لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''عبد العزيز'' 40 سنة ''صحوبية'' مع الجرائد: ''الحرية جايه لابد''

12:27 م السبت 03 مايو 2014

''عبد العزيز'' 40 سنة ''صحوبية'' مع الجرائد: ''الح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – دعاء الفولي:

مع قهوة صباحية أو ما يحاذيها يبدأ يومه، جريدة مطوية بعناية أو اثنتان، يتصفحهما بإمعان، لا يترك صفحة إلا ونظر لها، بعض الأقسام تجذبه أكثر من غيرها، أربعون عامًا أو أكثر قضاها ''عبد العزيز زكي''، في تصفح الجرائد، استحق رتبة ''قاريء نهم'' عن جدارة، لا يُعرف حال الصحافة على مر العصور من الدارسين والخبراء فقط، بل الذين ألفوا الجريدة كفرد من أسرتهم، يتعلقون بها لتربطهم بما يحدث، مهما انحدر الواقع، وأصبحت أخباره عسيرة، لا يرتضون لها بديلًا، ولا تروي صحافة الإنترنت ظمأهم للقراءة.

65 عامًا هي عمر ''زكي''، مر عليه أشكال الصحف، تغيرات الكتابة فيها، منذ بدأ قراءتها في الستينات، استطاع معرفة مقياس حريتها منذ ذلك الوقت، تلك النسب التي تعلو وتهبط في لمح البصر، اقتصرت الجرائد وقتها على الرسمية، ثم بدأت الحزبية، أعقبتها الخاصة وحتى الآن.

''الأهرام كانت في الستينات أكتر حاجة بنشتريها وكان معاها الأخبار والجمهورية''، الصحف في تلك الفترة كانت ذو تيمة موّحدة ''كانت بتتكلم باسم السلطة والحكومة وبتعبر دايمًا عن وجهة نظرهم''، لم يجد القاريء الستيني هامشًا من الحرية إلا في مقالات الكاتب ''محمد حسنين هيكل''، ''وده لأنه كان قريب من الرئيس عبد الناصر لكن غير كدة مفيش''.

''الأهالي'' كانت الجريدة التي يتابعها ''زكي'' بشغف في فترة السبعينات، حيث حكم الرئيس ''محمد أنور السادات''، الذي سمح بوجود الأحزاب، التي بدورها أنتجت صحفًا تمثلها ''كانت تبع حزب التجمع وكنت بهتم باللي بيكتبوه لأنه كان فيه قدر من التحرر مش موجود في الجرايد الرسمية''، بدأت الصحف الحكومية تتمتع بهامش حر بدورها، تمثل ذلك في انتقاد سياسة السادات التي اعتمدت على الانفتاح الاقتصادي ''لسه فاكر لما أحمد بهاء الدين سمى الانفتاح، السداح مداح''، لم يمر الأمر بسهولة ''اتمنع من الكتابة لفترة ومكنش هو بس''.

الاستياء كان حال ''زكي'' وآخرين وقتها، على حد تعبيره ''قبل اغتيال السادات بدأت حملة اعتقالات واسعة في سبتمبر والمعارضة تم اعتقال معظمها؛ فكان الخوف سيد الموقف''، عقب اغتيال الرئيس الأسبق في حادث المنصة الشهير ''عشنا أيام رعب من الأخبار اللي كانت بتنقلها الصحف''، محاولة قلب نظام الحكم من الإسلاميين كما يصفها الرجل الستيني كانت سببًا جيدًا للفزع ''الأخبار اتكلمت وقتها عن إنهم قتلوا 180 ظابط في مديرية أمن أسيوط''، لم تُمجد الصحف في تلك الأيام العصيبة أحد أو تذم آخر ''كان التركيز وقتها إزاي هنخرج من المأزق ده''.

يعمل ''زكي'' بأحد الإذاعات الخاصة حاليًا، بعد خروجه على سن المعاش من عمله كمذيع بمحطة ''صوت العرب''، يتحرك بخفة بين صفحات الجرائد المختلفة، ثمة صفحات قريبة لقلبه ''صفحة الرأي أكتر حاجة بتابعها''، وبعضها يمر عليه مرور الكرام ''الحوادث بتجبلي اكتئاب مبحبش أقراها، بشوفها بسرعة''، يقولها ضاحكًا، لم يتخيل ابن الخامسة والستين أن تظهر تلك الأنواع من الحوادث الغريبة في المجتمع، يعتب على الصحافة إظهارها الجوانب السلبية فقط ''محتاجين الجوانب الإيجابية برضه عشان نقدر نكمل مش كلو سيء''.

حتى بداية الألفينات، كانت ''الأهرام'' إحدى صحفه المفضلة، مع ظهور الصحف الخاصة اختلف الأمر ''حسيت إن الحرية فيها عالية وفي نفس الوقت حسيت إن الصحف الرسمية عمومًا بتمجد في السلطة والسلام''، رويدًا رويدًا بدأ ينقطع عن قراءة الأهرام ''بقيت بجيبها عشان البيت اتعودوا عليها لكن مبقرأهاش''، حلت محلها جريدة الدستور، برئاسة ''إبراهيم عيسى''، قبل أن تُباع، على حد تعبيره، كسرت حواجز الصمت الموجودة في الجرائد الأخرى ''من خلال مقالات عيسى أو رسومات عمرو سليم''، تمتعت بقدرة على انتقاد السلطة بشكل مباشر. منذ بداية 2008 تقريبًا ''بدأت أقرأ في المصري اليوم وبقت هي الصحيفة المفضلة حتى الآن رغم إني بجيب معاها جرايد تانية''.

الوجبة الدسمة التي يُحضرها المذيع يوميًا، المكونة من صحف خاصة وحكومية، لا يستطيع إكمالها في جلسة واحدة ''يعني أول اليوم أقرأ مثلا صفحة الرأي والمقالات وبعدين لما أفضى في نص اليوم أقرأ لو فيه حوارات أو انفرادات''، وقد يختم النهار الممتليء بالعمل بقراءة الموضوعات الفنية أو الخفيفة.

''الحرية حاليًا كبيرة جدًا لكن فيه ناس بتنافق''، يصفهم الرجل الستيني بأتباع نظام الرئيس الأسبق ''محمد حسني مبارك''، والذين يتلونون مع كل اتجاه، حسب وصفه ''بيمشوا مع التيار أيا ما كان شكله''، بجانب متابعته لصحيفته المفضلة، لا يخل الأمر من متابعة لـ''الشروق'' و''الوطن''، ''لما بيبقى فيه انفرادات أو حوارات بأحرص أجيبهم''.

لم يفكر الرجل الستيني في العزوف عن قراءة الصحف، رغم أنه ينقطع عنها يوم أو اثنين أحيانًا على حد قوله، عندما تطفو أخبار الإثارة على السطح ''بحس إنهم بيهتموا بحاجات متهمنيش ولا تهم الناس وبتبقى أكتر من صحيفة في نفس الوقت''، لكنه لا يستطيع تركها لمدة أطول، حاول الاهتمام بمواكبة العصر واللجوء للمواقع الإلكترونية، لكن الأمر لم يفلح ''ممكن اهتم بالأخبار اللي بتجيني على الموبايل بس من موقع ما أو غيره لكن حاولت افتح وأقرأ الجرايد أون لاين ومعرفتش''، للصحف الورقية رائحة وملمس يفضلهما، لا يعوضهما شيء ''مقدرتش أستغنى عن الورق بتاعها، إحساس قراءة الجرنان المطبوع مختلف عن أي قراءة تانية''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: