لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور..القصة الكاملة لوفاة طالبة الجامعة الألمانية

02:53 م الثلاثاء 10 مارس 2015

كتب- محمد مهدي:

بعد نهاية اليوم الدراسي في الجامعة الألمانية، ودعت ''يارا طارق'' أصدقائها، منحتهم الابتسامة الأخيرة وغادرت إلى ساحة الانتظار المكتظة بالحافلات والطلبة، وقفت منتظرة موعد رحيلها إلى منزلها، شغلها التفكير في تفاصيل اليوم، حكايات صديقاتها، شوقها لوالديها خارج البلاد، لم تنتبه للحافلة التي تحركت خلفها، صدمتها في أقل من دقيقة، سقطت على الأرض غارقة في دمائها ''جرينا عليها لقيناها بتنزف من كل مكان في رأسها ووشها'' قالها أحمد سامر- طالب بالجامعة- بحزن.

تخلى السائق الأربعيني عن مقعد القيادة ليرى سر الزحام والضجيج خلف الحافلة، اقترب منهم ليرى جسد ''يارا'' ساكنا والدماء من حوله ''فجأة فضل يصرخ ويعيط'' لم يُصدق ما حدث، لم يحاول الدفاع عن نفسه، انتابته حالة هيستيرية فانقض على الحافلة انتقاما منها كأنها الجاني، ظل يصدمها بيديه بجنون، قبل أن يتنحى جانبا على أحد الأرصفة يحاول السيطرة على نفسه وإدراك ما جنته يداه عن طريق الخطأ.

شقت سيارة إسعاف تابعة للجامعة طريقها بين الصراخ والبكاء والحركة المرتبكة للطلاب بحثا عن الطالبة المصابة ''إتاخرت 10 دقايق لأنها جوه الجامعة مش بعيد يعني''، حملوا الفتاة داخلها وبرفقتها صديقتها وطالبة آخرى لا تعرفها لكنها أصرت على الذهاب معها للاطمئنان عليها ''وقبل ما تتحرك جسوا نبضها ولقوه موجود.. اطمنا شوية إنها لسه عايشة''.

انطلقت الإسعاف إلى أحد المستشفيات القريبة من الجامعة، هناك استقبلوا ''يارا''، أدركوا خطورة الإصابة ''نزيف في الأذن والأنف وكسر في الحوض''، حاولوا إسعافها، نصف ساعة داخل غرفة العناية في محاولات مستمرة لإبقاء الروح في جسد الفتاة لكنهم فشلوا، ماتت ''يارا''.

''عمرو علي'' الطالب في كلية صيدلية بالجامعة الألمانية فزع عند سماع الخبر، هرع إلى المستشفى للتأكد من صحة الأمر ''هناك لقيت 3 أشخاص من أسرة يارا ورئيس الجامعة''، اتصلوا بوالدها في إحدى الدول الخليجية، أخبروه أن ابنته -الطالبة بالسنة الأولى بكلية الهندسة- تعرضت لحادث خطير لكنها على قيد الحياة، اشفقوا عليه من صدمة الحقيقة المرة، لكن قلبه القَلِق أدرك أن في حديثهم المرتبك شيء، وفي النهاية قالوا له ما حدث.. طفلته غادرت الحياة.

''دي مش الحالة الأولى اللي تيجي من الجامعة بنفس تفاصيل الحادث بس كل مرة بتبقى كسر بس'' كلمات سمعها ''عمر'' من أحد العاملين في المستشفى، قبل أن يغادر المكان متجها إلى قسم أول القاهرة الجديدة لتحرير محضر مع أصدقائه بالواقعة.

في الجامعة الألمانية أشرف الأمن على ساحة الانتظار لمنع تكرار الحادث، أرسلت الإدارة إلى طلابها ''إيميل'' ينعي وفاة ''يارا'' دون تفاصيل عن الواقعة، وفرت حافلة لنقلهم إلى جنازة صديقتهم، أُزيلت الدماء من مكان الحادث، فيما أعلن الطلاب إضرابهم عن الدراسة إلى آجل غير مسمى.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان