لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''اللطائف المصورة''.. تاريخ الجمال لا يموت

09:44 ص الإثنين 04 أغسطس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

التاريخ لا يفنى، يعهد البعض إلى صناعته بما في أيديهم؛ صور أو كلمات يبرعون في تجميعها بمجلة، إلى أن يأتي أحد بعدهم بسنوات طويلة، يغلبه شغف تراثهم فيقرر إحياءه بطريقته الخاصة، لا يستعين بشيء مما قدموه في مجلتهم سوى عنوانها فقط؛ ''اللطائف المصورة''، أما المحتوى فمن التاريخ أيضًا لكن باجتهاده الشخصي، وبدلًا من طبع المادة على ورق أصفر، ينشرها عبر الإنترنت.

عام 1915، قرر ''إسكندر مكاريوس'' تأسيس مجلة فكاهية أدبية مصورة تتحدث عن مصر في عهد الملكية، كان لها بالغ الأثر حين ذاك، حتى أن نجم الكوميديا العالمي ''شارلي شابلن'' عندما جاء مصر وافق على إجراء حوار معها دونًا عن بقية المجلات، كما كان الفنان ''عبد السلام النابلسي'' ممن يكتبون فيها، استمرت في الطبع حتى 1935 ثم توقفت، غير أن ''إيهاب حسن'' الباحث والمترجم تربّى على أعدادها رغم أنه في الثلاثينات من عمره ''أنا عاشق للتاريخ''.

وسط زخم السياسة الذي لا يبرح الساحة المصرية ''كان نفسي أعمل حاجة تاريخية أبين بيها عظمة الفترة الملكية''، كانت ''اللطائف المصورة'' هي الأنسب لمشروعه ''لأن باقي المجلات اللي موجودة وقتها زي المصور معروفة بشكل كبير لكن اللطائف مأخدتش حقها''. أعداد المجلة لازالت متوفرة، جزء منها على الإنترنت والآخر بمكتبة الإسكندرية، لكنها كانت الأقدر على إبراز تلك الفترة لاهتمامها بأخبار الملك وحاشيته وزياراته، على حد تعبير حسن.

عقب استقاء الفكرة عهد الباحث إلى حشو موقعه على الإنترنت وصفحة الفيسبوك بمعلومات وصور نادرة، هي نتاج بحثه الشخصي وليس المجلة ''مباخدش حاجة منها خالص''، من مصادر عدة يحصل على الصور التي تكون غالبًا أصلية وغير متوافرة على الإنترنت ''من المصورين أو جامعي الأشياء النادرة أو مجلات أجنبية قديمة''، خرجت صفحة الإنترنت في نهاية يناير عام 2014، لاقت إقبال عدد كبير من المتابعين سواء بسبب المعلومات أو الصور الغريبة.

من أكثر الأشياء التي لفتت أنظار رواد فيسبوك والموقع الألكتروني، العشرة مميزات التي جمعها حسن عن مصر في عهد الملكية ''أنا بعتبره عهد ذهبي.. مصر كانت أفضل من أوروبا''، حيث تتحدث النقاط عن مدى تقدم مصر الاقتصادي والفني، حتى أنه تم إنتاج أول فيلم كارتون مصري خالص عام 1935، كذلك يحكي حسن في لطائفه المصورة عن قصر في دولة اسكتلتندا يُدعى طنطا، على اسم المدينة المصرية ''مهندس إنجليزي أسسه واستوحى تصميمه من طنطا وقتها من كتر ما كانت جميلة''، بالإضافة لبعض الحكايات الطريفة عن اللغة العامية في عهد أسرة محمد علي والطعام والألقاب الشرفية.

في كلية الألسن تخرج ''حسن''، يُدير موقع المجلة بمفرده، لا يُفكر في استغلال الصور والمعلومات لعمل معرض أو التكسب ماديًا على حد قوله ''التاريخ للجميع مش من حق حد يحتكره ويبيعه''، عدد متابعي الصفحة قارب الـ400 ألف شخص، لذا كانت ردود الأفعال على المجلة جيدة حتى الآن، لم يمنع ذلك بعض الانتقادات التي وُجهت له ''حد سألني أنا ليه بتكلم عن فترة قبل 1952 فقط''، فكان الرد أن اهتمامه يتمحور حول فترة حكم أسرة محمد علي منذ عام 1805 وحتى الثورة ''ودي وجهات نظر''، حتى أن البعض حصر ما يقدمه حسن في اتجاه سياسي معين، متهمين إياه بمحاولة تشويه فترة ما بعد ثورة يوليو.

''مجلة مطبوعة بتتوزع''، ذلك هو حلم الباحث الثلاثيني، يريد إعادة إنتاج لطائف جديدة ''لكن المشكلة إن الطبع والتوزيع هيحتاج ميزانية عالية''، وحتى يحدث ذلك سيظل غارقًا في التاريخ، مبتعدًا قدر استطاعته عن ''دوشة السياسة''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: