لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جدر" الشيخ طه الفشني.. "يمد لسابع أرض" (فيديو وصور)

05:36 م الثلاثاء 14 يوليو 2015

الشيخ طه الفشني.. يمد لسابع أرض

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

كان مركز الفشن بمحافظة "بني سويف" قد خلا من شيخه الذي لحق باسمه وعُرف به، لكن ظل بالمدينة شيوخ على درب المُنشد سائرون، كانت أصواتهم ممتدة على قدر ما استطاعوا، حينما يُسألوا "بتمد الحتة دي ليه"، يردوا "زي الشيخ طه".

اسمه "طه حسن مرسي الخرشة" لحق بكنية عائلته اسم مدينته، فـ"اشتهرت الفشن بيه"، كما يقول "أحمد وحيد"، أحد أقربائه، كان صوته في إنشاده يقطع المسافات، ثم يأتي ساكنًا دون أثر لتعب، اكتشف هبة صوته ناظر مدرسته بالمنيا، حينما كان بمدرسة المُعلمين، فصارت الإذاعة المدرسية مفتتحًا له، ثُم من بعدها عيشه بالقاهرة، وإحياء الليالي الرمضانية.

11

سافر مرتان للقاهرة، الأولى كانت مؤقتة، والثانية دام فيها العيش، أما الأولى فكانت لدراسة العلوم الفقهية لكن ثورة 1919 حالت دونها، مع إدراكه لصوته أحيى ليالي المآتم بالفشن وقراها، لكنه كان "طموح"، كما ذكر "وحيد الخرشة"، والد "أحمد"، لذا كان سفره الثاني، فجَاور مسجد حفيد الرسول، درس بالأزهر أحكام التلاوة والتجويد، كذلك علم الموسيقى والمقامات، وصار مقربًا من الشيخ علي محمود، وضمن بطانته، حتى قال عنه "أنت خليفتي" ذات مرة حينما مرض الشيخ محمود، وطلبت الإذاعة أن يحل الشيخ الفشني مكانه.

"من كتر حبه للحسين حفظ القرآن" هذا ما سمع به "وحيد" عنه، فأصبح الشيخ طه مؤذن مسجد الحسين، ومُحيي لياليه "ويتولى مدح آل البيت"، كذلك الليلة الأخيرة للسيدة زينب، اشتهر "الفشني" وفي إحدى الليالي الرمضانية بالحسين، كان مدير الإذاعة المصرية ضمن الحضور، لما سمع الشيخ انبهر به، وعرض عليه الالتحاق بالإذاعة، وبالفعل اجتاز الشيخ، وأصبح ثالث قارئ بعد الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي.

لم يكن الشيخ الفشني مميزًا فقط بدروب صوته المنوعة، لكن بطانته المحيطة به كانت سببًا في التماع تواشيحه الدينية، التي استمع إليها محبيه عبر الإذاعة المصرية والتليفزيون، كذلك الإذاعة البريطانية، كانت حلقته تلك تُضيف روحًا على روحه، الأصوات المًنغمة المحيطة به كانت طبقات من أصوات الجنة، كما كان صوته الذي يصول به بين المقامات، ذلك كله أضفى على تواشيحه روحانية، ما جعل المستمعين بجواره، والتي تُسجلها بعض الابتهالات مثل "يا أيها المختار"، من سلطنة الحضور وقولة "الله" بعد كل مقطع.

كان الشيخ طه يُوزع طول نفسه على الجملة الواحدة، ويستقيم به، المقامات التي تجوّل خلالها الشيخ كانت البياتي، الرست، والحجاز، وبين تنوع المقامات صار صوت الشيخ مُختلفًا في كل مرة، حتى الآذان الذي سجله بمقامات مُختلفة، كان من بينها "الحجاز" الذي تحدث عنه الشيخ "محمد الهلباوي"، في الفيلم الوثائقي "أصوات من السماء"، "مقام الحجاز مقام فرح، فجميل إن الآذان يبقى بيه".

16 درجة صوت كان يتلون بها الشيخ، كما قال ابنه "زين"، وحيث استطاعت الباحثة "رحاب الشربيني" في دراستها عن الشيخ تفسر، أن صوت الشيخ في ابتهالاته وترتيله كان طبيعيًا، واستعراض المُنشد بصوته طبيعة النغم، ما جعله يقول ابتهال "عفوك ورضاك" في مقام الحجاز، لأنه أشبه بـ"الدعاء"، كما ذُكر بالفيلم الوثائقي.

اشتهر الشيخ بتواشيحه وابتهالاته أكثر منه كقارئ، فلم يسعفه الوقت لترتيل المصحف بأكمله، لكن ثلاثة أرباعه فقط، وطبيعة صوته التي احتاجت التبحر أكثر في النغم، لذا كان أول من أدخل النغم على التجويد.

أسموه أهل بلدته "كروان الفشن"، وفي عصر لم يعرف التليفونات المحمولة بعد، كان الأقرباء يجلسون جوار الإذاعة، يسجلون إرثهم الغالي على أشرطة، تتراص بجوار بعضها دليلًا على وجاهة نسبهم، تتوارثه الأجيال، ويقول قريبه "أحمد"، طالب بكلية الطب، أن ما جذبه للشيخ هو وصول المعنى لديه و"النفس الطويل".

22

مراتب عدة وصل إليها الشيخ الفشني، فكان أول من ظهر بالتليفزيون المصري حين نشأته، كذلك أصبح رئيس رابطة القرآن الكريم بعد وفاة الشيخ الشعشاعي، كما أنه اختير لإحياء الليالي الرمضانية بقصري "عابدين" و"رأس التين"، وصار القارئ المفضل للرئيس جمال عبدالناصر، سافر بلدان عدة لإحياء ليالي بها، وكُرم من عدة رؤساء منهم الرئيس الإيراني.

توفى الشيخ الفشني بديسمبر 1971، ولم يبق على الأرض سوى تراثه، حفظه ابنه "زين"، وعرضه على الأزهر الذي أجازه، كذلك في مركز "الفشن" ظلت التسجيلات وسمعة الشيخ بين عائلته يُفاخرون بها، وسماحة وجوههم تدل على خير جذورهم "مفيش مكان أروحه إلا ويقولوا وشك سمح، أقولهم أنا قريب الشيخ طه"، فيما تحمل التليفونات المحمولة هذا الفخر معهم "احنا حاطين رنة الموبايل يا أيها المختار"، ويؤمن "وحيد"، أستاذ اللغة العربية، أن شيوخ القرآن تشفع لنسلها حتى الجيل السادس.

33

تابع باقى موضوعات الملف:

بالفيديو والصور- مصراوي يروي قصة محمد عمران.. سلطان "القوالة" من مصر القديمة إلى فلسطين

2015_7_13_20_8_57_870

بالصور.. مصراوي مع أسرة "طوبار".. حكايات شيخ المبتهلين باقية (حوار)

2015_7_13_16_32_54_340

ابن "النقشنبدي": السادات كان يلف خلفه الموالد.. وفرقة أم كلثوم انتظرته على باب المسجد (حوار)

2015_7_14_17_3_1_813

بالصور: محمد الهلباوي.. أنشد فترك الغرب بلا هوية

2015_7_14_14_46_5_359

بالصور.. مصراوي داخل منزل الشيخ "طوبار".. وجاره القبطي: كان أبويا

2015_7_12_23_20_38_620

بالفيديو: محمود محمد رمضان.. سفير القرآن في دنيا المُنشدين

2015_7_14_16_26_46_889

مُريد على الطريقة الحديثة.. رحلة شاب في حب الشيخ عمران

2015_7_14_18_59_4_616

بالصور: "طوبار" في "الخازندار".. أيامه الأولى والأخيرة في دنيا الابتهال

2015_7_13_17_52_18_798

محمد ثروت: النقشبندي "بافاروتي" مصر

2015_7_14_15_6_0_730

فيديو قد يعجبك: