لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الظلام.. ''طقوس'' بديلة للمواطنين

02:25 م الخميس 08 مايو 2014

في الظلام.. ''طقوس'' بديلة للمواطنين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – دعاء الفولي:

بينما تعود "إيمان السيد" من عملها بمنطقة المعادي، تخطط لما سوف تفعله بالمنزل، قراءة كتاب جديدة، مشاهدة فيلم أجنبي، الاسترخاء بعد يوم العمل، أو تفكر في أنها قد لا تفعل شيئًا، هربًا من يوم ممتلئ بالعمل، تُفاجأ بعد العودة للمنزل بالدقي، أن عدم عمل شيء مما سبق مفروض عليها، تسمع صيحات اعتراضية من شقتها والجيران كل يوم مساءً في الأسبوع الأخير بسبب انقطاع الكهرباء.

16 ساعة هو آخر رقم أعلنه مرصد الكهرباء، وهو أعلى رقم سجله انقطاع الكهرباء في مصر في الفترة الأخيرة، كان ذلك الاثنين الماضي، حيث ضرب الانقطاع القطاع المنزلي بنسبة 99 في المئة، مقابل 1% في المئة للمصانع والشركات، بين الانقطاع والعودة، يحاول المواطنون التعايش مع الوضع، من كان منهم له طقس مُعين يقوم به قبل الانقطاع في الساعات المحددة بمنطقته، أصبح يبحث عن بديل لها يتناسب مع عدم وجود الكهرباء، لا يمنع ذلك تذمر يصيب بعضهم، بسبب عدم وجود بديل لبعض تلك الطقوس.

لم تعتاد "السيد" الوضع حتى الآن، رغم مرور عدة أيام على بدء الموجة الحارة، بدلًا من مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب "بتأمل في الفراغ"، تقولها ساخرة، تضييع الوقت الذي يتجاوز الثلاث ساعات يوميًا ينحسر بين التحدث مع الوالدة أو "بلعب كاندي كراش لو الموبيل مشحون".

تعتبر "هدير يوسف" أن حظها أوفر ولو قليلًا، فانقطاع الكهرباء حيث تسكن بمنطقة جسر السويس، يحدث مرة قبيل العصر، إذ تكون بعملها "ومرة تانية من 7 بليل بيقعد 3 ساعات"، تعود هي من مقر العمل بإحدى شركات العلاقات العامة بالدقي في السابعة والنصف مساءً، الطقس الذي تفتقده الفتاة العشرينية هو ماتشات الكرة "أنا برجع جري من الشغل بتاعي عشان أتفرج على الماتشات، هي التسلية الوحيدة بالنسبة ليا"، لا تفوت أحدهم إلا وشاهدته خاصة لفريق الأهلي "بعد ما النور بقى بيقطع بحاول أسمعهم على الراديو بس مش دايمًا بعرف".

كبديل لما تحب الفتاة مشاهدته "قولنا نخرج نضيع الوقت"، رغم أنها لم تستطع فعل ذلك الأمر بشكل يوم إلا أن محاولاتها القليلة باءت بالفشل "قولنا نروح لقرايبنا قبل كدة هما في سرايا القبة، عقبال ما وصلنا عندهم كان النور قطع هناك".

"بقعد أتكلم مع الأولاد أهو بنشجع الترابط الأسري"، قال "مصطفى أحمد" الذي يعمل محاسبًا بإحدى الشركات، قبل حالة الانقطاع بشكل مستمر كان المحاسب الثلاثيني يقضي الوقت بين القراءة ومساعدة الأولاد في الاستذكار "دلوقتي بقولهم سيبوا المذاكرة شوية واستريحوا"، لا سيما أن المدة التي تنقطع بها الكهرباء تزيد عن ساعتين في الغالب، ومع سكن "أحمد" في الدور الثالث عشر يُصبح الوضع أصعب "النور بيقطع في الغالب وأنا تحت البيت ببقى راجع من الشغل، فبروح أقضي مشاويري لحد ما يرجع"، مرة واحدة فقط جرّب فيها الصعود لمنزله دون المصعد "كان الأمر مؤلم جدًا".

في الأحوال العادية يقدم الموطن الثلاثيني على توفير الكهرباء "أنا معود الأولاد يطفوا الأنوار وبعمل كدة ومش بنسيب حاجات ورانا مفتوحة"، لا يفعل ذلك إلا لاقتناعه أنه الصواب بغض النظر عما تراه الحكومة "أحنا عارفين إن فيه أزمة طاقة من زمان".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

في الظلام.. طقوس بديلة للمواطنين

فيديو قد يعجبك: