إعلان

بالصور: كيف يُصنع الفن في جحر أو مقلب قمامة؟

01:35 م السبت 21 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

تصوير: محمود بخيت:

كانت حركة السير طبيعية على كورنيش مدينة الإسكندرية، حين قرر أربعة شباب كسر رتابة ذلك المشهد بأنغام يعزفونها ويتغنون بها في كل مكان يندرج تحت وصف ''مهمش''؛ مبنى قديم مهجور، نفق قطار مهمل أو مقلب للقمامة، يخلقون فيه حركة محببة، يرفعون عنه جزء من وحشته، يطردون وطاويط القبح ولو بشكل مؤقت، عن طريق نظرة فضول من أحد المارة، أو دهشة عابرة، أو تفاعل مع ما يقدمونه، وهو أقصى ما يتمناه فريق ''هش الوطاويط''.

بتلقائية خرجت الفكرة، على مقهى اعتاد الأصدقاء الأربعة التلاقي فيه كان الاقتراح بنقل خشبة المسرح إلى الشارع، فهم يتشاركون منذ سنوات مسرحيات لا تخلو من الغناء والعزف، يحلمون بالخروج لنطاق أوسع من جمهور محدود يأتي طواعية إليهم؛ فقرروا هم الذهاب إلى الناس ''نطلع للشارع نعرف الناس الموسيقى''، على حد قول محمد عطا الله، مخرج العروض.

يمسك ''عادل حسين'' بآلة الكمان، تلبسه حالة الانتشاء بالموسيقى، تنطلق ''ريم عبد الوهاب'' بصوتها العذب مشاركة إياه، يتبعهم باقي الفريق، فيما يقف المخرجان ''نهى'' و''عطا الله'' يتابعان الأمر كحال المسرح، ويوجه صديق آخر عدسته إليهم، مسجلا تلك اللحظات، غير الخالية من التعبير عنها في كلمات تكتب على لافتات تحيط بالأصدقاء المجتمعين في حب الجمال، فالغناء والعزف هما الوسيلة الأكثر ملائمة للتعامل مع جمهور الشارع، خاصة في الأماكن المهملة، التي لم يكن اختيارها عن قصد، بقدر الاندماج مع الحالة العبثية في الشارع، التي تصبح مع الوقت كأنها جزء أصيل من المكان، بينما في فترة العزف تعود أنظار الناس لتتجه إلى المنطقة فيرونها بحالتها الأولى السيئة والمتناقضة مع المحيط بها.

لم يكن ''حسين''-عازف الكمان- يتوقع ردود أفعال الناس مع المرة الأولى؛ فهو يعزف ويغني منذ فترة ''أحيانا الناس كانت بتتفرج وتمشي''، لذلك اعتادوا أن يلعبوا الموسيقى دون انتظار احتفاء بالغ، رغم ذلك كانوا يتلقون تفاعلا يسري عنهم بين حين وآخر، يذكر ''عادل'' عندما كان يغني لمطرب أجنبي في شارع النبي مينا دانيال؛ فوقف رجل عجوز ليبدأ في الغناء معه ''متوقعتش خالص إنه يبقى عارف فرانك سيناترا بس كنت مبسوط لأن الراجل ده اتبسط''.

خمسة مرات خرج فيها الشباب إلى الشارع، منذ بداية 2012 وحتى أوائل العام التالي، من كورنيش البحر، مرورا بمنطقة ''المرسي أبو العباس''، وحتى نفق محطة قطار سيدي جابر، اختيار الأماكن كان يأتي عشوائيا كل مرة، لم يتأففوا من تواجدهم في الأماكن المتناقضة مع جمال الفن، حتى مقالب القمامة ''فأي حاجة تبقى فن لو كيّفها الشكل''، على حد تعبير ''عطا الله''.

كما بدأت الفكرة بشكل تلقائي، ينضم إليها البعض ويغيب عنها مرة أخرى، انتهت كذلك؛ أخذت مسيرة الحياة أفراد الفريق في اتجاهات مختلفة، على وعد بلقاءات أخرى لم يحددوها بعد؛ الخروج من محافظة الإسكندرية فكرة لم تطرأ على ذهن أحدهم ''لأن القاهرة فيها النمط ده من الفرق.. ويمكن لأن الفرصة مجتش'' حسب قولهم، غير أنهم كأصدقاء لازالوا على الفكر ذاته، يتمسكون به رغم صعوبة الأحوال، يشاركهم رفاق آخرون بالتصوير لتسجيل تلك اللحظات، مستندين على تلك اللحظات المحببة وقت اجتماع المارة حولهم، يتمتمون معهم النغمات، أو يبتسمون في استمتاع، فهذا ما يؤكد لهم صحة الطريق، وبلوغ الهدف يوما ما، بإيمان خالص أن ''الفن مفتاح الفرج''.

فيديو: فرقة ''هش الوطاويط'' تطلق اغانيها فى نفق بالاسكندرية

 

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان