في بورسعيد.. خلل بيئي ينذر بكارثة اختفاء السلاحف البحرية
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت – يسرا سلامة:
لمواسم عدة، ظلت قناديل البحر تظهر بشكل خافت على شواطئ بورسعيد، كائن هلامي أبيض اللون، يصيب باللدغات من يقترب من الشاطئ، ينتشر ليس فقط في بورسعيد، لكن أيضا في عدد من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، لكنه ينتشر وبكثرة تلك الأيام بالقرب من منطقة العرب التي يسكنها "هشام مرسي".
هشام، الذي يُعرف نفسه كناشط بيئي، التقط بكاميرته عدد من صور توضح انتشار قناديل البحر، والتي ظهرت نتيجة طبيعية لاختفاء ظهور السلاحف البحرية - أو المائية - التي تتغذى على هذه القنابل، والمهددة بالانقراض لندرة تكاثرها من جهة، ولطول يد الصيادين عليها، والصيد الجائر لها.
يقول هشام إن القناديل المنتشرة تتسبب في هلاك الثروة السمكية بالمنطقة، لما تفرزه من مادة قلوية سامة، مما يهدد الصيادين، ويضيف الناشط البيئي إن السلاحف البحرية يتم اصطيادها لغلاء ثمنها، وتصل الواحدة بحد أدنى 100 جنيه، بجانب خرافة منتشرة في أذهان المشترين لها، بأن دماء تلك السلاحف تساعد على القدرة الجنسية، مما يجعلها عملة نادرة ومطلوبة.
في منطقة العرب، الواحدة من ثلاث أحياء بحرية في محافظة بورسعيد، وهما حي المناخ والشرق، تنتشر قناديل البحر هناك على شواطئ تلك الأحياء، ليتجاوز عددها العشرة الأف قنديلا، بينما يبيع عدد من الصيادين السلاحف البحرية في أسواق تلك المدن، في خفوت للرقابة من قبل شرطة الشواطئ المائية، وكذلك المحافظة، التي تعلن -وفقا للقانون- أن اصطياد تلك السلاحف محظور قانونا.
لا يبدو كما يرى الناشط البيئي أن حل تلك الأزمة سهلا، فإذا حدثت وتوطدت أواصر الرقابة على صيد السلاحف المائية، لن تقل الأزمة بسهولة؛ لأن تلك السلاحف تواجه الانقراض، والذي يزيد من فرص انقراضها القمامة المنتشرة في المياه، والتي إذا تغذت عليها تواجه الوفاة ومن ثم الانقراض.
وقد ظهرت قناديل البحر إثر الخلل البيئي الذي حدث منذ بداية الثمانينات، وحينها تلاشت الثروة السمكية بمحافظة بورسعيد وتضاءلت أطنان السمك الخارجة من البحر في عام 1983، وتتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى لتملأ بشكل ملحوظ عدد من الشواطئ البحرية، مما يبعث برسالة ذعر للصيادين والسياحة.
وفي دراسة لـ"تحالف حفظ السلاحف"؛ أظهرت أن السلاحف البحرية تواجه الافتراس والصيد، خاصة لوجود شباك الصيد على السطح من قبل الصيادين، كما تتعرض الصغار بعد فقسها واتجاهها إلى البحر، وتتعرض تلك السلاحف للانقراض؛ بسبب الاتجار بالصدفة لأغراض سياحية، وأيضا بتناول البيض كمادة غذائية غنية بالبروتينات، كما أن تلوث مياه البحار والخلجان بالزيت أو البلاستيك وتلوث شواطئ التعشيش بمختلف الأتربة والمواد الكيميائية يهدد حياة السلاحف.
وتقوم عدد من المؤسسات العالمية المهتمة بشئون البيئة بالتوعية لوقف انقراض السلاحف المائية، سواء من خلال تطبيق القانون من حذر اصطيادها، أو حث الناس على تربية السلحفاة وتكاثرها، وإعادتها للماء مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: