لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تفجير بولاق أبو العلا.. الارتباك سيد الموقف

05:35 م الأحد 21 سبتمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

يبدو المشهد متكررًا، دوي تفجير يتبعه سقوط ضحايا ثم تجمهر يختلف حول عدد الضحايا، فيما يتفق ضرورة معرفة مرتكب هذا الجرم وليس ككل مرة ينقضي الأمر ليتكرر بعد فترة دون جديد، في شارع 26 يوليو بالقرب من قر وزارة الخارجية أبصر أهالي منطقة بولاق أبو العلا والمارة وقوع انفجار مع صباح اليوم، ما بين رجال أمن تلوك ألسنتهم بكلمات محفوظة ''والله ما نعرف حاجة'' بينما يحاولون ابعاد الجمع عن محيط الواقعة، ووقوف في صمت يضرب الكف بالأخر، وأخرين تجمعوا بالهتاف ضد الإرهاب، ومارة لا يبغون سوى العودة لمنازلهم لكن الطريق مغلق، غير أن الارتباك ساد وجوه المتواجدين.

في غضون الحادية عشر والنصف وصل شعبان عبد العال لشارع 26 يوليو، خطوات ويصل لبيته في بولاق بعد ليلة طويلة من العمل، لكنه توقف فجأة بعد رؤية ''عفرة'' وتجمهر، ليدخل الرجل مشاركًا في نقل المصابين ''شلت أربعة.. المنظر كان بشع''.

انتشر الأمن وأغلق كوبري 15 مايو في طريق القدوم والذهاب إلى الزمالك، تفرق جمع المتفرجين من أهالي بولاق والمارة على جهتي الواقعة، مع محاولات الأمن بين الحين والآخر لتراجعهم، الجميع يرتكز في محيط الواقعة فيما يغلف الهدوء باقي المكان الذي لم يعتد الأمرين –الهدوء والتفجير-، فطبيعة منطقة ''الوكالة'' معروفة بزحامها غير أن يوم الأحد هو اجازة اغلب المحال، وكذلك الأحداث الدامية لا يتذكر قاطنوا المنطقة سوى ''17 شهيد من ساعة يناير'' حسب محمد مجدي عامل بمنطقة الوكالة وأحد سكان المنطقة.

أذان الظهر يصدح من مسجد السلطان أبو العلا دون إقامة للصلاة فالمسجد أغلق أبوابه بعد وقوع الانفجار قرابة الساعة العاشرة صباحًا، ومن قبله جرس مدرسة أبو الفرج الابتدائية الذي دق بالصباح الباكر معلنًا ثاني أيام العام الدراسي الجديد لكنه لم يكتمل، فهي الأخرى أغلقت أبوابها بعد انصراف الطلاب عنها في غضون الحادية عشر.

شجرة سقطت أرضًا بها أثر لدماء، يتناوب الجمع التقاط الصور لها، هي ما تبقى من آثار الحادث، فالقنبلة تم زرعها بها على حد قول ''مجدي'' عامل الملابس بمحل مقابل لمكان التفجير، فمنه أبصر التفجير الملاصق للسور الحديدي الخلفي لوزارة الخارجية المصرية.

اعتاد الشاب الثلاثيني منذ قرابة الشهر رؤية تلك الدورية الأمنية المتمركزة في المكان عقب بدء حملة إخلاء شوارع وسط القاهرة من الباعة الجائلين، وعلى مقربة منها بآخر الكوبري طالما شاهد مدرعة الجيش ''من 8 الصبح لغاية 7 آخر النهار كده يفضلوا قاعدين.. أكيد اللي حط القنبلة كان في الوقت اللي هم مش فيه'' بصوت واثق يقول ''مجدي'' عن سهولة الأمر في ظل غياب الأمن.

تأخر الإسعاف وقوات الأمن التي طوقت المكان حتى قرابة الثانية ظهرًا، وقدوم عربات المطافئ قبلهم كان المشهد التابع للانفجار على حد قول ''مجدي'' وغيره ممن تواجدوا بمكان التفجير ''مع إن الاسعاف جنبنا''، الأمر الذي اضطر البعض لنقل الحالات لمستشفى ''بولاق'' -الأقرب لموقع التفجير- لسيارات ملاكي حسب قول ''شعبان عبد العال'' الذي تواجد بحكم سكنه بمنطقة بولاق أبو العلا.

''تحيا مصر.. الشعب يريد محاربة الإرهاب..'' علا هتاف البعض يتداخل مع كلمات أخرين ''والله حرام اللي بيحصل ده'' ومطالبة سيدة مسن لا تجد ما ينقلها بعد غلق الطريق ''أنا عايزة أروح'' بينما لا تجد مفر من الانتظار.

5 أشخاص تم نقلهم إلى مستشفى بولاق ما بين مصاب ومتوفي، ضابط برتبة مقدم سقط قتيلاً و3 آخرين بينهم 2 مدنيين -حسب استقبال المستشفى- والأخير ضابط برتبة نقيب تم نقله لمستشفى الشرطة هو والمتوفى، أما الآخرين تم نقلهم لمعهد ناصر.

عمل منى رجب في الجراج المجاور للمسجد الذي وقع الحادث على بعد خطوات منه، جعلها تعلم جيدًا بأمر تلك القوة الأمنية المتواجدة ''بيقفوا كل يوم من الصبح لكن بقالهم يومين مش موجودين إمبارح وأول إمبارح يادوب جم يجي نص ساعة ومشيوا بسرعة'' تقولها السيدة التي هرعت للمكان تترحم على من تواجدوا به ليكتمل اليوم الثالث لعدم رؤيتها لهم.

علياء أحمد هى الأخرى هرعت للمكان بعد سماع صوت انفجار، لتجد قرابة 5 أشخاص ملقاة على الأرض، أحدهم فارق الحياة ليتولى البعض تغطيته بالجرائد حتى مجيء الأمن.

وبينما يعلو الهتاف مرة الأخر فيما بقى بالمكان رجال المباحث، والإعلام وكثير من أهالي المنطقة والمارة يتابعون الموقف، حرص ناصر الزعيم على لفظ كلماته بصوت مسموع ''لازم يبقى في محاكمات سريعة'' يقولها الشاب المتكأ على عكازين موضحًا أنه أصيب في الثامن والعشرين من يناير، وكان في طريقه إلى العباسية حينما علم بوقوع الانفجار فتوجه إلى المكان ''نفس الطريقة في الانفجار حصل في أكتر من مكان'' هكذا رأى الشاب انفجار بولاق أبو العلا معتبرًا أن الأمر به شيء من التخاذل إزاء الدماء المهدرة ''ليه مفيش حد بيتقدم للمحاكمة.. ليه محدش عارف سبب اللي بيحصل وكل يوم ناس بتموت''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: