تراث مصر بالألوان.. يجمعه لك ''مبروك''
كتبت – يسرا سلامة:
صفحات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبحث في التراث المصري القديم، تلتقط منه المتداول والنادر، من أجل إعادة إحياء لما هو جميل، يتسم أغلب تلك المواد بالأبيض والأسود، لكن مبروك حمدي قرر أن يبحث عن تراث مصر الملون.
في أواخر السبعينات، التقطت عدة صور فوتوغرافية وفيديوهات ملونة، وقت أن بدأت الألوان تتسلل إلى التلفزيون المصري، لم تكن وقتها تقنيات الصورة ناقلة للجمال كما هو، لكن الصورة وإن قلت كيفيتها، تظل مطلوبة خاصة عن مصر القديمة، فنانيها، شوارعها، الباعة، كلها كان يجمعها ''مبروك'' قبل أن يؤسس لهم قناة عبر موقع يوتيوب، باسم ''زمان بالألوان''.
هواية جمع المواد القديمة، ركزها ''مبروك'' على المواد الملونة فقط، قرر رفعها على صفحة فيسبوك ، يرى الرجل الأربعيني أن هوايته كالتنقيب عن لآلئ في البحر، يجمع هذه المواد لقلة انتشارها، رغم إنها جزء من التراث المصري، كانت بدايته مع جمع المواد المصورة فقط من جرائد ومجلات، ثم الفيديو.
''أصبح لدي أرشيف لا بأس به من المواد الوثائقية النادرة، ثم استهوتني الفكرة، ففكرت في نشرها'' يقول ''مبروك'' أن في البداية كان البحث شاقا، لكنه مع الوقت وجد على الإنترنت مواد أكثر، فيجمعها في مكتبته الالكترونية، خاصة أن لديه موهبة صناعة الأفلام القصيرة.
عملية مونتاج بسيطة أو إضافة تعليق صوتي للفيديو، يقوم بها ''مبروك''، كذلك بعض المعلومات التاريخية يسعى الشاب المقيم بالسعودية إلى ربطها بالتراث المصري، مع الوقت وجد إقبالا من المتابعين على الانترنت، تعليقات إيجابية حيث وصل المعجبون بالصفحة في أول ثلاثة أيام إلى 50 ألف متابع، ويبلغ الآن عدد المعجبين حوالي 135 الف.
ويتابع ''مبروك'': ''من حسن الحظ أن بعض المصورين الأجانب قاموا بتصوير مشاهد بالألوان في مصر القديمة بتاريخ سنة 1911 في صعيد مصر، وبعدها ظهرت أفلام ملونة في الثلاثينيات والأربعينيات، ومصادري هي المواد الأرشيفية الأجنبية المصورة للحياة في مصر في أوائل القرن العشرين، وبحثت عنها على بعض المواقع البريطانية المهتمة بتاريخ التصوير أو بالرحلات''.
تعرضت قناة ''زمان بالألوان'' لتوقف من قبل يوتيوب؛ بسبب حقوق الملكية، حدثت الأزمة تحديدا بعد أن نقلت منه عدد من القنوات الفضائية مقاطع من قناته، ومنها ما يتعلق بحرب أكتوبر، وبعد أن تنشر تلك القنوات المواد على صفحاتها باليوتيوب، ورغم إنها بشعار قناة زمان بالألوان، فإنها تحذف من قناة ''مبروك'' لحقوق الملكية، قائلا ''اليوتيوب للأسف لا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة، ويتجاهل قنوات الهواة مثلي، حتى وإن كان محتوى نادر''.
الأمر نفسه تعرض له ''مبروك'' في عام 2007، حين نشر بعض المقاطع من التلفزيون المصري في الثمانينات، ورغم أن نسبة مشاهدة القناة وقتها تخطت 40 مليون مشاهدة لما تحتويه القناة من لقطات نادرة، إلا أن القناة أغلقت بعد بلاغات لإدارة اليوتيوب لوقفها، ويقول ''مبروك'' ''أنا متفهم أن التلفزيون كمؤسسة من حقه الحفاظ على تراثه، لكن التلفزيون المصري لا يهتم بإعادة تقديم ذلك التراث مرة أخرى، ومنشغل فقط بغلق قنوات الهواة، رغم أن اليوتيوب وفر خاصة هامة، وهى الاستفادة الإعلانية من تلك المواد للتلفزيون، وبعدها أي قناة تنشر ذلك المحتوى تحقق أرباح إعلانات
للتلفزيون''.
بعد تلك الوقائع من حذف الفيديوهات، يقول الهاوي بجمع التراث إنه يركز جهوده من أجل جمع مواد التراث الملونة من المواد الأجنبية، مضيفا ''المصادر الأجنبية أكثر تفهما لمعنى التراث الفني والإنساني، وتحترم الجهود المبذولة في نشره''، مثل أرشيف الوكالات العالمية، أو مشاهد من أفلام عربية قديمة، أو وثائقيات أجنبية عن رحلات في الشرق، لاقى عدد منها تعليقات إيجابية أبرزها شوارع القاهرة عام 1956، وهو مشهد من فيلم دليلة، ومقطع لحفل أم كلثوم في طنطا عام 1969 بالألوان، وفيديو آخر بتقنية كينما كولر بالألوان لصعيد مصر.
رابط القناة على يوتيوب ..اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: