وسماعات في كل عربة عشان هنشغل أغاني وطنية طول الطريق''.

منتشيا جلس ''إبراهيم عبدالله'' سائق القطار داخل كابينة القيادة، تتحلق حوله وسائل الإعلام، لا يتحدث كثيرا، يعتبر الرجل الخمسيني أنه قد نال شرف كبير باختياره لقيادة قطار المفاجآت التي سيكتب في التاريخ نظرا لارتباطه بحدث كبير مثل افتتاح قناة السويس الجديدة ''فرحت جدًا لما بلغوني بالخبر أني هأكون جزء من حدث مهم''.

يقول الرجل الذي أمضى نحو 30 عاما في العمل داخل هيئة السكة الحديد إنه عَلِم بوجهته وخط سيره قبل ساعات قليلة من بدء انطلاق قطار المفاجآت، حيث ينتقل من محطة مصر برمسيس إلى طنطا، يقف لدقائق ومنها إلى محطة سيدي جابر بالإسكندرية، قبل أن يعود مرة أخرى من هناك في الساعة السابعة مساءا.

لم يتمكن عدد كبير من المواطنين من ركوب قطار المفاجآت نظرا للازدحام الشديد داخل العربات، من بينهم أسرة كبيرة مكونة من 7 أشخاص، ''عاطف محمد'' موظف بشركة خاصة، زوجته وشقيقتها وأبنائهم ''سمعنا موضوع القطر دا امبارح بليل، وقولنا نفسح الأولاد ونحتفل مع البلد'' لم ييأس الرجل الخمسيني رغم ذهاب القطار، ظل يلح على أسرته للانتظار والتفكير في بدائل أخرى تقيه من احساسه بالفشل في الانضمام إلى ركب القطار المحتفل بقناة السويس ''احنا مش هننزل على الفاضي ولازم نفرح مع الناس''.

فيديو قد يعجبك: