لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

والد رهف يحكي عن الليلة الأخيرة: "ما شفت ليلة مبسوط فيها متل هيك"

12:56 م الثلاثاء 13 أكتوبر 2015

والد رهف يحكي عن الليلة الأخيرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
"اصحي يا با".. مُناجاة قالها يحي حسان مُحتضنًا فيها ابنته، رهف، يُقبلها مُحاولًا الإبقاء عليها بين ذراعيه لزمن أكبر، غير أن الغارات الإسرائيلية لم تُمهله، فيما التقط له الصحفيون العديد من الصور، وانتشرت بالفضاء الإليكتروني.

كان يومًا عاديًا بالنسبة ليحي، قام لمزرعته صباحًا، وبوقت العصرية جاءت نور، زوجته، بالشاي، جلسا سويًا يشربان، ثُم عادا إلى منزلهما القريب، اجتمع يحي بابنيه، رهف ومحمد، وطيلة المساء كان اللعب بالكرة هو تسليتهم، طويلًا لم يقضِ الأب ليلة بهذا الجمال، ومن ثم التمت الأسرة بعد اللعب حول المكرونة التي طبختها نور، نامت الأسرة في تلك الليلة قريرة العين، السبت الماضي، حتى فاجأهم صاروخين إسرائيلين، أفقدت يحي رهف وزوجته، والجنين الذي تحمله نور في شهرها الخامس، لكن مُحمد، ذو الخمسة أعوام، "اتصاب بورم فوق ودنه اليمنى" يقول يحي، أما هو فأصيب بجروح في قدمه ويده.

في الثالثة صباحًا استيقظ يحي على صوت الانفجار الأول، لم يعلم بالظبط ما الصوت، الصحيان المفاجئ منعه من التفكير جيدًا، لم يجد الوقت للاستيعاب حتى عاجله الانفجار الثاني، صاروخان أُطلقا على بيت الرجل العشريني وأسرته، في المرة الأولى سمع صوت نور تُناديه تقول له "إيش فيه؟"، ورهف تستغيثه "بابا الحقنا"، غير أنه مع الصاروخ الثاني فقد صوت زوجته والابنة للأبد.

بنبرة متماسكة يتحدث يحي من موقع داره عند سوق السيارات، قرب المسلخ بغزة، يحكي تفاصيل الفاجعة، غير مصدق لنجدته من هذه الغارة "لولا ربنا"، ينظر لأركان البيت ويُحاول استيعاب ما حدث، ساعة ونصف تُركت فيها الأسرة الصغيرة تحت الرماد والحجارة، لم يستطع الأب طيلة تلك المُدة أن يعاون أولاده وزوجته "بس بالصوت كنت أتواصل معهم"، لم يقدر على تحريك جسمه كُلية سوى بعدها بمدة قليلة "بس إيدي اليمين بتتحرك"، التنفس كذلك كان صعبًا تحت الحجارة، حتى وجد نَفَسه يسير بشكل طبيعي تدريجيًا، وقتها أذّن يحي مرتين، وتلا الشهادة "قولت يارب ترحمنا برحمتك".

جاء ابن عمه "محمد" ليُنقذ الأسرة، حينما بدأوا بإخراج يحي من تحت الحجارة، لمّا طلع يحي، كان قد سبقه ابنه على المستشفى، هُناك تطلع "محمد" بأبيه كأنه غريب، بعدها سأله "وين رهف"، أجابه "هي جاية".

"في الجنة" كانت إجابة يحي لابنه كلما سأله عن أمه ورهف، أحيانًا يقول له الأب أن نور ستجيء الآن تُحممه وتُلبسه للذهاب للحضانة، حينها يرد عليه الابن "كيف مش ماما في الجنة"، محمد ارتبط بأخته الصغيرة، كما كانت هي "رهف ومحمد روح واحدة"، تنتظره حين عودته من الحضانة، يلعبا سويًا بالكرة، اهتمام محمد الأول، كانت رهف فتاة شقية وذكية "تفهم ع الطاير" كما يقول صبري، شقيق يحي، يوم الخميس الماضي باتا الطفلين لدى عمهما، لعبت رهف كثيرًا وشاكست عمها.

يقول صبري إن الشهيدتين تعرضتا للطب الشرعي، يقول الاحتلال الاسرائيلي إن الغارة كانت لموقع لحماس، غير أن العمّ ينفي ذلك "هادا بيت أخوي مش موقع عسكري، عندنا قطعة أرض فيها شجر وفواكه، بيشتغل فيها"، كفّن رهف الصغيرة، أحاطها براية خضراء، جاورت والدتها حين ذهبت إلى أسرة الأم، ليلحقاهما بنظراتهم الأخيرة "والدتها كانت بتودع بنتها وبنت بنتها وجنين بنتها"، ثُم ذهبا إلى الدّار، بعدها إلى مسجد الإمام، حيث صليا عليهما صلاة الظهر.

وبموكب كبير من السيارات، وصل عددهم للمئتين-حسب كلامه- سارت لمسافة الخمسة عشر كيلو، ذهبت رهف ونور لمثواهما الأخير، يقول صبري إن أخيه حكى له عن الليلة الأخيرة "ضحكوا ضحك"، حتى أن نور وقتها قالت لزوجها "يحي شكله موّات"، يُكمل: مش عارف مين بيودع مين، هي بتودع يحيى، ولا رهف بتودعه ولا مين، أما يحي فتلك الليلة كانت مُختلفة بالفعل "إلي سبع سنين متزوج ما شفت ليلة مبسوط فيها هيك".

فيديو قد يعجبك: