"فرحتهم بشنطتهم".. من أجل مدارس بلا محتاج
كتب- محمد مهدي:
مع بداية العام الدراسي من كل عام، يتوافد الطلبة من جميع الأعمار على مدارسهم، فيما يتغيب عدد كبير منهم خجلا من عدم وجود حقيبة يحملون فيها أدواتهم المدرسية وطعامهم، لضيق اليد وعدم توافر الأموال الكافية حتى لشراء "شنطة المدرسة"، غير أن الحال سيتبدل هذا العام من خلال مبادرة "فرحتهم شنطتهم" التي تتبناها مؤسسة "اسمعونا"، محمد فتحي رئيس أمناء المؤسسة يقول إن المبادرة بدأت منذ أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، ساعية لجمع 10 آلاف شنطة لتوزيعهم على الأطفال في المناطق الأكثر احتياجا داخل مصر.
ظهرت المبادرة للنور حينما اكتشف القائمين على "اسمعونا" خلال عملهم في القرى الأكثر فقرا في البلاد أن السبب الرئيسي وراء تغيب الأطفال عن التعليم هو المستوى الاجتماعي لأسرهم وعدم قدرتهم على توفير احتياجات أولادهم ومنها الحقيبة المدرسية "الأطفال بتحس بالخجل وبيضطروا يسيبوا المدرسة.. هنا فكرنا إننا نوفر الشنط بكل متطلباتها ويبقى موسم جديد للخير زي شنط رمضان" يقولها "فتحي" بحماس.
ثمن الحقيبة المدرسية الواحدة 100 جنيه، يتم شراءها من مصانع مصرية "قررنا كمان نشجع المنتج المصري" وتمكنت المبادرة في وقت قصير من جمع نحو 15 آلاف حقيبة مدرسية، خاصة بعد مداخلة هاتفية من "فتحي" بأحد البرامج التلفزيونية " أتمنى من كل برنامج توك شو إنه يقدم مبادرة كل شهر، ويدعمها، ويتابعها، عشان ننفذ منظومة متكاملة بين المجتمع والإعلام".
بعد أيام من إطلاق المبادرة كانت ردود الفعل واسعة وظهر اهتمام كبير من قِبل المواطنين ورجال أعمال من أجل التبرع للمبادرة"كمان تواصلت معانا وزيرة التضامن الاجتماعي اليوم وأبلغتنا باهتمام جهتين بالتبرع بألفين شنطة وبكدة المجموع الكلي يوصل لـ 17 ألف"، في الوقت نفسه تحرص "اسمعونا" على توفير حقائب مدرسية ذات جودة عالية ومظهر مناسب "لأننا مش بنعمل حاجة والسلام".
اختارت "اسمعونا" اتباع آلية لتحديد الفئة المستهدفة لتوزيع الحقائب الدراسية تعتمد على 3 طرق وهي قواعد بيانات وزارة التضامن الاجتماعي للأسر الفقيرة، وقواعد بيانات خاصة بالمبادرة تم حصرها أثناء العمل في القرى الأكثر احتياجا، ومعلومات من وزارة التربية والتعليم عن الطلبة غير القادرين "وفي الأغلب هيتم توزيع الشنط في الصعيد وفي المناطق العشوائية".
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "اسمعونا" تعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، بدأت مبادراتها المختلفة منذ عدة أشهر، من بينها تطوير عدد من القرى في محافظة الفيوم والأقصر وبني سويف، وسبق أن تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالشُكر للمبادرة في مارس الماضي، عبر الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أشاد في كلمته بالجهد المبذول من شباب "اسمعونا" في تنمية القرى الأكثر احتياجا.
فيديو قد يعجبك: