لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - مصراوي مع مواطنين على بوابة الانتاج الإعلامي: "هنا الإنسانية تموت"

11:04 م الإثنين 27 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالله قدري :

تقبض أيديهم على أبوابها الحديدية القاسية، ينظرون إلى الدالف والخارج من تلك المدينة، يستعطفون نظراتهم، لكن دون جدوى، يُصيبهم الملل، فيفترشون الأرض، تمر عليهم أيام حرٍ شديد، وأيام برد قارص، ولا أحد ينظر إليهم، وكأنهم مثل ذرات الغبار، لا وجود لهم.. هنا مواطنون ملوا الانتظار، رفعوا شكواهم إلى الله، في حين خذلهم البشر.. هنا مواطنون أمام مدينة الانتاج الإعلامي، كل ما يأملون فيه وصول شكواهم إلى المسئولين.

على رصيف البوابة الثانية لمدينة الإنتاج الإعلامي، جلست أم أحمد عوض - طفل يبلغ من العمر 5 سنوات - تشكي حالها إلى من يهمه الأمر، تقول السيدة الثلاثينية "جئتُ من مدنية بسوس بمحافظة القليوبية قرب طريق القناطر". يومان في الأسبوع تقضيهما أم أحمد على رصيف مدينة الإنتاج الإعلامي هما الاثنين والخميس، يعاني ابنها الصغير أحمد من ضمور في العقل قد يدفعه إلى إلقاء نفسه أمام أي سيارة تمر في الطريق "يحتاج ابني إلى زرع قوقعة لكنها مكلفة جدًا، لذلك جئت إلى مدينة الانتاج لعرض مشكلتي على أحد الإعلاميين في أي قناة للاهتمام بمشكلتي".

تشير أم أحمد إلى أن أفراد أمن مدنية الانتاج الإعلامي منعوها من الدخول للمدينة - وهذا هو الإجراء المتبع - وطلبوا منها انتظار الإعلامية ريهام السعيد أو الإعلامي جابر القرموطي أو أي إعلامي لمقابلته على البوابة وعرض شكواهم: "مفيش حد قابلنا لمدة أسبوعين" تقول أم أحمد، قبل أن تستطرد بقولها "نروح ونيجي ولا قابلنا أي إعلامي وعاوزين أي حد يتبنى علاج ابني".

يشغل قطار الشاكين على أبواب مدينة الانتاج الإعلامي حيزًا كبيرًا من وقت أفراد الأمن على البوابة، لا يقل عن إجراءات تفتيش الحقائب واستخراج تصاريح الدخول، وهو ما يبدو أن مدينة الإنتاج الإعلامي باتت ديوانًا للمظالم.

ليست أم أحمد الشاكية الوحيدة، هناك العشرات غيرها رجال ونساء في انتظار "ساعة العرض" أمام السلطة الرابعة، الوقت طال لكننا سنظل نأتي، هكذا قالت سيدة خمسينية برفقة ابنتها جاءت من المقطم بالقاهرة، تترقرق عيناها بالدموع وهي تقول "ابني مدمن مخدرات وبيموت قدامي، مش عاوزة أشوفه وهو بيموت، عاوزه حد يعالجه".

الإدمان يقضي رويدًا رويدًا وبهدوء على أعضاء الابن الضال، فالأطباء استأصلوا له إحدى خصيتيه، تقول الأم بأسى "كل اللى نفسي فيه أقابل أي حد عشان يساعدني.. لكن مفيش حد معبرنا.. وكأننا مش موجودين".

فيديو قد يعجبك: