لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور..أسطول الحرية.. حكاية سفينة تُغرق إسرائيل في شر أعمالها

02:08 م الثلاثاء 21 يوليو 2015

هاجمت اسرائيل سفينة مساعدات كانت في طريقها لقطاع غ

كتبت-إشراق أحمد:
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساءً بتوقيت مدينة القدس، حين أجرى زياد العالول اتصال مع ربان السفينة ماريان، اطمأن نائب رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، أن الرحلة كادت تبلغ مرساها، بحلول الفجر تشير تقديرات الوصول، فيما يلوح بالأفق نبأ تتبع 3 سفن إسرائيلية للسفينة المحلق عليها علم اليونان، لتصبح مسافة 120 ميل بحري بالقرب من سواحل غزة آخر مستقر لسفينة أسطول الحرية3، بعد فقد الاتصال بها، وقبل أن يتأكد خبر اقتحام سلطات الاحتلال لها في غضون الثانية بعد منتصف ليل يوم الأحد 28 يونيو 2015.

للمرة الثالثة خلال خمس سنوات تمنع قوات الاحتلال سفن التحالف الدولي لكسر الحصار عن غزة، من إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ليغدو صد "أسطول الحرية" بالقوة سلوك السلطات الإسرائيلية، التي تخرج في اليوم التالي ببيان على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، متباهيا بالتصدي للسفن الداعمة للمنظمات الإرهابية في غزة حسب زعمهم، بينما الواقع الذي يؤمن به القائمون والمشاركون في تلك الرحلات، هو انتزاعهم نقاط لصالح القضية من فم المحتل، مما يدفعهم لاستكمال تحقيق هدف كسر الحصار.

صورة ذهنية عند البعض بأن بداية أسطول الحرية، كانت منذ 2010 حيث واقعة السفينة "مافي مرمرة"، لكن التفكير كان قبل ذلك التاريخ منذ نحو عشرة أعوام، مع فرض الاحتلال حصاره على غزة بحلول عام 2007، والتعسف في التعامل مع المواطنين والوافدين إلى غزة، فأخذ نشطاء السلام في البحث عن وسيلة لمساعدة أهل البقعة المنكوبة، واستهلوا ذلك بقافلة مكونة من 50 سيارة عام 2009، حملت المساعدات عبر معبر رفح المصري، وفقا لـ"العالول".

صورة 1

صعوبة الطريق البري، فضلا عن العوائق التي يفرضها المحتل من ناحية، وإجراءات غلق المعبر لفترة طويلة من الجانب المصري، دفعت النشطاء إلى إدراك "أن القوافل البرية صعبة جدا ولابد من البحث عن طريق بديل للدخول إلى غزة" كما قال "العالول"، الذي يستشعر تلك المعاناة بحكم كونه من أهل غزة "صار لي 3 سنين مش عارف أشوف أهلي رغم أني معاي جنسية بريطانية".

تعلن إسرائيل منذ عام 2005 أنه ليس لها علاقة بغزة، ولا تفرض أي حصار، بعد انسحاب قوتها من الأرض، فلم يعد هناك جندي واحد بالقطاع منذ 15 أغسطس من العام، فيما مجرد الاقتراب من الحدود بأي شكل تتصدى له، وتفرض سيطرتها على كافة الجهات، معلنة رسميا كما حدث على لسان رئيس حكومتها "نتنياهو" بعد واقعة الاعتداء على السفينة "ماريان" قبل أسبوع إن إسرائيل تستخدم حقها القانوني، غير أن الأيام لا تزيدها إلا غطرسة، فبعد قصف مطار غزة، لم يعد هناك سوى البحر لدخول غزة.

صورة 2

في المقابل لم يتوان تحالف "أسطول الحرية"، في السعي لدخول غزة، بدافع مادي وهو توصيل المساعدات، وأخر معنوي "أن لغزة ميناء بحري تزعم إسرائيل أنها لا تفرض سيطرتها عليه" كما قال "العالول"، ومع وجود حدود للمياه الدولية، تمسك المتضامنون بخيار البحر.

9 دول حتى الآن هي المشاركة في تحالف أسطول الحرية؛ السويد والنرويج والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا وتركيا، وللبلد الأخير ارتكزت قوة أسطول الحرية الأول، في 29 مايو 2010 انطلقت 6 سفن، بينهما السفينة التابعة لمؤسسة الإغاثة التركية "مافي مرمرة"، من جزيرة ليمادسول جنوب قبرص توجه الأسطول إلى غزة، والذي كان يعد أكبر تجمع ضد كسر الحصار، ضم شخصيات رسمية وشعبية من مختلف دول العالم، ومنها فلسطين ذاتها "950 شخص شاركوا وقتها كان بمثابة جيش بالنسبة لإسرائيل" كما يصف "العالول".

صورة 3
نحو 20 ساعة استغرقها المشاركون في أسطول الحرية 3، قبل الإبحار من اليونان في 25 يونيو المنصرف، لكن الجميع تحمل عبء تلك الساعات، التي ما كانت إلا طريقة تعنت باتت معروفة بحكم خبرة السنوات، "لإسرائيل مافيا في كل دولة، تضغط على الحكومة والشرطة اليونانية مستغلة الحالة الاقتصادية، وتستخدم التعنت في إجراءات السفن كمحاولة للتعطيل" كما يقول العالول"، لكن جهد 6 أشهر للإعداد لذلك الأسطول، ما كان ليضيعه الانتظار لساعات، انتهت بتصدر السفينة السويدية "ماريان" للإبحار نحو غزة.

المعنويات مرتفعة، النفوس تتطلع للوصول هذه المرة، والأقدام تتلهف أن تطأ أرض غزة، 20 شخص على سطح السفينة "ماريان" من معارضي الاحتلال، الأغلبية من النشطاء الأجانب، فيما يتمثل الجانب العربي في أشخاص لها ثقل سياسي، تُوجه لهم الدعوات "لأن إسرائيل معروف عدائها للعرب بشكل خاص فلابد أن يكون الشخص ذو أهمية فإن حدث اعتداء أصبحت إسرائيل في مواجهة مع دول وليس أشخاص"، وهكذا يحسب القائمون على الأسطول البحري كل خطوة بقدر المستطاع.

صورة 4المنصف المرزوقي وزياد العالول وعدد من المشاركين باسطول الحرية 3 .قبل الانطلاق

على السفينة الرئيس للأسطول، كان الرئيس التونسي السابق "المنصف المرزوقي"، والنائب الفلسطيني بالكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، ونائبين برلمانيين عربيين، أحدهما جزائري "ناصر حمدادوش، وأخر مغربي "أبو زيد الادريسي"، فضلا عن الإعلاميين والكتاب العرب والأجانب، فالتنوع هو سمة سفن كسر الحصار.

تكاد الاعين تنشد هدفها، السفينة "ماريان" تقترب من شواطئ غزة، تدخل المياه الدولية قبالة مدينة العريش المصرية، فيما ينشر أعضاء التحالف النبأ، مع دعوة أهالي غزة للانتظار، غير أن الاحتلال لا يأتي بما يشتهي ركاب السفن؛ يستوقف السفينة قارب بحري إسرائيلي، فيما تُحلق طائرات فوقهم، يخبر قائد الحملة على السفينة أنهم بنطاق المياه الدولية ولا يحق إيقافهم، لكن دون سابق إنذار يجد أفراد المركب المتواضع الحجم، جنود إسرائيليين فوق الرؤوس، "العدد ضخم لدرجة كنت أفكر أن السفينة هتغرق بينا" كذلك نقل أحد المشاركين في الأسطول شهادته لنائب رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار.

(رسالة قبطان السفينة مريان لإنقاذ أفرادها بعد احتجاز القوات الإسرائيلية لها)

ضبط النفس للجنود الإسرائيليين كان فقط مع الأشخاص المعروفة، ذات الحصانة البرلمانية والدولية، بينما كان الضرب واستخدام الصواعق الكهربائية من نصيب النشطاء المتطوعين خاصة السويديين منهم، إصابات نالت من البعض "أحد المشاركين فتحت رأسه"، وتم اقتياد المركب إلى ميناء أسدود، الذي يبعد نحو 40 كيلو متر عن غزة، قبل إيداع أفراد "ماريان" بسجن "العفولة" الإسرائيلي والتحقيق معهم، بتهمة خرق القانون الإسرائيلي والدخول إلى حدود مياهها المياه.

(اقتحام قوات الاحتلال للسفينة ماريان واستخدام الصواعق الكهربائية في التعامل مع ركابها)

التوقيع على نص التحقيقات الموجهة من قبل السلطات الإسرائيلية كان يعني الخروج الفوري، غير أن ما أحد من أفراد المركب، بما في ذلك الشخصيات البارزة فعل ذلك، لذا استمر احتجازهم، بل تعمدت سلطات الاحتلال تأخير سحب السفينة حتى ليل اليوم التالي حتى لا يشعر أحد بالجريمة المرتكبة، لذا يستميت "العالول" في وصف بما حدث بـ"الاختطاف".

قبل انطلاق سفن أسطول الحرية3 حمّل التحالف الدولي إسرائيل مسؤولية أي حماقة تُرتكب ضد المشاركون، لكن كالعادة تضرب بالكلام غير السائر على هواها عرض الحائط، فقط تتعمد إخفاء حدة ما تفعل، فبعد الواقعة التي وصفت بمجزرة "مرمرة"، لمقتل نحو 10 أشخاص وإصابة أخرين على يد قوات الاحتلال، وتأزم العلاقات مع تركيا حتى عام 2013، والتي انعكس ضررها على إسرائيل بالنفع على التحالف وقضية كسر الحصار، لجأت سلطات الاحتلال لاتباع أساليب بديلة، بملاحقة نشطاء تحالف أسطول الحرية، فضلا عن عمليات تخريب السفن.

صورة 5

"ليست رحلة سياحية كما يظن البعض بل هي أشبه بعملية انتحارية" قالها نائب رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، عن الأجواء التي يعمل بها المتطوعين بأسطول الحرية، فمن يشارك يعلم أن الصمود بات جزء أصيل للتعامل مع ما يلاقي.

في يوليو 2011 اكتملت التجهيزات للرحلة الثانية بعد عام من مجزرة مرمرة، 3 سفن كانت على استعداد للإبحار إلى غزة، لكنها لم تتحرك "ضربت إسرائيل الأسطول في مكانه" كما عبر "العالول"، حيث تمكنت قوات الاحتلال عبر نفوذها من إتلاف المراكب الراسية بقبرص واليونان، لذا لم يأخذ هذا الأسطول حيز كبير من الاهتمام حسب قوله.

(الهجوم على السفينة مرمرة)

الاحتلال لا يتعلم فقط يكابر، لكن نشطاء السلام وأرباب النفس المقاومة يفعلوا، ففي فجر اليوم ذاته الاثنين بعد أربعة أعوام على مجزرة مرمرة الواقعة في 31 مايو 2010، اختلف التاريخ غير أن أسلوب إسرائيل لم يتغير، استولت على السفينة "ماريان" لتنضم إلى نحو سبع أخريات بحوزتها، ورغم ذلك نجح أفراد تحالف أسطول الحرية في إبحار 4 سفن بالأساس، بعد أن تمكنت المافيا الإسرائيلية من إتلاف مركبين من الأسطول بمكانها، فالتكتم الشديد والحراسة والحذر، بعدم انطلاق السفن مرة واحدة، وكذلك أولوية الإبقاء على المراكب دون الاستيلاء عليها قلل الخسائر في نهاية الأمر.

تباهت إسرائيل بصدها سفينة "ماريان"، فيما لم تعرف أنها ابتعلت الطعم، بعودة ثلاث سفن لأماكنها، استجابةً للخطة بعد قطعها منتصف الطريق حفاظا عليها، لتصبح بانتظار الرحلة الرابعة، التي يجري التحالف إعدادها وفقا لـ"العالول"، وكذلك إضافة جريمة أخرى بملف الاحتلال، ليحاسب عليها باحتجاز نحو 6 نشطاء سويديين حتى الأن في سجونه، فإن لم يتحقق الهدف كاملا بالوصول إلى غزة، فقط انتزعت سفن "الحرية" نقطة جديدة في المعركة الدائرة، بتعاظم الحركة الدولية، والنجاح في إيصال رسائل مهمة إلى الفلسطينيين أنفسهم، والدول العربية "المتقاعسة"، وأيضا المحتل كما قال قال نائب رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة "في حوزتنا الكثير لاستخدامه ضد إسرائيل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان