لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المهمة ''روزفلت''.. كيف تمشي بكرسي متحرك؟

01:36 م الثلاثاء 07 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا الجميعي:

كانت مهمة باسم ''روزفلت''، لم يعلم أحد من متطوعي ماهية المهمة التي تندرج تحت فاعليات مهرجان ''دي كاف''، وجاءوا دون أن يعرفوا أن المهمة لم تكن بتلك البساطة، وكأجواء العصابات عرفهم اثنين من الفنانين يرتدون النظارات وبصوت عالي ماذا سوف يفعلون، وأن أسماء الواحد والعشرين مشترك الآن هم ''مسز''و''مستر'' روزفلت.

كان المشروع ينضم لفاعليات ''روح المدينة''، الذي يسعى إلى تقديم الفنون المسرحية والاستعراضية في الساحات العامة والأماكن غير المعتادة، لذا كان الواحد والعشرين متطوع على موعد مع محاكاة لذوي الاحتياجات الخاصة.

كانت المصورة ''سماح حسن'' إحدى المتطوعات بالعرض، وكان عليها لمدة ساعتين أن تجلس بكرسي متحرك، متجولة بشوارع وسط البلد، حسب خريطة يمدها بها منظمي العرض، تقول ''سماح'' عن التجربة ضاحكة ''أنا كمصورة اتمرمطت''.

لم تتخيل ''سماح'' تفاصيل اليوم كل ما كانت تعرفه حسب ''الإيفينت'' أنه سيحدث ''احتلال لوسط البلد''، دخلت المصورة ضمن المتطوعين للجامعة الأمريكية، شرح لهم الفنانين الأجانب من فرقة ''سيرك طوني كليفتون'' أن عليهم التجول بالكراسي المتحركة، ساحبين منهم البطاقات وقائلين لهم ''احنا مش مسئولين عنكم، وعليكم تمشوا حسب الخريطة''.

ولمدة ساعتين كان على المتطوعين الظهور كذوي احتياجات خاصة، منطلقين من القنصلية الفرنسية مرورًا بمنطقة البورصة وشوارع ''عبدالسلام عارف'' و''مظلوم باشا''.

كانت الكراسي المتحركة منحة من مؤسسة الحسن لتأهيل مصابي العمود الفقري، وبجانب المتطوعين كان خمسة من ذوي الاحتياجات الخاصة يرشدون المتطوعين عن الكيفية التي يُمكن أن يتعاملوا بها مع الكراسي المتحركة ''كنت فاكرة الكرسي حاجة سهلة''، تقول ''سماح''.

''أنا مسئولة إني أحرك وزني كله بإيدي'' والذي لم تكن تجربة سهلة على الإطلاق كما تشرحها ''سماح''، تصف المصورة المشهد أن المتطوعين عانوا مع تحريك الكراسي فيما يستقبل القادمين من مؤسسة الحسن الحياة بتفاؤل وضحك، تنبهر ''سماح'' بتعاملهم البسيط رغم الصعوبات حيث أن شوارع مصر ليست مؤهلة للتحرك عليها بالكراسي ''وكمان المطبات''.

خلال الساعتين كانت الحياة اختلفت بالنسبة لسماح، فكرت كيف لذوي الاحتياجات الخاصة التعامل مع كل تلك المصاعب، كيف يُمكنهم تفادي ''المطبات''، كما أن الأماكن المؤهلة للتعامل مع المقعدين بمصر ليست موجودة ''عشان يتفسحوا مالهمش إلا مول واحد يقدروا يخرجوا فيه''.

كان على سماح أن تلتقط تفاصيل ذلك اليوم الفريد كمصورة، بجانب صعوبات التحرك بالكرسي اضطرت للإمساك بالكاميرا، لم يكن أمرًا سهلًا حيث وقفت أكثر من مرة''كنت بخرج عن الصف اللي بنمشي فيه عشان أقدر أصور''، وأثناء التصوير لم تتخيل أن تسمع من إحدى المارات ''إيه دا مكسحة وبتصور''.

تعليقات المارين كانت جزءًا من تجربة التعايش كمقعد بمصر، حيث من ينهر أحيانًا ''واحد في العربية ومرضيش يقف لنا عشان نعدي وزعق''، وهناك من أوقف ''التاكسي'' ليساند فتاة لم تستطع عبور ''المطب''، وكانت الشرطة معاونة لهم حيث كانوا على علم بالمهمة، أما المشاهدين لهم فكانت تعليقاتهم لرؤية أكثر من عشرين كرسي متحرك بالشارع أنها ''خروجة معوقين''.

خلال الساعتين لم يكن ممكنًا لأحد من المشاركين أن يقف خارج كرسيه، حيث يعتبر منهيًا مهمته، ومع ختام اليوم استقبلهم المنظمين بالجامعة الأمريكية بحفل تسابقوا فيها بالكراسي.

التجربة التي مرت بها ''سماح'' ارتأت من خلالها أن أفكارًا لم تكن باستطاعتها معرفتها سوى بممارستها، الآن تفكر كيف يُمكن لمقعد أن يركب المترو أو أي وسيلة مواصلات، ولأن المشاركين معهم من المؤسسة خريجي جامعات، فلم تعلم كيف استطاعوا إنهاء حياتهم الجامعية بنجاح مع كل تلك الصعوبات، ''لازم كل واحد يمر بالتجربة دي، وزير الشئون الاجتماعية ووزير الشباب لازم يمروا بيها عشان يعرفوا احتياجاتهم''.

فيديو قد يعجبك: