إعلان

من إفريقيا لسوريا.. مي تُعلم "الإنسانية" بالفن

03:32 م الأربعاء 09 ديسمبر 2015

مي تُعلم "الإنسانية" بالفن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كانت مي عبد العزيز تسير مع أحد طلابها في تنزانيا ليلا، بعد أن طلب منها حمل حقيبة أحضرتها بعثة المتطوعين هدية له، لأنه لن يستطيع حملها بينما يقود الدراجة. الظلام شبه دامس وبدأت المعلمة العشرينية تخاف، سألته عن بُعد مسافة منزله؛ فأظهر لها مسدسا، أفزعها الأمر "ليه ماسك سلاح؟"، كان رد الفتى أنه يحمله كي يحميها إذا ما حاول أحدهم التعرض لها. تعلم خريجة الجامعة الأمريكية أن السفر التطوعي هو الأفضل بسبب لحظات كتلك، وأن الترحال وتعليم أطفال الموسيقى والفن، هو ما تريد أن تفعله لبقية عمرها.

من مصر بدأت مي بالتطوع للحديث عن الموسيقى والفن "احنا ممكن نعلم الأطفال حاجات كتير جدا بالمزيكا لأنها بتدخل القلب فورا"، جاءت فرصة لذهابها إلى جنوب إفريقيا أول 2012 "طول عمري مهووسة بالقارة نفسها وحياة الناس فيها والألوان والثقافات"، إقناع الأهل في المنزل لم يكن سهلا، رغم أنها تُسافر خارج مصر أحيانا "بيبقى مع أهلي أو صحابي"، لكنها استطاعت على كل حال أن تكسر حاجز التردد عند والدتها وصار سفرها أسهل فيما بعد.

1

الرحلة الأولى مختلفة دائما "مدارك الواحد بتتغير 180 درجة، بيبقى أقل عنصرية وأكثر استعدادا لتقبل الاختلاف"، كان تطوع مي في جنوب إفريقيا مع أشخاص ليس منهم مصريين أو عرب أو مسلمين "فكان العبء أكبر إني أوصل صورة أفضل خاصة إن بعضهم كانوا فاكرين إن الست المسلمة دي مبتطلعش من بيتها وبعضهم كان بيسأل انا رايحة أعمل إيه ومصر فيها مشاكل"، تذكر الفتاة العشرينية أحد المتطوعات التي انتهجت فكرا معاديا للإسلام بسبب ما تسمعه، وفي نهاية البعثة طلبت مي أن يكتب لها كل شخص جُملة لها في أجندة تمتلكها، فكتبت لها تلك المتطوعة "أنا الآن أحب الإسلام".

2
انطلقت مي في أكثر من بعثة، بين تنزانيا، كينيا وحتى المخيمات الموجودة على حدود سوريا ولبنان، هدفها تعليم الأطفال الموسيقى والفن والرياضة أيضا، فهي أحد اهتمامتها، هذه الأشياء تُقرب الثقافات من بعضها، وتُضفي ودا على العلاقة مع الأطفال لا يضفيه أي شيء آخر، ولكي تكون مي أكثر احترافية فقد حصلت على كورس مُكثف لعلم نفس الأطفال بأمريكا، واستطاعت مع السفريات المتعددة تصميم منهج تربوي بعينه، عن طريق القراءة والتجربة معا.

في رمضان الماضي علمت المُدرسة عن طريق إحدى صديقاتها أن اليونيسيف سترسل بعثة تعليمية بأكثر من مجال لسكان المخيمات في سوريا "القلق كان ضخم بسبب الأوضاع اللي هناك"، وحين وصلت الفتاة إلى المكان، كان التحدي الأكبر هو تغيير النظرة الخاطئة لبعض العائلات عنهم "كانو بيقولوا مين دول اللي جايين من برة يعلمونا ويدرسوا لولادنا؟"، لكن مع الوقت تغير الأمر، حتى كان الوداع عقب ثلاثة أسابيع بالدموع سواء بين أفراد البعثة أو الأطفال والأهل السوريين.

3

تُجهز المدرسة حاليا للسفر إلى غانا في رحلة جديدة، المجتمع الذي يحيط بها يتفهم ما تفعله، غير أن البعض لازال يتعجب من ذهابها بمفردها "ربنا خالقنا نتعرف على بعض..انا عندي حاجات عايزة أشاركها مع العالم ليه مروحش طالما مكان آمن وهدف نبيل؟"، التجارب علمت مي كيف تصبح أكثر حرصا على أمانها الشخصي، خاصة في الدول الإفريقية، أن تعرف كيف تتحرك وإلى أين تذهب، وما هو الأسلوب الأمثل للتعاطي مع كل طفل وكل ثقافة، فتتعلم في كل مرة أمرا جديدا، ولا تتوقف عن تعليم الآخرين طالما تستطيع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان