إعلان

أول صلاة جمعة في رمضان داخل الأقصى.. المسجد يسع من الأحبة 200 ألف

05:17 م السبت 20 يونيو 2015

المسجد الأقصى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كان أذان الفجر قد صدح في مدينة غزة حين لملمت إيمان المصري حاجياتها، واستعدت مع زوجها ناهض بلبل للتحرك قبالة القدس، 12 عاما مرت منذ أخر مرة وضعت قدمها في المسجد، القلب يهفو للزيارة، بروح غلّفتها الأشواق استقلت الحافلة من القطاع، الرابعة والنصف فجرًا يتحرك الأوتوبيس الأول، بيتها في غزة يبتعد والمسجد العتيق يقترب. كانت الشمس قد سطعت في الثامنة صباحا، حين توافد الفلسطينيون من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، تبتسم الثغور للقاء المدينة القديمة ومسجدها، يصل العدد إلى 200 ألف، لكن المسجد وساحاته يسع الأحبة حين يأتونه، بعد أن أغلقت إسرائيل حواجز القدس في وجوههم منذ عام 2000.

ما انفك أبناء "المصري" أن علموا بزيارتها للأقصى حتى طالهم الحزن "صاروا يقولولي ليش ما تاخدينا معكي، بدنا نروح حتى نشم الهوا"، 6 أبناء، أكبرهم 25 عاما، ما بيدهم حيلة، إذ لا يُسمح لمن هم دون الأربعين عاما من الرجال بالدخول للأقصى أيام الجمعة، وبقية أيام شهر رمضان لا يُسمح لمن هم دون الـ50 من الرجال والـ40 من النساء بالدخول للمدينة.

في سبتمبر من العام 2000، وبينما الاحتقان يعشش في قلوب الفلسطينيين مما تفعله السلطات الإسرائيلية، اقتحم زعيم حزب الليكود وقتها، أرييل شارون، المسجد الأقصى مع جنوده؛ أثار الحدث غضب أصحاب الأرض، واندلعت أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما جعل سلطة الاحتلال تُحكم سيطرتها على الأراضي بشكل أكبر، زاد التعنت ضد دخول الفلسطينيين من خارج القدس، حتى تم بناء 14 حاجزا تفصل الضفة الغربية عن القدس.

قُرب حاجزي قلنديا العسكري، وحاجز بتونيا، كانت شيرين ظافر متواجدة، بحكم عملها كصحفية في القدس، لم تتخيل أن تلك الأعداد سيتم تسهيل دخولها، "لكني عارفة إنه هاي التسهيلات هدفها إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي" وليس من أجل الفلسطينيين، فعقب حرب غزة الأخيرة وتأجج العداوة بين أهالي القدس والجنود بعد استشهاد الطفل محمد أبو خضير، تحرص إسرائيل على محاولة تحسين صورتها، غير أن تلك الخلفيات لا تهم مريدو المسجد، ولم تمنع نظرة الرضا على وجوه الدالفين، كما لم يُعكر صفوهم التفتيش الذي امتد لعشر دقائق لكل فرد –خاصة الرجال- للتأكد من نظافتهم أمنيا.

65 شيكل دفعتها السيدة القادمة من غزة وزوجها، كتذكرة ذهاب وإياب، علما بالأمر قبيل الزيارة بيومين "السلطة هنا قالوا اللي عايز يروح يسجل، فسجلنا انا وزوجي"، كانت حافلتهم ضمن 400 حافلة أخرى دخلت القدس من الضفة وغزة.

حين وصلت السيدة الغزّية دخلت من باب الأسباط، وهو أحد البوابات المؤدية للمسجد الأقصى "كان لسة ما فيش ازدحام كتير"، مع الوقت ازداد المصلون "والله ما بقى فيه مكان فاضي حتى الشجر صار يجلس تحته ناس"، تشبه الحال بـ"يوم الحشر"، لكن هذا لا يضايقها "ربي يزيد ويبارك ويضل الأقصى مملوء دايما".

خلال الحواجز التي تربط الضفة بالقدس، عبرت سيدات فلسطينيات من جميع الأعمار، لهن قصص مع المدينة والمسجد "حجة كبيرة بالعمر قالتلي انا ام شهيد ووالدة اسير وممنوع افوت على القدس وانا اليوم بحمد ربي انو كتبلي افوت القدس بعد 10 سنين وان شاء الله بنزورها بيوم النصر والتحرير بدون حواجز ولا تصاريح لأنه هاي بلادنا كيف الواحد بتنقل في بلاده من مدينة لمدينة بتصريح؟"، على حد قول "ظافر"، التي قابلت نماذج أخرى، منهم سيدة ثلاثينية، ولدت في القدس وتزوجت من رام الله، ولأن زوجها أسير مُحرر فلا يُسمح لها بدخول مدينتها، حتى لو كان الدافع هو زيارة الأهل، إلا أنها بالأمس فقط استطاعت الدخول "وأخبرتني أنها ستزور قبر والدها لأول مرة من خمس سنين".

ملامح المسجد لم تتغير، كما تذكرها "المصري" منذ 12 عاما، ضرب الإرهاق جسدها قبيل صلاة الجمعة بسبب الازدحام، وفي خطبة أول جمعة برمضان داخل الأقصى، أكثر الإمام من الدعاء للأسرى في السجون الإسرائيلية، متمنيا زوال غُمة الاحتلال. عقب انتهاء الصلاة شدت "المصري" الرحال إلى سوق القدس القديم لشراء هدايا للأبناء، وعندما عادت إلى مكانها بالقرب من باب الأسباط لم تجد متسعا للجلوس، فحاولت تدبر أمرها مع اقتراب ميعاد العودة، إذ اتفقت السلطات مع الذاهبين أنهم سيرحلون مع أذان العصر كي يتسنى لهم الوصول قبل أذان المغرب "مكنش مسموح لنا نقعد للإفطار ومحدش حاول يكسر القواعد مجرد ما اقترب ميعاد العصر طلعنا على مكان الاتوبيسات ومشينا".

عجائز يبدو عليهم التعب من المسافة، سيدات يحملن الصغار، لجان شعبية من أهل القدس تتعاون مع الصليب الأحمر الفلسطيني، الكشافة الفلسطينية، واتحاد المسعفين العرب، وصور يظهر فيها شباب يقفزون أحد الأسوار ليصلوا بالمسجد. رغم قيود الاحتلال، زار جزء من الفلسطينيين المسجد، ولو طبقا لشروط إسرائيل، لن يتوانى أحدهم عن اتباع القواعد "التعسفية" إذا سنحت لهم الفرصة مرة أخرى للصلاة فيه، أو كما تقول "المصري": "ليش ما أروح تاني؟ كل ما يفتحوا الباب وفيا الروح هصلي هناك".

1

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان