إعلان

"صليب في الجنة" ومقطع فيديو.. ذكريات عسكر عن محمد محمود

10:08 م الخميس 19 نوفمبر 2015

ذكريات عسكر عن محمد محمود

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

في الصفوف الأولى تمركز في موقعه، أمام الشرطة التي انهالت على الميدان بعبوات الغاز المسيل للدموع، وبطلقات الخرطوش والمطاطي للمقابلين لهم من الشباب، بعد انتهائه من محاضراته يتجمع مع الرفاق، للاتجاه إلى شارع محمد محمود، فيما كانت الاستراحة دومًا، وأخذ وقت مستقطع عند يمين مُجمع التحرير.

ساورت نفس أحمد عسكر الخوف حينما رأى نفسه على شاشة التليفزيون، صار الفتى، الذي لم يتجاوز العشرين حينها، أحد المقاطع المذاعة بين النشرات على قناة الجزيرة، بأحد أيام محمد محمود منطلقًا خارج الشارع، استمر عسكر في سبّ وزارة الداخلية "كنت بقول هربوا الكلاب"، وقتها كانت ثمة كاميرا موجهة إليه، وما إن مرت ساعة حتى وجد العديد من أصدقائه يتصلون به.

لم تكن المشكلة بأصدقائه، بقدر ما كانت بسبب اكتشاف والده نزوله للميدان، خاصة أنه حاول كثيرًا حتى لا يُكشف أمره، مناقشات كثيرة خاضا فيها حتى سلّم بالأمر، وقال له "انت مافيش فايدة فيك، ابقى اكتب رقمي على قميصك، عشان لو حصلك حاجة ما نتبهدلش وراك".

رغم جسارة عسكر في التواجد بالصفوف الأولى، إلا أن شمه للغاز المسيل للدموع جعله دائم الإغماء، استغرب كثيرًا لما تكرر حوادث الإغماء، فيما اكشتف أنه يعاني من حساسية في الشعب الهوائية، لذا كان تواجده في المقدمة يقيه من الغاز "الصفوف الأولى مكنش بيوصلها الغاز، كانت بتوصل آخر الشارع، حتى الأمن مكنش بيضرب علينا عشان كانت هتيجي عليه بردو"، لكن طلقات الخرطوش والمطاطي أسرع سبيلًا للشباب.

يتذكر عسكر المجاورين له في الصف "كنت ألاقي اللي جمبي واسمع صوت طلقة، ألاقيه وقع والدم بينزل من عينه، كانوا بيضربوا خرطوش في العين"، أيضًا الأرواح التي فُقدت وكان شاهدًا عليها "إن في روح طلعت قدامك دا شيء مرعب".

صليب في الجنة، هي الذكرى المُضحكة التي لا يزال يتذكرها عسكر، بين الهلاوس التي تعرّض لها الشاب لأنه وقع مغشيًا عليه، فكّر أنه في الجنة، لكن لماذا يُوجد صليب هُناك، حتى أدرك أنه يُعالج في كنيسة قصر الدوبارة.

يُدرك عسكر أن ما يتبقى له من محمد محمود هو ذكرياته بها، خشوع شعر به كلما دخل لهذا الشارع، جرح استقر بقدمه، وأصدقاء كانوا أقرب لبعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى.

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان