لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحمد عز.. عودة قائد أوركسترا ''المنحلين''

03:27 م الأحد 08 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:
''لم يعد لدى مصر رفاهية الوقت أو الانقسام حول الماضي''.. بتلك الكلمات يعود رجل الأعمال ''أحمد عز'' إلى المشهد السياسي، بعد تقدمه رسميا للترشح في البرلمان القادم في دائرته السادات التي ظلت تحت عباءته طوال فترة تزيد عن الـ 10 سنوات قائلا في بيانه ''إنه آن الأوان أن نقدم للشعب المصري معلومات وحقائق، لا شائعات مدفوعة بخصومات سياسية طويلة''.

لافتات تحمل ذات الصورة مرة أخرى تعود إلى الميادين، حملة إعلامية يستعيد فيها رجل الأعمال أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل ما أفقدته الثورة، وربما لم تُفقده شيء إلا أموال دفعها كغرامة مالية ليخرج إلى النور، استعاد مصانعه، ولا يفصله عن الماضي سوى صناديق اقتراع تمتلئ بأوراق ناخبين لدائرة تكتظ بعمال في مصانعه.

عز الذي ترشح في 2010 ''من أجلك أنت'' يترشح الآن بسبب ما راه احتياج مصر ل''طفرة اقتصادية''، دافعا بكونه رجل أعمال ورقة رابحة في يد السلطة، يسترجع فيها ابن تاجر الحديد، صاحب المجموعة المعروفة باسم ''عز الدخيلة'' ذكريات ما مضى من سلطة ونفوذ، تأبى أن ترحل عن طموحه، وإن قطع بين السنوات ثورة أطاحت برئيسه وابنه من الحكم، بيد أن أحكاما بالبراءة لهم، وأحكاما مشددة لنشطاء وثوار، جعلت من ترشح عز أمرا واقعيا.

لا يزال كرسي البرلمان أمام عينه، السلطة داء، تمكن من رجل الأعمال الخمسيني، لم يبرح يوما من عينيه منذ أن كان طالبا بكلية الهندسة عام 1982، وعرف عنه حبه للموسيقى بعد أن خرج للنور فيديو عقب ثورة يناير وهو يعزف الجيتار بجوار الفنان حسين الإمام، ليستعد للانتخابات مرة أخرى، بعدما أكد لعماله منذ شهر نيته للترشح، وقتها خرج الأمر للصحفيين وبات طليقا في الهواء، دون تأكيد أو نفي، ليبدو الأمر مؤكدا بعد زيارته لأحد المستشفيات وخضوعه للكشف الطبي قبيل الترشح للبرلمان.

رجل الاعمال المصري كان عازف درامز سنة 1987 (فيديو)

أحلام العودة تداعب عز، منذ أوائل التسعينيات، بدأت إمبراطورية الحديد الخاصة بـه في الانطلاق، وقت أن دشن مصنع العز للسراميك والبورسلين بمدينة السادات، ثم استطاع الحصول على قطعة أرض في نفس المدينة لإنشاء مصنع العز لدرفلة الحديد، برأس مال 200 ألف جنيه، لكنه بزغ في عالم السياسة منذ 1996، وقت أن ظهر برفقة ''الوريث المحتمل'' – وقتها - جمال مبارك في مؤتمر أفريقيا والشرق الأوسط.

دخل رجل الحديد عالم السياسة عام 2000، بعد أن تولى مقعد البرلمان عن دائرة منوف السادات سرس الليان، معتمدا في التصويت على حملة باذخة، بجانب دعم العاملين في مصنعه عز الدخيلة، ليرأس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، وأمين لجنة العضوية بالحزب، لترتفع أسهمه داخل الوطني، ليتولى في دورة 2005 منصب أمين التنظيم بالحزب الوطني، فارضا سيطرته وسطوته على نواب الحزب، ثم يعاد انتخابه في عام 2008 بعد أن أصبح مالكا لأكبر مصنع للحديد في الشرق الأوسط.

بإشارة من يده، كان أمين التنظيم يحرك دفة التصويت تحت قبة البرلمان، يمنع قوانين ويسن قوانين، مدافعا عن انتخابات نسبة نجاحها 99 في المئة للحزب الوطني كما يقول، والمعارضة كانت تلهث للصحف عن التزوير، بتقارير لمنظمات مصرية ودولية لم تسمن ولا تغني من عودة الحزب للوراء، ظل ''عز'' مدافعا عن سياسة آل مبارك، ومروجا للأبن رئيسا قادما، واصفا إياه بأنه ''مفجر ثورة التحديث والتطوير''، كما فرض ''عز'' الحصار على حياته بعد زواجه من النائبة شاهيناز النجار، التي انسحبت من الحياة السياسية عقب زواجهما.

نفاق احمد عز لجمال مبارك (فيديو)

''هل سنكون سعداء لما ننزل كلنا في الشارع؟''.. هكذا تسأل أحمد عز قبل الدعوات لتظاهرات شعبية ضد النظام في 25 يناير، قائلا في جلسة البرلمان الأخيرة قبل الثورة أنه ليس هناك دولة أخرى تحترم الديمقراطية وحرية التعبير والاختلاف كما هو الحال في مصر، وقتها كان يرى رجل السياسة والأعمال أن أصحاب المحالات في القاهرة وعمالها وسكانها لن يتركوا أحدا يتظاهر في الشارع، قائلا ''المصري حاسس إنه حر في ظل الوقت الحالي، محدش حس بالحرية قد دلوقتي''، كان هذا قبل أن يخرج الآلاف في ميدان التحرير مطالبين بسقوط النظام.

احمد عز وترهيب المواطنين من المظاهرات وكذبه في مجلس الشعب والتصفيق (فيديو)

لم يكن أمين التنظيم بالحزب الوطني وقتها مدافعا عن نفسه فحسب، لكنه كان صاحب خزانة الرصاص على المعارضة، معارضة النظام والحزب والرئيس، ومتولي الدفاع عن كل عضو من أعضاء الحزب، بدا ذلك وقت انتخابات البرلماني عام 2010، وقت أن دافع عن عصام عبد الغفار مرشح الحزب الوطني في دائرة الحامول والبرلس، أمام المرشح المستقل وقتها حمدين صباحي، نافيا أن يكون هناك أي تزوير في الوقت الذي كانت الانتخابات لا تزال دائرة.

 برلمان 2010: أحمد عز يرد على حمدين صباحي بعد إنسحابه (فيديو)

''مصر تتطور إلى الأمام كل يوم، وفي وقت حرج من تطورها، والاختلاف المتواجد في المشهد السياسي لم يكن متواجدا في تاريخ جيلي''. هكذا دافع أمين التنظيم عن حزبه عقب فوز الحزب في انتخابات 2010، مصوبا هجومه على المعارضة في مداخلة له عبر شبكة سي إن إن، من أبرز من هاجمهم محمد البرادعي، الذي كان يرى وقتها أن الطريق إلى الرئاسة وقت مبارك مغلق، بسبب عدم إتاحة المرشحين المستقلين، ليهاجمه عز بأنه متحالف مع جماعة الإخوان المسلمين المتشددين مثل الرئيس الإيراني وقتها ''أحمدي نجادي''، ومع يسار متشدد فشل مشروعه في إشارة إلى الناصريين.

 تقرير سي ان ان بعد تنحي مبارك، وحوار مع احمد عز (فيديو)

مكث رجل الأعمال فترة زادت عن الثلاث سنوات في السجن، يحاكم فيها أمام عدد من القضايا، منها قضية تراخيص الحديد، ثم صدر بحقه قرار إخلاء سبيل من محكمة جنايات شمال الجيزة يوم 22 يوليو الماضي في قضية الكسب غير المشروع بكفالة 50 مليون جنيه، ودفع عز للمحكمة الاقتصادية 100 مليون جنيه في قضية احتكار الحديد، كما قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل ''عز'' في قضية غسيل الأموال بكفالة 100 مليون جنيه، و2 مليون جنيه كفالة في قضية الدخيلة، ليكون إجمالي الغرامات والكفالات لـ''عز'' 252 مليون جنيه، ليعود عز من طرة إلى طريقه القديم.

فيديو قد يعجبك: