بالصور - اتفرج على "القاهرة التاريخية" بعيون "المناديلي"
كتبت-إشراق أحمد:
قبل ثلاثة أعوام، كانت أقدام حسام المناديلي تسوقه ليجوب شوارع القاهرة، تشتاق عيناه لتفاصيلها القديمة، فيواصل المسير "متفرجا"، بشوارع المعز ومصر القديمة وكل ما بقي من "جوهرة الشرق" -كما كانت تلقب، تتسابق نظراته لالتهام ملامح المباني قبل أن تهم يده بالتقاط صورة لها "كنت ببقى عايز أصور ولو حتى بالموبايل"، يعشق الشاب العشريني ما يفعله التصوير من توثيق يحتضنه مس فني، لكنه لم يكن يعرف طريقه لاحترافه بعد، غير أنه أسر بنفسه عهد إن صار مصورا محترفا "اعمل مشروع اسمه القاهرة التاريخية".
ما يقرب من 77 صورة حتى الآن ضمها "المناديلي" –مصور بجريدة أخبار اليوم- لألبوم مصور، عن مشروعه المستمر منذ 2012، عمل الشاب العشريني على تنفيذ فكرته، ليكون أطول مشاريعه، التي حرص على تقديمها، منذ انتهج مجال التصوير الفوتوغرافي "عمره من عمري في التصوير"، هدف فيه لإظهار القاهرة كما لم يراها أحد من قبل رغم أعمارهم المنقضية بها.
"كادر مختلف العين مشافتهوش" من أجله كرس "المناديلي" وقته، في البحث عن "تفصيلة" أو زاوية جديدة يظهر بها أماكن ربما اعتادت عين الكثير على رؤيتها، فلم تكن تكفي زيارة واحدة للمكان، ولا مرة واحدة لالتقاط صورة ، بل يتردد مرات عديدة "اتفرج بعيني"، يلتحم مع المكان لنحو الساعة، ثم يعاود "الفرجة" لكن بالكاميرا، حتى تأتي لحظة اقتناص صورته "المميزة" كما أراد لها أن تكون.
بين العشرات من الصور، كانت الملتقطة لمسجد محمد علي، الأقرب بين ما حصدته يداه طيلة تلك الفترة، القليل هم مَن استطاعوا التقاط صورة لهيئة المسجد من أعلى نقطة له، ليبدو متجليا، لغير المطلعين على مجال التصوير الفوتوغرافي بدا الأمر لها، كأنما التقطت الصورة من سطح طائرة محلقة "لدرجة أن في ناس شككت كتير في الصورة رغم أني كاتب أنها من أعلى نقطة في المأذنة، وأخرون ركنوا إلى أنها نتاج كاميرا صغيرة مثبتة بإحدى الطائرات الإلكترونية الحديثة "بدون طيار"، فيما يظل يعلق "المناديلي" أنه التقط الصورة من خلال مأذنة المسجد، دون إيجاد سبب لمثل تلك التعليقات سوى عدم وجود ثقافة التصوير الفوتوغرافي "يا إما الناس معندهاش ثقة في المصورين المصريين".
كادرات واسعة لإعطاء شكل "بانورامي" باستخدام عدسة "عين السمكة" – fish eyeالتماهي بين الألوان والأبيض والأسود للمزج بين الماضي والحاضر، صعود مأذن قد يبلغ طولها نحو 136 متر حال مأذنة مسجد الفتح في رمسيس "طلعتها في ساعة إلا ربع وكنت بريح كل تلت ساعة"، إلى جانب شغف يدفعه للصبر ربما سنوات من أجل التقاط صورة "قعدت سنتين أنزل شارع المعز عشان أخد صورة فيها سحاب".. تلك بعض وسائل مصور أخبار اليوم من أجل أن يضم صورة جديدة لمشروعه الفوتوغرافي، لا يخلو الأمر فيها من تخطي الصعاب.
حين يقرر "المناديلي" كل مرة يصعد بها إحدى المآذن، يواجه قرار وزارة الآثار بالمنع، لكنه وجد ضالته بالإقناع "بخليهم يشوفوا شغلي اللي عملته عن مساجد تانية"، يوضح لهم غرضه الخالي من الضرر، حتى تلين النفوس، ويحقق المصور الشاب هدفه، ويعود ظافرا بإحدى الصور، ليضيفها إلى "معرضه الأساسي" على صفحته "فيسبوك".
لازال "المناديلي" يستكمل مشروعه "القاهرة التاريخية"، فهو بالنسبة له "مستمر" مادام بإمكانه التصوير، يسعى بالقريب أن يخرج به ليقام له معرض على أرض الواقع، عله يلتمس ذلك الشعور بالفرحة حين تسعد الناس بإحدى صوره، واضعا به طموحه الذي أراده من امتهن التصوير "صوري توصل لكل الناس".
لمتابعة صفحة المناديلي .. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: