''ألف رحمة ونور''.. حكاية ''عبده'' مع ''كلب حدائق الأهرام'' (صور)
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتب - أحمد نبيل ومحمد مهدي:
دون قصد؛ وجد ''محمد عبده'' نفسه وهو مايزال ابن العاشرة، عاشقًا للكلاب، يراقبهم، يُشغله حالهم البائس، تؤرقه نظراتهم الزائغة الباحثة عن أي طعام في صناديق القمامة فيقتصد من طعامه ويقدمه لهم ليكتشف أن الوفاء طبعهم، عندما يذهب يوميًا إلى مدرسته، يلمح أحدهم يُطلق عليه ''روي'' يلازمه كظله، يمشي ورائه، ينتظره على بوابة المدرسة، يزمجر لمن يتعرض له كأنه حارسه الخاص، فيقرر أن الصلة التي تربطه بهذه الكائنات لا بد لها أن تكبر ''كنت بطلع كلاب المنطقة البيت لما أهلى يسافروا.. ومن وقتها وأنا بحب أربيهم وأهتم بيهم'' لـ ''عبده'' الذي يبلغ من العمر 27 عامًا قصة فريدة كمثال حي عن الرحمة والإنسانية، تأتي تزامنًا مع حادث ذبح كلب شارع الأهرام في منطقة شبرا التي شغلت الرأي العام لأيام.
في منتصف فبراير من العام الحالي؛ كان ''عبده'' يباشر عمله المتعلق بالمقاولات في منطقة ''حدائق الأهرام''، قبل أن يتنامى إلى مسامعه صوت نحيب كلب، شغله الأمر، حاول تجاهله لاستكمال مهامه لكن الصوت كان مزعجًا لا يتوقف ''قولت لواحد صحبي الصوت دا بيقول إن الكلب بينادي على صاحبه ومحتاجه''.
من خبرته الكبيرة على مدار نحو 20 عامًا بهذا الصنف من بني الحيوان؛ أدرك الشاب أن الكلب يحتاج إلى مساعدة فقام بالاستئذان من عمله وتوجه ناحية الصوت ليكتشف أنه قادم من حديقة ''فيلا'' صغيرة لا يسكنها أحد ''اتجننت وكنت عايز أساعده بأي طريقة''.
وجد سيدة تُلقي للكلب بأكل ''بس كان قليل أوي ميكفيش''، بحث عن البواب وطلب تقديم المساعدة لكنه استشعر خوف الأخير وتردده ''بس أنا مسكتش''.
غاب ''عبده'' لساعات ثم عاد من جديد إلى الفيلا مُحملاً بكميات كبيرة من الأكل، استأذن من البواب الدخول إلى الحديقة لإنقاذ الكلب، قوبل طلبه بالرفض لكنه أصرّ ''الراجل قالي إن الكلب مقطع واحد من شهر عشان دخل يجيب كورة وقعت في الفيلا''، لم يترك للخوف فرصة أن يسكنه ''في الآخر وافق يدخلني بس على ضمانتي الشخصية''.
في الداخل وجده كلب من نوع ''بوكسر'' شرس رغم ضألة حجمه، وأعراض المرض بادية على جلده وملامحه ''لقيته بيزمجر أول ما شافني قربت منه وقولت له متخافش أنا مش جاي أضايقك.. أنا جايبلك أكل وهساعدك''، حدثه كعادته في التعامل مع الكلاب رغم غرابة الأمر ''على فكرة الكلاب بتفهمنا بشكل غير عادي.. هي بس مبتعرفش ترد علينا''.
رغبة ''عبده'' في مساعدة الكلب وجرأته دفعته للاقتراب أكثر منه، وتقديم الطعام إليه ''أول ما شاف الأكل تنح واستغرب كأنه مشفش الأكل بقاله سنين'' تركه لدقائق ثم عاد للكلب بكمية من المياه ليجده قد أنهى على الطعام كله ''أنا كنت جايب له أكل يكفي 4 كلاب''، لاحظ غياب شراسته، نظراته التي توحي بالامتنان، ومحاولته اللعب معه ''أول ما الكلب يلعب معاك يبقى ادالك الأمان'' وقرر أن يسميه ''المظلوم'' ولاختياره سبب مقنع ''لما يتساب من غير أكل واهتمام كل الفترة دي وأصحاب المكان ولا على بالهم.. يبقى مظلوم''.
لم يكتفِ عاشق الكلاب بالمعروف الذي قدمه لـ ''المظلوم''، انشغل في الأيام التالية بمعالجته من الأمراض البادية على جلده ومعدته ''كلمت دكاترة بيطريين وجبتله مراهم وأدوية عشان المرض اللي عنده'' ارتدى قفازات طبية ومرر الدواء على جسد الكلب الذي تحسن خلال أيام ''بقيت أسيب الشغل وأروح له كل يوم.. ولو إجازة أدبّ المشوار من الجيزة لأكتوبر عشان خاطره''.
أحس ''عبده'' أن الكلب يقع تحت مسؤوليته وأغضبه غياب أصحابه ''اتصورت معاه ونزلت الصور على فيس بوك وكتبت إن لازم الناس تهتم بالكلاب وتحافظ عليها لأنها روح ومتسبهاش متبهدلة''.
بالتزامن مع زيارته اليومية لـ ''كلب حدائق الإهرام''، فوجىء ''عبده'' بفيديو منتشر على ''فيس بوك'' لمجموعة من الأشخاص يذبحون كلب أطلق عليه ''كلب شارع الأهرام''، تألم، شعر بالغضب ''أول مرة أشوف إنسان يخون كلبه'' انفعل وأفرغ شحنة الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي ''كنت ناوي أعمل محضر بس لقيت ناس عملت كدا''، زاد على أحزانه إساءة البعض للكلاب والتقليل من قدر الحدث ''ناس معندهاش دم.. لو واحد ربى كلب عمره ما هيقول كدا.. ثم دي روح يا جماعة'' قالها بأسى.
في زيارته الأخيرة لكلب حدائق الأهرام، أوصى به الجيران والبواب، شرح لهم مقدار الطعام المطلوب وكيفية إعطائه الدواء ''عملت اللي عليا وقولت بدل ما أروح كل يوم أسيب فرصة لباقي الناس تساعد وأزوره من فترة للتانية''، نظرات الكلب كانت تطالبه بالبقاء، أو اصطحابه بدلاً من تركه ''بس مينفعش لأنه ملك ناس تانية''، أثناء مغادرته المكان اختلط عليه صوت نباح يوحي بالشُكر من''المظلوم''، مع نباح الغضب والخذلان الصادر عن ''كلب الأهرام'' لحظة ذبحه، الفارق بين الصوتين أن الأول وجد من يحنو عليه والآخر لم يجد سوى الغدر والانتقام الأعمى.
تابع باقي موضوعات الملف:
رحماء في "مملكة الحيوان".. "الإنسانية مبتلمش"
حكاية آخر ربع ساعة في حياة ''قطة''
حدث في مصر.. المطافئ أنقذت "قطة" بعد اتصال "روزان"
قطط مدرسة ''السعيدية''.. يتيمة من بعدك يا ''أبلة سعاد''
منى خليل.. رئيس جمعية لرعاية الحيوانات الضالة تواجه القانون بالرحمة
"هاجريد".. العملاق الطيب رفيق الحيوانات
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: