بعد زيارة السيسي لألمانيا.. كيف يراها المصريون هناك ؟
كتبت - رنا الجميعي:
انتهت زيارة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لألمانيا الخميس الماضي، فيما تضمنت الزيارة الرسمية الكثير من التصريحات من قبل الرئيس، وتنوعت الآراء حولها، كذلك حول أفعال الوفود المصاحبة له، حيث اعترض الكثير على التصفيق المتتابع من الصحفيين في المؤتمر الصحفي بين السيسي، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، كما لم يُعجب البعض الوقفات المؤيدة للرئيس من قبل الفنانين.
الجالية المصرية في ألمانيا :
13 ألف مصري هو عدد الجالية المصرية بألمانيا، وتنوعت الآراء ما بين مؤيد ومُعارض لزيارة "السيسي"، وبين من شاركوا في مظاهرات المعارضة له، وآخرين رغبوا في الهتاف له مع الوقفات المؤيدة، لكن لم يسعفهم الحظ، وهناك من اتخذ موقفًا مُعارضًا من الحزب المنتمي له، وأقدم على الاستقالة اعتراضًا على الزيارة.
"تحرير برلين"
هي اسم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الصفحة تُمثل بعض المصريين وغير المصريين، وتحت ذلك الاسم عبروا عن استمرار مسار الثورة في ألمانيا، ومع بدايات زيارة السيسي رحبوّا به على طريقتهم، كما قالوا.
لافتات بيضاء مُعلقة على جدار جامعة برلين للتكنولوجيا والهندسة، كذلك فوق كوبري "جلايسدرايك"، كوبري "أوبرباوم"، و"جورليتزر بارك"، وهي أماكن لها أهمية ثقافية وسياسية كما قال أحد أعضاء الحركة، تلك اللافتات عبرت عن قضية المعتقلين "4000 معتقل في سجون السيسي"، و لافتة أخرى تنادي بإسقاط "كل من خان: عسكر، فلول، إخوان".
"أحمد الباسوسي"، مصري يحصل على درجة الماجستير ميكانيكا سيارات، مؤيد لزيارة السيسي، حيث يرى أنها كانت مهمة للطرفين، كذلك فإن ألمانيا من خلال الزيارة تعترف أن مصر دولة قوية ومحورية "ولها تأثير قوي على البلدان العربية".
استطاع السيسي، من خلال الزيارة أن يشرح عدة أمور ملتبسة، في اعتقاد "الباسوسي"، مثل أحكام الإعدام الصادرة على الرئيس السابق "محمد مرسي" وجماعته، أما بالنسبة للوفود المُصاحبة للسيسي، من ممثلين ورجال أعمال، فلم يرى "الباسوسي" أن لها داعي خصوصًا أن لا وجود لهم في الأجندة الرسمية للزيارة كما قال.
رغب "الباسوسي" في النزول للتجمعات المؤيدة، لكنه لم يعرف المواقيت المحددة لها "مكنش في دعوات من السفارة المصرية في برلين، مفيش حتى إن الرئيس هيقابل الجالية المصرية"، كذلك لم يسعفه النزول بسبب عمله، وأكثر ما كان يهم الشاب العشريني هو كلمة الرئيس مع المستشارة الألمانية.
"حسن علي"، المعروف ب"حسن المصري"، مصري يبلغ من العمر 20 عامًا، سافر لألمانيا، يدرس علوم سياسية في جامعة "جيسن"، ويقطن بمدينة "أوفنباخ"، كما أنه ينتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهو حزب منتمى لوسط يساري، قدّم "حسن" استقالته للحزب، اعتراض على دعوة "السيسي" وعلى استقبال وزير الخارجية "شتاين ماير" المنتمي للحزب للرئيس المصري، وهو ما يعتبرها خيانة من دولة ديمقراطية.
مع تواصل أعضاء الحزب مع "حسن"، تراجع عن الاستقالة مقابل كتابة بيان من الحزب يوضح فيه أنهم ضد تصرف ممثلي الحزب، وكان جزء ما جاء في البيان "هذا التصرف يعد صفعة على وجه كل من شارك في الثورة المصرية طامحًا في تحقيق الحرية والديموقراطية والسلام، أنا بشخصي وقفت يومًا ما في ميدان التحرير راغبًا في مصر مختلفة، الكثيرين منا فقدوا أرواحهم في هذا الطريق، منهم أصدقاء مقربين لي، كنا نؤمن بمصر غير الحالية، حاربنا فساد وديكتاتورية مبارك وقمنا بإسقاطه، حاربنا من أجل انتخابات حرة ونزيهة ولكنها للأسف أتت برئيس غير ديموقراطي"، ويطرح العضو المصري في البيان أن ألمانيا كان بإمكانها توجيه قوة اقتصادها ورخاء مستثمريها في الضغط على هذا النظام، وأن الكارثة في تصرف رئيس الحزب ووزير الخارجية هو اعطاء الشرعية له.
يرى "حسن" أن الزيارة لم يهتم بها المواطنون "الكل مشغول بنهائي دوري أبطال أوروبا"، لكن بشكل عام الألمان غير مؤيدين لزيارة السيسي كما قال، والمصريون بين مؤيدين ومعارضي، وأغلب المنتمين لجماعات فهم الإخوان المسلمين كونهم المسيطرين على المساجد بألمانيا.
"أحمد سمير"، عشريني يدرس الطب بألمانيا، شارك الشاب في المظاهرات المعارضة للزيارة بجانب الإخوان، ما همّ "سمير" أن يوثق المظاهرات، وكذلك أن يُظهر للرئيس مُعارضته لزيارته، حتى وإن كان بجانب جماعة الإخوان المسيطرة على السواد الأكبر للمظاهرات "هما عندهم قدرة على الحشد"، فبخلاف رفقائه الذين اعترضوا على تواجد الإخوان، هتف معهم "سمير" "الهتافات كانت يسقط حكم العسكر ومعارضة للزيارة"، لكن مع الهتافات المؤيدة لعودة مرسي والشرعية "كنت بسكت".
ضمت المظاهرات المعارضة حسب مشاهدات "سمير" عدد من المصريين "من الطرف التالت"، كذلك سوريين وأتراك وألمان وجنسيات أخرى، الأعداد كانت كبيرة، وبالنسبة لمظاهرات المؤيدين فكما وصفها الشاب، كانت وقفات قليلة العدد.
وبالنسبة للاتفاقية التي تمكن السيسي من عقدها مع شركة سيمنز "هي مكنتش منحة أو استثمار، والشركة أخدت تمن المولدات الكهربائية كاملة"، كذلك كان تعليق "السيسي"، في رأي طالب الطب، عن أحكام الإعدام "محرج"، فقد صرّح أن أحكام الإعدام تلك غيابية ويُمكن أن تسقط بحضورهم "وكان معروف إن المتهمين حاضرين المحاكمات دي".
من مشاهدات "سمير" لم يعلم الألمان من هو "السيسي"، كل ما يعرفونه هو مصر "وإنها دولة فيها ارهاب ومش عارفين يصيفوا فيها بقالهم سنتين تلاتة"، أما المهتمين بالزيارة من الألمانيين فكانت الصحافة لديهم تُهاجم الزيارة "الألمان عارفين حركات التصفيق في المؤتمر والتأييد دا، هما كانوا تحت حكم نازي لسنين".
فيديو قد يعجبك: