''الكلمة الأخيرة''.. حين يصبح الشيطان بطلا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت-رنا الجميعي ودعاء الفولي:
الإضاءة خافتة، شموع تتراقص نيرانها، تضفي جوا من الغموض على فيلم الكلمة الأخيرة الذي تصل مدته إلى 15 دقيقة، تتحرك شكوك البطل ''ناجي'' تجاه زوجته ''أمل''، يغذيها شيطانه الذي يلازمه كظل، تتأرجح علاقة الزوجين بين جيد وسيء، وكذلك علاقة البطل بصديقه ''خالد''.
''لمن تكون الكلمة الأخيرة؟، إذا دخل الشيطان حياتك، مسيطرًا على عقلك مقنعًا لك بحالة تمسُّك شخصيًا، ألا وهي شرف الأنثى'' تلك كانت الفكرة التي يتمحور حولها فيلم المخرج السوري ''وليد العراب''، ورغم وصوله إلى ركن مهرجان ''كان'' للأفلام القصيرة إلا أنه باكورة أعماله السنيمائية، ومشروع تخرجه من الجامعة الفرنسية.
أربع سنوات قضاهم ''العراب'' بمصر، لم يعش فيهم مرتكنًا لمكان قصي لكنه رأى فيهم المصريين الأصليين، سكن بمنطقة ''بين السرايات''، جالسًا بالمقاهي الشعبية، التفاصيل المحيطة به كانت قبلة عيني المخرج، مما جعله يلاحظ أن المنشطات الجنسية وهم يعيش فيه الشباب ''بيقنع نفسه إنه مريض، بيصير يتعاطى منشطات دون استشارة طبية، لفكرة إنه يصير قوي''.
متأثرًا بـ''آل باتشينو'' ومعتبرًا إياه أسطورة لن تتكرر، رغب ''العراب'' بنقل حالة فيلم ''محامي الشيطان'' للمشاهد العربي، درس مشروع ذلك التحوّل ''شفت كيف فيني أضعه بقالب جميل للمشاهد''، سواء كان جمهور عادي أو مستقل أو رواد المهرجانات، ليصبح فيلم ''الكلمة الأخيرة'' المندرج تحت فئة ''السايكو ساسبنس''.
الأزياء فاخرة وكذلك الأثاث، تفاصيل منزل الزوجين تدل على ترف مُبالغ فيه، ربما تلك مشكلة واجهت ''العراب''، إذ كانت الميزانية المقررة 2500 دولار، لذا بحث كثيرا عن مكان يعبر عن حالة البطل المادية ''ولأن الفيلم اتصور في مكان واحد فكان الموضوع أصعب''، غير أن المخرج استطاع إنجاز الفيلم بميزانية لا تزيد عن المبلغ الذي وضعه إلا قليلا.
لمدة شهرين كان المخرج يحضر خلفيات فيلمه، قام بعمل ''الكاستينج'' أكثر من مرة حتى يصل إلى الشخصيات التي يُمكنها تمثيل الخطوط الأساسية بباله، تصوير الفيلم كان خلال يوم ونصف ''26 ساعة''، وبعد تقديم مشروع تخرجه كان تقييم دكتور ''سعيد الشيمي'' أحد أساتذته بالجامعة الفرنسية، والمصور السنيمائي، أنه فيلم ''سنيمائي محترف''.
السيناريو كلماته ليست بكثيرة، الشيطان يظهر عكس صورته القبيحة المعروفة؛ وسيما يقول الدعابات، يأتي للبطل وقت إحساسه بالشك فيُلقي له خيطا جديدا يؤكد ما يفكر فيه ''ناجي'' ''الفستان هيأكل منك حتة يا أمل، يقصد ايه خالد بالجملة دي؟، فتزداد الأمور تعقيدا، بينما أمل تنتظر أكثر من زوجها الذي لا يتذكر عيد ميلادهاـ
أحداث الفيلم تتصاعد سريعا نظرا لمدته القصيرة، تكاد غيرة البطل على زوجته تقتله، وبين التتابع كان الشيطان بطلا، فهو يزدهر في هذه الظروف، وكلما ضعفت المحبة الإنسانية، أصبحت الأمور تحت سيطرته.
أكثر من 2500 صانع فيلم يحضر ركن ''كان'' كما يقول ''العراب'' الذي تخرج من الجامعة الفرنسية آخر 2014، فهو أكبر تجمع سنيمائي عالمي يقوموا فيه بـ''حجز خاص بسيما'' لعرض أفلامهم، وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات، لم يكن يعلم المخرج السوري أن ''كان'' تقبل مشاريع التخرج، وما إن تأكد من إمكانية ذلك حتى باشر بإرساله، ليصبح أول مهرجان يشارك به خارج مصر.
يرى ''العراب'' أن الأفلام المستقلة هي المستقبل، لا يضع آمالا ضخمة على الفترات القادمة لكنه ليس متشائما أيضا ''أنا ما بين الحالتين، لكني أرفع القبعة لكل من يقدمون هذه الأفلام في الوطن العربي ومصر''، الصناعة تحتاج للكثير لكنها مستمرة بأيدي من يغامرون لتقديم شيئا مختلفا.
تابع باقي موضوعات الملف:
أفلامنا في "كان".. أحلام شباب مصري "بيحب السيما"
"الدرويش.. مَلك في دنيا الصعاليك..صور
بالفيديو والصور.. "سكر أبيض".. تذكرة لعالم الأحلام
أول فيلم "أنميشن" مصري في "كان".. "اتعمل في يومين" (فيديو وصور)
"حلوان.. أنا".. حكاية "محمد عادل" مع مدينة الباشوات في "كان" (صور)
بالصور.."الفاتنة".. السينما على جناح "حمامة"
بالصور.. "حياة طاهرة" ... مصر المؤنثة
فيديو قد يعجبك: