عم عبده.. ''أبوهريرة المصري'' مُنقذ قط مترو نجيب
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب-محمد مهدي:
خلف جدار بلاستيكي يُغطي أحد حوائط محطة مترو محمد نجيب، تحرك قط سمين في المسافة بين الجدار والحائط مذعورا من الصخب الصادر عن محاولة عمال المحطة إخراجه من مكانه المظلم الضيق، قبل أن يتمكنوا من إزالة جزء من الجدار استغله في الفرار من المحطة، فيما وقف رجل سبعيني يبكي حظه ورفيقه الذي غادر عالمه فجأة دون أن يطمئن عليه ''كنت ناوي أخده في بيتي وأخلي بالي منه'' قالها ''عبده حسن'' المغرم بالقطط والعناية بها وصوته يختلط بالبكاء.
منذ 5 سنوات كان ''عم عبده'' يصعد على سلالم محطة محمد نجيب في طريقه لمحله المختص ببيع النظارات الطبية المجاور للمحطة، لكنه لاحظ وجود قط صغير يتحرك من حوله بارتباك، ينظر للركاب باستعطاف قبل أن ينام على الأرض ويتلوى، أدرك أن القط جائع فخرج سريعا من المحطة وعاد إليه مُحملاً بطعام، اقترب من ''بيسو'' كما أحب أن يطلق عليه، وناوله ''لانشون''، تابعه وهو يأكل بنهم بينما يديه تربت على جسده ''هما غلابة وبيفرحوا لما حد يعطف عليهم''.
بعد عدة أشهر وجد ''بيسو'' مكان آمن يحميه من ذعره الدائم من الزحام خلف جدار بلاستيكي داخل المحطة، يمضي يومه على الرصيف بين أقدام الركاب ويعود في النهاية إلى بيته الجديد، غير أنه في أحد المرات فشل في الخروج ''فضل جوه ومحدش دريان بيه'' حاول التأقلم على الوضع الجديد، اعتاد الظلام، المساحة الصغيرة التي يعيش فيها لكن الجوع والعطش صارا مصدر لآلم شديد لا يمكنه تحمله ''فجأة في يوم سمعته وأنا معدي من جنب الجدار وكأنه بيعيط''.
داوم ''عم عبده'' على إطعام القط مرتين يوميا، أثناء قدومه إلى المحل ظهرا وفي طريقه للبيت مساءً ''اللي فيه النصيب بقى سمك، أكل بيت، لانشون، حليب'' يمد يديه من أسفل الجدار وينادى على القط، قبل أن تمر دقيقة يظهر ويلتقط الطعام والشراب ثم يعود للانزواء وحيدا، يتذكر ''عم عبده'' محاولته منذ عامين مع عمال المحطة إزالة الجدار البلاستيكي لإنقاذه من المكان الذي أصبح ضيقا لكنه كان يفر منهم ''هو خواف جدًا.. كان بيشوف زحمة عليه فيتخض ويرجع''.
لا ينسى ''عم عبده'' موقفه من القط خلال ثورة يناير 2011.. بينما الوطن على ''كف عفريت'' الأمور مرتبكة، الثوار ثابتون والسلطة كاتمة على الأنفاس لا تريد المغادرة، الشارع المصري يعاني الانفلات الأمني، التوتر والترقب والانتظار سيد الموقف، كان الرجل السبعيني يخرج من منزله إلى المحطة لكي يُطعم ''بيسو'' ثم يعود أدراجه ''في الوقت دا المحلات بتاعتنا كانت مقفولة بس مكنش ينفع أسيبه يموت من الجوع''.
أمام محله الصغير تتجمع القطط أمام دلو صغير مملوء بالمياه وآخر به قطع من اللحم، كما اعتادت منذ سنوات من صديقها ''عم عبده'' الذي يجلس بالداخل منتظرا القط الغائب ''أنا عندي قطط كتيرة في البيت والمحل بس اتعودت عليه.. دا عشرة 5 سنين متهونش على الواحد'' يتمنى لو يعثر أحد عليه، أو أن يعود ''بيسو'' إلى المحطة من جديد ''خايف عليه من حياة الشوارع، عربية تخبطه أو حد يضايقه.. لكن مسيره يعود''.
فيديو قد يعجبك: