لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''شريهان'' وأولادها.. حكاية أيتام وجدوا حنان أهل الحارة

05:31 م الثلاثاء 31 مارس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

في محل صغير بمنطقة إمبابة بالجيزة، نطق ''محمد النادي'' بالبسملة، ثم استعد لفتح مقر عمله، سحب مزلاج المحل عاليا، وضغط على مفتاح الأنوار، حتى صاحت أصوات قطط صغيرة من داخل المحل، تعرف من أصواتهم صغر أعمارهم، وتعرف من ''النادي'' قصة حنان سكان منطقة شعبية على قطط يتيمة.

القطط الأربعة لم يمر على ولادتهم خمسة عشر يوما، من قطة يروي ''فيصل'' حكايتهم، فهو ميكانيكي يعمل بورشة مجاورة لمحل ''النادي''، أحد الجيران التقط له صورة وهو يطعم القطط الوليدة بالسرنجة، ونشرها عبر موقع فيسبوك، ليصل صدى القصة لأوسع من سكان المنطقة، ويصل رد الفعل لـ''فيصل''، ويقول ''ناس كتير كلمتني إن القصة انتشرت في الانترنت''.

بعد ولادة القطط الأربعة، كانت أمهم تدور في محلات المنطقة، يحكي ''فيصل'' أنه قدم للعمل في المحل منذ عام وجدها في أروقة المنطقة، من محل قطع غيار السيارات، إلى ورشة ''فيصل''، وإلى قهوة ''شمس الأصيل'' المجاورة للمحلان، ومحل العاب بلاي ستيشن، وغيرها من الأماكن، تبحث عن طعام، ودفء اعتاده أهل المحلات في المنطقة، لتصبح القطة واحدة منهم.

لم يعرف كل من رأي القطة أنها أنثي إلا عندما بدا عليها آثار الحمل، كانوا يسمونها في البداية ''عاشور''، سخرية من أحد الجيران المداومين على القهوة، قطة بيضاء تمرح وسط المحلات أو ''قطة شارع'' كما يقول ''النادي''، حين عرفوا إنها أنثي قرروا تسميتها ''شريهان'' ''أصلها دلوعة وما بتحبش تجري كتير''، قالها أحد رواد القهوة، حتى جاء يوم ولادتها، ولم تجد سوى محل البلاي ستيشن، لتضع فيه خمسة قطط دفعة واحدة، بعدها بأيام تموت القطة إثر دهس سيارة لها وهى تعبر الشارع.

لم يصبح صغار ''شريهان'' أو ''عاشور'' أيتام بالمعنى الحرفي بسبب رعاية أهل المنطقة لصغارها، فقبل أن تموت وفرت لهم صندوق بالرف العلوي بمحل ''النادي''، عندما شعر أن القطة تنتقل بريبة من دور إلى دور، وهى تنقل صغير تلو الآخر من مكان وضعها إلى محل ''النادي''، ''كانت بتعاني عشان تنقلهم، ونطت من كذا رف عشان توصل لمكان آمن ليهم، وهنا في محلي كانت بتحس بالآمان''.

رحلت القطة وتركت الصغار يرعاهم كل من يعرف قصتها، فأحد الجيران وفر لهم دواء من الصيدلية يقيهم من الحشرات، آخر أحضر زجاجة بيتادين لتطهيرهم، و''النادي'' يحضر اللبن، أما ''فيصل'' فيطعمهم، وفي مر من المرات التقط له جار الصورة التي انتشرت عبر موقع ''فيسبوك''، كان الصغار في البداية يرفضون تناول الطعام بسبب تعودهم على أمهم، ليأكلوا فيما بعد بالسرنجة لصغرهم، من لبن يوفره ''النادي''.

يحكي ''فيصل'' لأولاده عن القطط اليتيمة، يلح صغاره فيروز ويوسف وفردوس لمشاهدة القطط، أما ''النادي'' فلا يترك محله دون توفير طعام للصغار، ثلاث مرات يوميا، تاركا إياهم في صندوق كرتوني صغير، مطلقا على أكبرهم ''حبيشة'' لأنه شرس وأكثرهم نشاطا.

يداوم ''النادي'' و''فيصل'' على إطعام الصغار، رأفة ورحمة بهم، يقول ''فيصل''''كلنا هنا في المنطقة اتأثرنا لما أمهم ماتت، إحنا كنا ولفنا عليها، الناس كانت وهى حامل تجبلها أكل وتونة وتراعيها''، يكاد ''فيصل'' يبكي بعدما تذكر رحيل القطة الأم، قائلا أن أحد رواد القهوة قال له فور أن علم بوفاة القطة ''أنا صعبان عليا ولادها''.

''القصة انتشرت بعد موضوع الكلب اللي مات''، يقول أحد أبناء المنطقة، موضحا أن مقتل كلب المطرية لا يعني أن المناطق الشعبية تقسو على الحيوانات، ''الناس لسة في قلوبها رحمة''.

فيديو قد يعجبك: