جائزة الـ BBC.. رحلة الحاجة "صيصة" و"علي" في بلاد الانجليز
كتبت - رنا الجميعي:
"شكرا بى بى سي، أنا عندى قناعة أن الجوائز غالبًا ما تكون مضللة وتعطى لمن لا يستحق، لكنها فرصة عظيمة أن أهدى هذه الجائزة لوالدي، لولاه مكنتش هكون واقف هنا، وإلى كل سيدة مصرية قادرة أنها تنتزع حريتها وحقوقها من أى سلطة".. كانت تلك الكلمات للمخرج علي السطوحي، الذي فاز بجائزة بي بي سي للأفلام والوثائقيات في لندن، الذي اختار قصة صيصة، كأفضل ريبورتاج للعام الحالي.
"صيصة.. السيدة الحديدية" هو اسم التقرير ذو الثلاث دقائق، الذي صنعه السطوحي لبرنامج "معكم"، بتكليف من البرنامج ذهب المخرج إلى الأقصر، لمنزل الحاجة صيصة، ولم يكن لديه من معلومات سوى فيديو قصير على الموبايل، من خلاله عرف أنها "سيدة ترتدى لبس رجال وتعمل في الورنيش بالأقصر".
في تصريحات لموقع مصراوي، يقول السطوحي إنه انطلق من خلال تلك المعلومات للحاجة صيصة، جلس معها لثلاث ساعات، حاول خلالهم أن يكسر حاجز الصمت بينهما "حتى تشعر أني ابنها أو جارها"، ساعدها في إعداد الشاي، وحكى لها عن زوجته وابنته الصغيرة، أراد أن تحس أنه ليس بغريب عنها، لم يكن قادمًا من المدينة لكنه ابن قرية بالبحيرة.
بدأ التصوير بعد ذلك لمدة ساعة فقط، لكنها كانت خجولة فأوقفت الكاميرا أكثر من مرة "لأنها لم تكن مقتنعة بجدوى التصوير"، بالنسبة للسطوحي كانت صيصة "أجمل قصة أنتجتها في حياتي"، من بين ما أنتجه قبلًا كان تقرير "أطفال القمر"، الذي أذيع ببرنامج "في آخر كلام" العام الماضي، وهو عن أطفال لديهم حساسية من التعرض للشمس.
ملامح الحاجة صيصة نحتتها الشمس، 43 عامًا ترتدي مثل الرجال، لا لشيء سوى أنها تُريد الإنفاق على أسرتها الصغيرة المكونة من ابنتها، ثم زوجها المريض، هي أرملة رحل عنها زوجها وابنتها لا تزال ببطنها، ومع سن الثمانية تتذكر الابنة أول مرة رأت فيها أمها بزي الرجال، خلال الثلاث الساعات تمكّن السطوحي من تحطيم تلك الثلوج التي تحيل بينه وبين الحاجة صيصة، ليجعلها تظهر للجميع بعد ذلك، خلال التقرير ثُم حضورها لبرنامج معكم، ومع شهرة السيدة حازت على جائزة الأم المثالية من مديرية التضامن الاجتماعي بالأقصر، بعدها قابلت الرئيس السيسي في تكريم للأمهات المثاليات، ويُضيف السطوحي "كُتب لها قبل أن تموت أن تحتفي بصبرها".
لم تنقطع الصلة بين السطوحي والحاجة صيصة، بعد فوزه بالجائزة اتصلت به الابنة لتبارك له "قالتلي أمي بتدعيلك ربنا ينور طريقك"، في مُجمل القصة يستغرب المخرج كيف لسيدة أن تتخلى عن أجمل ما يميزها "الروائح الجميلة، الملابس، والمكياج"، يقول : كيف لها أن تلقي كل هذا وتتخلى طوعًا عن أنوثتها لتُصبح رجلًا، لكن أكثر ما جذبه للسيدة السمراء هو قوتها، وقدرتها على التحايل لاقتناص حريتها "الجايزة لصيصة، هي البطلة، هي من تستحقها".
فيديو قد يعجبك: