لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في يوم الصحافة العالمي.. من داخل عتمة الزنازين يكتبون

07:39 م الأحد 03 مايو 2015

يوم الصحافة العالمي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

جعلوا للصحافة يومًا، رغبوا أن تُذكر سيرة الممتهنين ذلك المجال، قالوا عن حرية التعبير سلطة رابعة تُقوّض أسس الفساد، غير أن ذلك الوباء المستشري كمم أفواه الصحفيين أيضًا، أزكم الأنوف، وصنع من السجون ملجأ لكل من تسول له نفسه ويعي معنى السلطة الرابعة، وفي الثالث من مايو من كل عام يُذكر الصحفيون بانتهاكاتهم.

على إثر توصية موجهة بالمؤتمر العام لليونسكو لعام 1991، تم اعتماد الثالث من مايو يوم لحرية الصحافة، على موقع اليونسكو مكتوب "هو موعد للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حرية الصحافة في العالم، وحماية وسائل الإعلام من التعدي على استقلالها، وتكريم الصحافيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم"، غير أن موقع مصر من هذه الكلمات لم يعتد سوى بالتذكير بالانتهاكات المستمرة فقط، وليس الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة التي غابت عنها، حيث تعتبر مصر بالمركز 158-من أصل 180 دولة- في مؤشر حرية الصحافة، حسب منظمة "مراسلون بلا حدود".

102 رسالة تم تسريبها من داخل السجون، لتجد الإنترنت مساحة للشكوى، ذلك الرقم المعتد به لعام 2014 فقط، وقام مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف بجمعه داخل كتاب تحت اسم "إحنا الصوت ساعة ما تحبوا الدنيا سكوت.. رسائل من داخل القضبان"، من بين رسائل المعتقلين كانت بعضها للصحفيين منهم.

بعد أن كان مهمة الصحفيون بالخارج هي الكتابة عن أناس غيرهم، أصبحوا هُم موضوع الخبر، وتحولت أقلامهم للكتابة عن أنفسهم، ربما ليدرأوا عنهم عتمة السجون بها، أو يُنفسون عما قبع بقلوبهم، يقول "شوكان"، المصور الصحفي، برسالته اليوم بعد مرور 627 يوم من حبسه احتياطيًا- التي نشرت بموقع "مرصد صحفيون ضد التعذيب"- "كم هو بعيد عنا معنى (حرية الصحافة ) فأنا أقضى أكثر من 600 يوم فى السجن ولا أعلم متى سينتهى هذا الكابوس المظلم، فقط لأننى كنت أقوم بعملى كمصور صحفى أثناء عملية فض اعتصام رابعة العدوية وانصار الرئيس المعزول مرسى".

1

يظن الصحفيون داخل السجون أنهم مجرد لعبة بأيدي السلطة، فانحيازهم للمهنة فقط، وآرائهم الشخصية يحتفظون بها لأنفسهم، فلِم يتم اعتقالهم، كان هذا السؤال يؤرق منام "شوكان"، وفيما يطلق سراح البعض "بلا أي منطق" كما يقول في أحد رسائله، فبدون أي منطق أيضًا يُحبس هو وآخرين، ولكنه علم السبب مع الوقت "لأنك مصري"، كتب تلك الرسالة بعد إطلاق سراح "عبدالله الشامي"، وخروج مراسلي الجزيرة "بيتر جريستي" الصحفي الأسترالي، و"محمد فهمي" الذي تنازل عن جنسيته المصرية مقابل الكندية، السبب الآخر أيضًا هو وجود مؤسسة "تقف بجانبك"، ويُكمل في رسالته المنشورة بفبراير 2015 ببوابة يناير "أما عزائي فأقدمه لنفسي وزملائي الصحفيين المصريين اللذين لا يملكون جنسية أخرى أو مؤسسة كبرى تقف بجانبهم".

يواجه الصحفيون عامة مشاكل عدة، لكن الإليكترونيون منهم بالأخص يحاربون بجبهات أكثر، فلا توجد نقابة تحميهم، وهو ما استدعى تدشين حملة "أنا صحفي إلكتروني" بالفترة الأخيرة، ويصف الصحفي بموقع كرموز بالأسكندرية، "عبد الرحمن عبد السلام"، تلك المشكلة، قائلًا من داخل محبسه بقسم الدخيلة، بعد مرور 42 يوم على سجنه "انت اللي بتجري علشان تلحق تصور، بتكون في الصف الأول في أي حدث علشان تنفرد بيه، وتتميز عن أي حد تاني، بتصور شغل ممتاز صور أو فيديو وفي الآخر بتلاقي إيه؟ واحد يوقفك في الشارع؛ بتصور إيه؟ أنت تبع الجزيرة؟ وعقبال ما تفوق من الكلمة وتبدأ تفهمه إنك لا تبع الجزيرة ولا حاجة تكون اتاخدت على القسم".

11 صحفي معتقل حاليًا في السجون المصرية، حسب مرصد "صحفيون ضد التعذيب"، حيث يواجه بعضهم السجن المشدد، وآخرين بالحبس الاحتياطي منذ أكثر من عام، الرسائل كانت إحدى أنواع المقاومة التي يعتدها الصحفيون بالداخل، صارخين "نحن هنا .. أغيثونا"، الإضراب عن الطعام كان نوعًا آخر أيضًا كما فعل "عبدالله الشامي" سابقًا، أما الكتابة عن حبس الصحفيين في يومهم هو مؤشر سيئ للغاية، حيث تقول "فرجيني دانجل"، نائبة مديرة البرامج في منظمة "مراسلون بلا حدود"، "ينبغي على السلطات المصرية الكف عن ملاحقة الصحفيين الذين يتمثل ذنبهم الوحيد في ممارسة عملهم الإخباري".

بعض الصحفيين تم إطلاق سراحهم تحت الضغط الإعلامي، سواء من مؤسساتهم أو من وسائل الإعلام عامة، ذلك الضغط الذي أقلق الصحفي الأسترالي "بيتر جريسته"، حينما كان بمعتقل "طرة" سابقًا، حيث قال بأحد رسائله "ليس من المفترض أن يصبح الصحفيون أنفسهم موضوع الخبر، وفيما عدا السطر الثاني الذي يحوي التوقيع النهائي للمراسل الذي أعد التقرير، لا يفترض علينا إلا أن نظل شهوداً للخبر أو وكلاءً لنشره. فلا يفترض أبداً أن نصبح نحن أنفسنا موضوع الخبر".

فيديو قد يعجبك: