لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليليان داوود.. لعنة التصنيف مستمرة

04:04 م الخميس 26 فبراير 2015

ليليان داوود

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

ديباجة قصيرة تفتتح بها الحلقة، تتحدث بعربية فصيحة لا تخطئها أذن، قد تُلقي تعليقا بالعامية المصرية بينما تجلس أمام الضيوف، لكنها تتمسك باللهجة الشامية. لا تتصنع ليليان داوود اهتماما بما يدور في مصر، فهي تعتبر نفسها ''بنت بلد'' ولو كانت خانة الهوية تحمل الجنسية اللبنانية؛ ''الصحفي لا يتبع جنسيته، فهو صاحب مهنة ذو قواعد تُطبق بأي مكان في العالم''، هكذا تظن ''داوود''، يلاحقها التصنيف، فيضعها المختلفون معها بمربعات تخضع للأهواء؛ يصبح انتمائها إلى الثورات العربية تابو، فتح المجال أمام منتقدي السلطة ''خيانة''، والجنسية اللبنانية تستلزم خروجها من مصر.

حملات تظهر بين وقت والثاني، تهاجم مذيعة قناة ''أون تي في''، كانت الحملة الأخيرة قد بدأت من موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بعد أن طلبت ''داوود'' من الشباب في تغريدة لها يوم 23 فبراير، ألا يُحبطوا، قائلة ''بإيدكم سلاح اسمه إرادة الحياة، وجلادكم مش بإيده إلا يحاول سلبها منكم. اتمسكوا بيها''، قامت دنيا الـ''تويتر'' ولم تقعد، تغريدات تطالب بترحيلها من البلد، آخرون قالوا إنها حاقدة على مصر نتيجة عدم استقرار لبنان، بعضهم اتهمها بالتعليق على أحكام القضاء المصري، بينما أعلن المعسكر المضاد تضامنهم معها، واصفين إياها بالنزاهة والمهنية.

لا تحسب ''داوود'' نفسها على أي تيار أو طائفة سواء بمصر أو لبنان، رغم أن ذلك هو الضمان الوحيد كي تعمل بوسيلة إعلامية لبنانية –حسب قولها بأحد الحوارات الصحفية-، لكنها لا تنكر انتمائها للثورات العربية عموما، بداية من تونس وحتى مصر، خاصة أنها قدمت برنامج الصورة الكاملة لأول مرة عقب ثورة يناير 2011، تاركة خلف ظهرها العمل داخل القسم العربي بقناة بي بي سي، اقتناعا منها بأهمية العمل من بلد عربي، بدلا من تلقي أخبارها عبر مراسلين ووسطاء.

ريم ماجد، يسري فودة ودينا عبد الرحمن؛ إعلاميون لاحقتهم أسلحة التصنيف كذلك، تم اتهامهم بـ''التخريب''، ''الجُبن''، ''الخيانة'' و''توليع البلد''. ''داوود'' لم تنجُ من نفس النبرة، لكن دوائر تصنيفها تتسع لأنها غير مصرية، العداء ضدها بدا جليا لدى بعض الشخصيات العامة، كرئيس نادي الزمالك الحالي، الذي وجه رسالة في أكتوبر الماضي لنجيب ساويرس –مالك قناة أون تي في- يسأل فيها عن سبب تواجد ''ليليان'' في مصر حتى الآن.

يبدو انحياز ''داوود'' واضحا لـ 25 يناير و30 يونيو؛ تعلق على أحد جلسات محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في عام 2013، بسخرية مريرة، بعد أن ابتسم داخل القفص للمرة الأولى ''ابتسامته تلك التي فسرها البعض أنها للتشفّي، كان ناقص يقول بأعلى الصوت؛ مش قولت لكم، أنا أو الإخوان أو الفوضى؟''، على حد قولها. يسير الحال على ذات النهج بالنسبة للإخوان المسلمين، تخرج عقب أحداث الاتحادية لتؤكد أن البرنامج يتوخى الصورة الكاملة والآراء المختلفة، لكن ليس بشروط أعضاء حزب الحرية والعدالة، فـ''هن عم يرفضوا يطلعوا معنا إلا بشروطهم وهذا يخل بحياديتنا أكثر من أي موقف آخر''، وتحتفي عقب سقوط الرئيس الأسبق محمد مرسي.

لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

حرية الإعلام لدى ليليان هي مكمل الثورة، ما فائدة الاحتجاج إذا لم يستطع الإعلام نقل أصوات المعارضين؟، أو طرح وجهات النظر المختلفة؟. كتبت المذيعة اللبنانية عن معتقلي قضية الشورى أكثر من مرة، التدوينة التي طالبت الشباب فيها بالتحلي بالأمل، كانت عقب صدور الأحكام في تلك القضية، ألحقتها بجملة على تويتر، في اليوم التالي للحكم، تقول فيها ''وعلى فكرة.. الحرية للجدعان. صباح الخير على مصر الحلوة''.

تنتشي ''داوود'' بحب الثورات العربية، لكنها لا تضع من هاجموا الثورة المصرية في خانة الأعداء، الجلوس على مائدة النقاش هو سبيلها كما قالت مرارا، غير أنها تصبح حاسمة حين يصنف البعض برنامجها، بـ''صاحب الصوت الواحد''، تنفي عن نفسها الاتهام، تؤكد أن ما تفعله لمدة ساعة ونصف في البرنامج هو الحرص على وجود الطرفين، لكن ذلك لا علاقة له بانحيازها لمطالب الثورة أو الحق، تُبدي استيائها حين يصادر البعض رأيها فيما يجري بمصر لأنها لبنانية؛ فتقول ''ومن امتى اللي يتكلم عن مصر يجب أن يحمل جنسيتها؟''.

لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: