"فصيلتي".. حلم قاعدة بيانات للدم في المستشفيات
كتبت- إشراق أحمد:
يصاب شخص في حادث أو تُفاجئه وعكة صحية، يحتاج إلى الدم، تتوقف قلوب ذويه، تهرول وراءه أملاً في إنقاذه، فيما يخبرهم المستشفى أنه خال من فصيلة المريض أو لا يوجد بنك دم بالأساس، لتبدأ رحلة البحث عن "كيس" دم، يلجأ البعض فيها لمواقع التواصل الاجتماعي مستنجدًا بالأصدقاء، في وقت أغفلت فيه بنوك الدم تسجيل بيانات مَن سبق لهم التبرع للتواصل معهم في مثل أوقات نقص الدم، لذلك قررت "سمر علي" أن تجد الحلقة المفقودة وتساهم في حل مشكلة التبرع بالدم.
"فصيلتي" فكرة خرجت بها خريجة هندسة جامعة المنصورة، بعد متابعتها لتدوينات أخذت تتداول على "تويتر" تحت هاشتاج "Eg blood"، خوضها العمل الاجتماعي ورغبتها في فعل شيء يفيد الآخرين، وإطلاعها على المشاكل التي تواجه التبرع بالدم، دفعها لتوجيه اهتمامها بالتكنولوجيا من أجل تنفيذ المشروع.
تطبيق على الهاتف يتضمن أماكن التبرع وفصائل الدم المحتاج إليها هو ما نفذته "سمر" بمساعدة أحد الأصدقاء ليدخلا مسابقة في الإسكندرية بعد ذلك ويحصدا جائزة عن المشروع، وبعد مضي 6 أشهر في محاولة تنفيذ التطبيق قررت الفتاة العشرينية أن تسلك طريق آخر "لقيت المشكلة في المستشفى لأنها هى المفروض توفر الدم مش المتبرع ولا المريض"، لذلك طورت الفكرة لتكون أيضًا نظام للمستشفيات لإدارة بنوك الدم بها.
الأمر لم يكن يسير كما توقعت "سمر" والرياح غالبًا تأتي بما لا تشهي السفن؛ ثلاثة سنوات تقوم بتمويل المشروع، تجاهد ليخرج للنور، لذلك وجدت في فيسبوك عزائها لتفعيل الفكرة عبر إيصال المتبرع بالدم إلى المريض، لم تتوقف الفتاة "أحنا اللي بنتصل بأهل المريض عشان نتأكد أن التبرع تم" وما وجدت ضير في الاستعانة بوسيلة تقليدية حتى تكتمل فكرتها، التي جمعت لها إلى الآن ما يقرب من 500 اسم متبرع يمكن التواصل معهم حين الحاجة، وهو ما تفتقده مستشفيات على حد قولها "الموظفين عمومًا مبيسجلوش أسامي المتبرعين ومبيتواصلوش معاهم" فضلاً عن فقدان بيانات الدم المُتبرع به.
8 أشخاص يشاركوا المهندسة في العمل على مشروع "فصيلتي"، يتضمونوا 6 متطوعين، يعمل الجميع على إخراج موقع إلكتروني يضيف تطبيق إضافة بيانات المريض كخطوة ثانية في طريق مشروع قاعدة البيانات الذي تأمل "سمر" بحلول ثلاثة أعوام قادمة أن تكون جميع المستشفيات متواصلة مع بعضها البعض "ماهو مش معقول في القرن 21 تكون البيانات متسجلة على ورق طيب لو جراله حاجة مصير البيانات دي إيه؟" تقولها الفتاة مؤكدة أن المشروع يعتمد على معرفة مشكلة المكان أولاً إذا ما كانت في توفير مزيد من أكياس الدم أو عدم وجودها بالأساس.
رغم أن التمويل عائق في طريق "فصيلتي" غير أن "سمر" لا تتوقف عن السعي سواء بالتواصل مع المستشفيات الحكومية التي تعتمد عليها "لأن الخاصة ممكن تشتري الدم" متمنية أن تلقى مزيد من التفاعل، أو المشاركة في المسابقات المحلية والدولية التي تدعم الأفكار المجتمعية وآخرها مسابقة بإفريقيا العام الماضي، إذ سافرت الشابة إلى كينيا وعرضت المشروع، الذي تأهل بين 40 فريق، وتطمح لو تأهل هذا العام في مسابقة مقامة بتركيا لعله يجد مَن يموله، ليتحقق الحلم على أرض الواقع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: