إعلان

بالصور.. أبناء ''القومسيون'' الطبي.. معاناة على دكة الانتظار

03:31 م الأربعاء 21 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- يسرا سلامة:

وجوه متعبة هي سمتهم رغم الاختلاف، الدقائق تزحف وراء مثيلتها، ثقل الانتظار لم يمنع كل منهم من قتل الملل على طريقته، تراصوا بجوار بعضهم البعض، من متحدي الإعاقة، لا يكفي المرض شبحًا يصارعونه؛ لكن يزاحمه الروتين وطول الإجراءات في دروب السلك الحكومي، من أجل الظفر بكشف طبي.

ساعات طويلة يقضيها المرضي قبيل الدخول إلى اللجنة، وساعة غير منضبطة تعتلي سقف ساحة الانتظار، لم تمنع ''توبة حسني'' أن ينظر إليها من حين إلى آخر، فابن محافظة بني سويف قطع الطريق فجرًا من مدينته بصحبة أوراق حالته التي ألفها، حتى اللحاق بأبواب القومسيون القابع بالحي السادس في مدينة نصر بالقاهرة؛ لحجز دوره في الكشف، أملًا في الحصول علي شهادة طبية.

جسد نحيل داخل جلباب رث لـ''توبة'' يتحمل معه ما تعرض له من إصابة، إثر تعرضه لحادث سيارة في عمله في أحد الشركات الحكومية، لتتركه الاصابة بشرائح في فخذه الأيسر وإعاقة تحمل معها المشقة من محافظته إلى القاهرة، على أمل أن تتم الموافقة له من أجل الحصول على سيارة مجهزة، مخفضة الجمارك.

''نفسنا بس يراعوا اللي جايين من بلاد وسفر''.. رسالة يوجهها ''توبة'' لولاة الأمور داخل مقر القومسيون الطبي، بعد ساعات انتظار ازدادت عن الأربع ساعات، للوصول لمقر ''القومسيون'' الوحيد في ربوع البلاد، متحملًا إعاقة قدمه، يشكو الرجل من ارتفاع تكلفة الكشف المستعجل، والذي يصل إلي 500 جنيه، ورغم وجود لافتة تشير أن الكشف غير المستعجل بـ100 فقط، إلا إنها لافتة فقط، فبحسب ''توبة'' ''لازم تدفع مستعجل عشان تدخل للكشف''.

أصحاب الإعاقات لهم النصيب الأكبر بداخل المكان، بجانب من حصلوا على إصابات عمل حكومي في أى من أطرافهم، أو أعضائهم، أو أصحاب الأمراض المزمنة، أو من اضطرتهم الظروف للحصول علي إجازة طويلة لظروف المرض، يقطعون لها الطرقات من أجل العلاج أو الحصول علي شهادات مرضية، يتزاحمون منذ الصباح الباكر في انتظار قدوم الأطباء أعضاء اللجان.

تختلف طريقة المرضي علي مقاعد الترقب، بعضهم يجد السبيل في مسبحة يورد عليها أذكاره، والآخر يدندن بعضًا من نغمات الست أم كلثوم، يُسلي بها وقته، وأخرون تركوا لبعضهم الفرصة للتفرس في الفراغ دون هدف، أو فرصة لسيدات لتتناقش حول صعوبات حياة تحت وطأة الإعاقة، بينما خلد البقية خاصًة من أبناء المحافظات لبعض من النوم، بعد أن انهكهم تعب السفر الطويل.

على إحدى الجنبات تجلس ''عزيزة أو الخير'' أو كما تحب أن يُقال لها عزة، دلفت إلي القومسيون الطبي بإعاقة حركية في مفصل قدمها، جاءت من محافظة القليوبية من منطقة أبو زعبل بصحبة خالها، بحثًا عن جواب يقلل لها نفقات سيارة مجهزة، تتوافق وحالتها، تستطيع معه الفتاه الحركة بشكل أيسر.

تتعجب الفتاة ابنة السابعة والعشرين عامًا في زيارتها الثانية للقومسيون الطبي من عدم وجود فروع للمركز لخدمة عدد من المحافظات، ففي زيارتها الأولي تقابلت ''عزيزة'' وبعضًا من نساء من أبناء الوجه القبلي، يقطعن سفرًا من محافظاتهم من أجل إمضاء أوراق واعتمادها، وفي الأغلب يعودون مرات ومرات لاستيفاء الأوراق.
رجال أمن ببدل بنية اللون، يستقبلون الوافدين على أبواب القومسيون الطبي، صرامة تفرضها مهنتهم للسؤال علي بطاقات الوافدين وأ
سباب التواجد، إجراءات تفتيش علي الحقائب من الوافدين من السفر هي سبيلهم للاطمئنان، مع منع لوجود مرافقي المرضي بداخل مبني القومسيون، بسبب الزحام الشديد، ليبقي الأقارب في الخارج علي رصيف المبني، والمرضى بداخل أعلى دكة الانتظار.

''عماد معروف'' كان واحدًا من هؤلاء، اللذين قطعوا الدرب مرتين، من دشنا بمحافظة قنا إلي القاهرة، والعكس من أجل استيفاء أوراق بين القومسيون الطبي حينًا و بين الادارة التعليمية بمحافظته حينًا آخر، محل عمله كمدرس بالتربية والتعليم، حصل على إصابة نتيجة لحادث.

وأمام باب الطبيب بالقومسيون الطبي، تمسك ''منى عبد الستار'' بقبضة يدها عجلتي كرسيها المتحرك ، الفاصل بينها وبين الأرض، خطوات بطيئة كانت سبيلها تحارب معه وزنها الثقيل والشلل الرباعي في قدمها، قليل هم من يقدمون لها المساعدة هنا، فأغلب الحضور لديه علته الخاصة.

طول الإجراءات وبطء سير الحركة داخل القومسيون هو ما يؤرق ''مني'' وغيرها من المرضي، تشكو من عدم وجود تنظيم يحفظ لأصحاب الإعاقة كرامتهم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان