لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أول مرة سفر.. لمياء في بلاد "العجايب"

05:29 م الأربعاء 09 ديسمبر 2015

لمياء في بلاد العجايب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
 
ثمة قائمة تمتلكها لمياء صبري؛ تكتب فيها أشياء تنوي فعلها "منها إني أسافر خمس دول على الأقل ومنهم 3 بغرض التطوع"، أحلام الفتاة التي تعمل بالتصميم والجرافيك، ليست هينة، لأن الحركة بمفردها في الخارج لم تكن أمرا مطروحا، لكن حين طرقت أبوابها تجربة الذهاب إلى ماليزيا ضمن فريق تطوعي لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، لم تتركها تذهب هباء "تعبت صحيح عشان أقنعهم في البيت بس في الآخر وافقوا".
 
كان المُقرر للمتطوعين أن يمكثوا مع أولاد بمدرسة في مدينة ميلاكا/ ماليزيا، ليحدثونهم باللغة الإنجليزية، ويكسروا حاجز خوفهم من التحدث بها، ثم من لديه منهم أمرا إضافيا ليعلمه إياهم فيفعل ذلك، فلمياء تستطيع الرسم وتعرف جيدا عن الألوان بحكم دراستها بكلية فنون جميلة "كنت بكلمهم عن دة"، بالإضافة للحديث عن تراث مصر وجامعاتها والحياة فيها.

ص1

كـ"بلاد العجايب" كانت ماليزيا، صاحب الانبهار لمياء منذ اللحظة الأولى "الدنيا هناك منظمة، إشارات المرور مظبوطة، الناس بتمشي في الحارات والشوارع نضيفة"، رأت بعينيها ضابطا يُجبر سائق دراجة نارية على دفع غرامة مالية، لأنه خلع خوذته ليعطيها للشخص الجالس خلفه، ليبدلا مكانيهما، رغم أن الطريق كان متوقفا بسبب الازدحام.
 
قيل لأفراد البرنامج أن المدرسة التي سيساعدون أطفالها حكومية، وأن القرية التي سيستقرون فيها متواضعة لحد كبير، هنا كانت صدمة لمياء الثانية "المدرسة كانت نضيفة وواسعة جدًا لأنها مدرسة داخلي وفيها كل حاجة"، أما القرية، فعبارة عن بيوت ألوانها أقرب للأحمر، أمام كل منزل أرجوحة للأطفال، ويُحاط بمساحات شاسعة من الزرع "البيوت هناك زي شاليهات القرى السياحية عندنا"، قالت الفتاة ساخرة، فيما تذكر معاملة أهل ماليزيا الكريمة، سواء في الطعام أو الأخلاق.

ص2

حوالي مائة طالب، هم من تعين على الفريق تعليمهم، مع نهاية البرنامج الذي استمر لـ12 يوما، استطاع الأطفال تحدث الإنجليزية بطلاقة "هما كانوا بيعرفوا يتكلموا بس مكسوفين"، كما أنهم كانوا يطلبون من المتطوعين التحدث معهم باللغة العربية، فقد كانوا مسلمين، واللغة مهمة لشعائرهم، حتى أن أسماءهم كانت عربية وإن لم يستطيعوا نطقها بشكل صحيح "فيه ولد كان اسمه حارث، وكنا بننادي له هارس عشان هما بيقولوله كدة واكتشفنا إنهم يقصدوا الاسم العربي بعدين".
 
بالنسبة لـ"لمياء" فرؤية بلد جميل لم يكن المكسب فقط، فقد اكتشفت في حياتها مزايا كانت تعتبرها بديهيات "الماليزيين صوتهم حلو أوي في التواشيح بس مبيعرفوش يقرأوا عربي خالص، كانوا بيطلبوا مني أقرأ لهم القرآن"، وبين من يحاولون التواصل بإحدى اللغتين كان البعض لا يتكلمون أيا منهما، كزوجة صاحب المنزل الذي مكث فيه بعض أفراد الفريق، لكن رغم ذلك "ملامح وشها كانت معبرة جدًا.. مكنتش متخيلة إني هقابل واحدة مفيش بينا لغة مشتركة وهعرف أتفاهم معاها".

ص3

منذ أن وطأت قدم لمياء أرض ماليزيا لم تشعر بالخوف، فقد كان الترحال داخل مصر سبيلها، وفي أماكن أكثر قسوة كالصحاري والجبال، لكن التواصل مع ثقافتهم علمها أن التقاليد التي يراها بعض المصريين "عيب" ليست كذلك هناك "إن ست تركب موتوسيكل دة عادي عندهم، لأن وسيلة التنقل الرئيسية هي الموتوسيكلات"، كذلك الحجاب التي ترتديه النساء بماليزيا يكون أحيانا على ملابس لا تُغطى أذرعهن بالكامل، بالإضافة لصنوف الطعام المختلفة كليا "الأكل كان حراق شوية وهما بياكلوا خمس وجبات في اليوم مثلا وبيفطروا رز وخضار".
 
مع نهاية الرحلة ترسخ في ذهن الشابة المصرية أنها تود العيش هناك لولا الطقس الاستوائي طوال العام، فهي لا تتخيل عدم وجود فصل الشتاء. وبعد انتهاء أيام التعليم داخل القرية الصغيرة كان الرحيل شاقا "الأطفال والناس هناك ودودين جدًا، فإننا بعد ما نبقى صحاب نسيبهم ونمشي كان شيء سخيف"، قالت بينما تذكر شريف؛ الولد الذي ظل يبكي بحرقة وقت رحيلهم.
 
لم ترحل لمياء عن المكان مع 15 متطوع آخر دون ترك علامة، رسمت مع مهندس جرافيك ماليزي تصميم على أحد حوائط المدرسة يدل على التعاون بين مصر وماليزيا، بالإضافة لرسومات الأطفال على حوائط المدرسة.
 
كانت العاصمة كولالامبور هي المحطة الأخيرة داخل ماليزيا "روحنا سياحة ليومين"، أول ما لاحظته هو أن المدينة ذات ألوان كثيرة، مزدحمة، وناصعة الجمال، لكن السياحة لا تقوم على مصدر بعينه "يعني معندهمش أهرامات ولا شرم الشيخ مثلا"، ورغم ذلك فعدد السياح ضخم جدًا، لأنهم استطاعوا التسويق لما يملكونه ولو كان قليلا، كحديقة الفراشات التي تقول عنها لمياء "جمعوا الفراشات اللي في العالم كلها في مكان وحطوا شبكة خفيفة عالية وكراسي عشان الناس تتفرج.. كانت كأنها جنة وكذلك الحال مع حديقة العصافير والأسماك".

4

تحقيق قائمة أحلام لمياء بدأ بماليزيا، كانت الرحلة منذ عدة أشهر، تبحث منذ ذلك الوقت عن سبل جديدة للتطوع في الخارج، لازالت الثقافات والمواقف متعددة والقائمة طويلة، تتسع لأكثر من مجرد خمسة دول فـ"لو عرفت ألف العالم كله هعمل كدة".

فيديو قد يعجبك: