تجربة معاذ: يحصل ايه لو محجبة مشيت في شوارع إيطاليا؟ - (صور)

كتبت - دعاء الفولي:

خمس ساعات عايشت فيهم ''سونيا'' نظرات الناس بشوارع إيطاليا، حين قررت الطالبة بكلية الصيدلة ارتداء غطاء الرأس؛ تلك المغامرة ابتدعها الشاب المصري المقيم هناك معاذ عبد الحي، أراد وزميلته معايشة ردود أفعال البلد الغربي على الحجاب، وقام الطالب ذو الـ22 عاما بتصوير الرحلة كاملة.

بدأت الفكرة عندما قابل معاذ زميلته وهي تضع طرحة فوق رأسها لحمايتها من الأمطار، طلب منها أن يلتقط لها صورة فوافقت، تزامن ذلك مع دعوات بمصر لخلع الحجاب ''وقتها قررت أشوف مردود الأمر على بلد مش مصرية لو بنت اتحجبت.. سونيا وافقت علطول رغم إنها مش محجبة في الأصل''.

أسبوعين هي المدة التي احتاجها طالب كلية الهندسة للتحضير لقصة مكونة من عدة صور ''عشان اتفق معاها علي لبس مناسب, وكمان أخدت وقت حوالي يومين عشان تتعلم تربط الحجاب من خلال فيديوهات بعتهالها''، كان مع معاذ شخص آخر يساعده في الاضاءة وتحضير المُعدات وترتيب الأفكار.

يهتم الشاب المصري لأمر التصوير في العموم، يهوى التقاط صور للناس في الشارع ولم يقل الشغف مع انتقاله إلى إيطاليا ''كان معايا كاميرا ديجتال بصور بيها عادي, مع الوقت الموضوع شدني وابتديت ادور واشوف فيديوهات تعليم, لحد ما جبت كاميرا بروفيشنال وابتديت اصور''، قال معاذ، مضيفا أن سونيا ليست ممثلة، هي فقط اُعجبت بالفكرة فاشتركت فيها.

حانت لحظة النزول، كان المصور قد اختار عدة أماكن تجمع المواطنين بشكل عام ''اخترت مكان زي وسط البلد كله محلات ملابس وبارات وكافيهات, عشان يكون فيه ناس كتير وتكون الانظار موجهة ليها بشكل مُباشر ويكون الموضوع مُلفت''، طلب من الفتاة أن تسأل الناس عن كيفية ذهابها إلى مكان بعينه، كانت ردودهم عادية، لكنها لا تخلو من نظرات استغراب او استنكار، وأحدهم سأل المصور عما يفعل، فأخبره بالفكرة.

توقع المصور والفتاة أن يمرا بمواقف بعضها سخيف؛ فمثلا عندما دخلا لأحد البارات طالبين من صاحبه أن تستخدم سونيا المرحاض، رفض الطلب متعللا بأنه لا يعمل، وعندما عاودا الكرة بعد أن خلعت سونيا الحجاب قوبل طلبهما بالموافقة، غير أن ثمة موقف آخر يعتبره صاحب المشروع جيد ''وهي قاعدة في الكافية فيه واحد جه طلب مني إنه يتصور معاها لأنه مبيشوفش دة كتير بس انا رفضت عشان ميبقاش فيه إحراج ليها''، كما قال شخص آخر لمعاذ ألا يتضايق إذا وجهت لها الأنظار بشكل غريب، فذلك التعامل طبيعي مع جهل الناس بالزي والفكرة.

التجربة كانت جريئة عما يفعله الشاب، لم يستطع وضع توقعات مسبقة لها، ما أصابه بالخوف، ورغم انتهائها في عدة ساعات لكنها أثرت فيه والمؤدية ''سونيا بعد التجربة كان عندها فضول تعرف حاجات اكتر عن الاسلام والحجاب, وكنت بحاول أجاوب عليها بشكل مُبسط وكانت تجربة مُختلفة لأني حاولت احكي قصة بتتعاش كل يوم من خلال الصور''، ليضيف معاذ أنه سيحاول فيما بعد إنتاج قصص تحاكي الواقع حيث يعيش.