لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''بتوقيت القاهرة''.. رحلة مغترب بين دفتي رواية

01:57 م الجمعة 27 فبراير 2015

بتوقيت القاهرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

مغترب يترك بلده شبين بالمنصورة، ويدلف إلى القاهرة، مثل عشرات بل مئات غيره، لكن الحنين إلى بلدته الصغيرة والغربة ببلده مصر الكبيرة، وإغواء القاهرة المدينة التي يكتشف إنها بلا قلب، تصنع من حكايته رواية بديعة، يختار فيها الكاتب ''حسام مصطفى إبراهيم'' صفات وحكايات يمر بها هذا الغريب، في دفتي رواية ''بتوقيت القاهرة''.

في 144 صفحة، طرق ''حسام'' أبواب كل مغترب في المدينة المزدحمة، أحلام العمل والنجاح، وآلام الاقتراب من المدينة الحلم، رحلة البحث عن شقة للمغتربين، وغواية سيدة لعوب لشاب ''خام''، تشبه كثيرا القاهرة التي يعيش فيها، باحثا عن عمل بعد أن ترك بلدته والتدريس فيها، ليعمل بالديسك مستغلا قدراته في اللغة العربية.

بطل ''بتوقيت القاهرة'' يظل غريبا إلى نهاية الرواية، لا تعرف له أسما، ولا تكتشف هذا من فرط جمال الأوصاف التي تلتهمك لتكمل صفحاتها، بأسلوب شيق ورشيق، يجمع بين الخفة والصدق، ويمزج بين عمق الألم وبداهة الكوميديا، لشاب ترك والدته رغما عنها، والتي تصمم أن يبقى موظفا في البلدة خير من الغربة والعمل الخاص، ويصمم هو أن يلهث وراء حلمه، رغم مشقته وإرهاقه.

مواقف متعددة تسردها الرواية، يتجول فيها حسام بعين غريب داخل المدينة الزائفة، المزدحمة، القاسية القلب، التي ما تلبث تغويه بالعمل والصحبة، حتى يكتشف أن ذلك جدارا بينه وبين الراحة، يلتقي فيها ''سندس''، يقع في غرامها، يصارحها، يتشبث بها بعد وفاة والدته، تخفف عنه وطأة غربة لم تنته من داخله.

قد يكون العمل أقرب إلى مشاهدات أكثر منه عمل روائي، وحتى إن كنت من أبناء المدينة التي تعمل بها، أو لم تذق قط طعم الغربة، فإنك ستتذوق الرواية تماما كالغريب، بدت أوصاف الأحوال في المدينة قاسية حتى لأبنائها، لتدرك أن ثمة خطوط متقاطعة بين كل المصريين في قسوة البحث عن وظيفة، ومواصلة آمنة دون متطفلين، ستأخذك ''بتوقيت القاهرة'' إلى توقيتك الخاص حتى وإن كنت من أبناء محافظة أخرى.

قصة حب يمر بها البطل إلى روحه، يستمد من ''سندس'' قوته، ينتصر الحب كذلك في قصة موازية لصديقه ''وسيم'' المسيحي، الذي عشق فتاة مسلمة وسط مناقشة عقلية تفصح عنها صفحات الرواية عن زواج المسيحي والمسلم في المجتمع المصري، نهاية مفتوحة لكلا البطلين تنتهى بها الرواية، أو كما قال الراوي: ''أمام الموت، تبهت كل الألوان، ويبدو كلُ شيءٍ آَخَرْ وكأنه من عالم مغاير، بعيد وغير حقيقي وغير مُمكن، وكأنه شخبطة طفل بقلم رصاص على لوح من الثلج''.

ويذكر أن للكاتب ''حسام مصطفى إبراهيم'' سبعة كتب بخلاف ''بتوقيت القاهرة'' الصادرة عن دار ''دون''، تنوّعت بين الأدب الساخر والنقد والقصة القصيرة وأدب الرسائل، أشهرها: يوميات مدرس في الأرياف، جرّ شكل، اللحاق بآخر عربة في القطار، نعيق الغراب، لولا وجود الحب.

بتوقيت القاهرة

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: