لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إضراب المصورين الصحفيين.. ''الكاميرا'' في اليد و''الضرب'' مستمر

06:08 م الخميس 03 أبريل 2014

إضراب المصورين الصحفيين.. ''الكاميرا'' في اليد و''

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – دعاء الفولي:

قبضت يديه على الكاميرا الثقيلة، لا يخبئها، يقفز من موقع للآخر وسط الميدان، الحماية غير موجودة، لا درع واقي، ولا شارة، تمر الرصاصات بجانب أذنه، لا يتوقف عن التصوير، مصدر الرصاص غير معلوم، بينما يدرك أن مستقرها سيكون جسد أحدهم، قلب مصور مثله، أو ربما هو شخصيًا، الضرب مستمر، لا يستطيع ترك الميدان، يتصبر العاملون بالمهن الأخرى بجملة ''أكل العيش مر''، ويربت هو على خوف نفسه بكلمات ''نقل الحقيقة يستاهل الخطر''.

''ميادة أشرف'' المصورة الصحفية التي قُتلت الجمعة الماضية أثناء تغطيتها إحدى التظاهرات،ـ برصاص حي في الرأس، لم تكن الأولى، عام 2013 شهد مقتل 7 صحفيين مصريين، وعشرات تم سحلهم، تكسير كاميراتهم، منعهم من التصوير والتغطية، أو على الأقل قذفهم بألفاظ نابية من جميع الأطراف، في مقابل ذلك قررت شعبة المصورين بنقابة الصحفيين بدء إضراب غدًا الجمعة ليوم واحد عن العمل الميداني، وكذلك الصحفيين الميدانين، آملين أن يوقف هذا ما يحدث على الأرض بشكل عام، بالإضافة لبيان أصدرته شعبة المصورين يضم عدة مطالب.

''وزارة الداخلية لازم تعطي دورات تدريبية لأفرادها للتعامل مع الصحفيين''، قال ''أحمد رمضان''، مصور صحفي بموقع اليوم السابع، البيان والإضراب بالنسبة له خطوات تصعيدية لها دور، لكنه ينتظر رد فعل قوات الشرطة والوزارة التي لا يتوقف العاملون بها عن معاملة الصحفيين بشكل سيء، على حد قوله ''ممنوع التصوير هي أسهل كلمة عندهم''، موضحًا أن الإجراءات التي يقوم بها الصحفيين حاليًا ليست الأولى، في العام الماضي أثناء حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، أُقيمت وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى ''والموضوع انتهى ومحصلش حاجة، فنتمنى إن الإضراب يجيب نتيجة''.

يعمل ''رمضان'' بالمهنة منذ خمسة أعوام، لم يبرحه الخطر فيها، خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة ''شفنا الموت بعنينا أكتر من مرة''، يذكر تواجده بميدان رابعة العدوية أثناء فض الاعتصام، عندما اضطر للانسحاب داخل المستشفى الميداني ''لأن أطراف الميدان كان فيها قناصة''، وسط الجثث التي كُتب على شريط لاصق فوق جسدها ''مجهول''، انتابته حالة فزع ''قلت يعني أنا لو مت دلوقتي أهلي مش هيعرفوا يوصلولي''؛ فذهب لأحد أطباء المستشفى وطلب شريط لاصق ''كتبت عليه اسمي ورقم تليفون أهلي عشان لو جرالي حاجة ولزقته على كتفي''، بعد شهر واحد من الفض تكرر الموقف ''بس المرة دي كنا مع اللواء نبيل فراج قبل استشهاده''، بحادثة منطقة كرداسة، لم تختلف أهوال الموقف كثيرًا بالنسبة له ''اتضرب علينا نار برضو''، وفي كل الحالات ''أنا ببقى عايز أنقل اللي بيحصل مليش دعوة مين بيضرب مين''.

''لما بننزل نصور بنقلع انتماءتنا واللي بنصوره انهاردة وبنبقى معاه ممكن صورنا تُدينه تاني يوم''، الخطر لا يأتي من جهة قوات الشرطة فقط ''المتظاهرين ساعات بيعتدوا علينا''، بأحد المرات قام بتصوير اعتداء لقوات الشرطة على طلاب الأزهر ''وبعدها كنت بصور داخل الجامعة والطلبة اتخانقوا معايا ومنعوني رغم إن صوري قبل كدة كانت في صفهم''، كما يعترف المصور بضغط المؤسسات الصحفية على العاملين ''رؤساء التحرير بيبقوا أحيانًا عايزين الصور وخلاص، المؤسسات لازم تساعد الصحفي''.

الكاميرا تعني الموت

مع أربع صحفيين آخرين كانت ''شيماء عادل'' صحفية جريدة الوطن تنتظر أمام قصر الاتحادية، ديسمبر 2012، الجمع يقترب، الالتحام أصبح ضرورة، بدأ سيل الطوب يهبط من طرف الإخوان ''كلنا أخدنا طوب وقتها وأنا اتصبت في رجلي''، دقائق وسمعت عن مقتل الصحفي ''الحسيني أبو ضيف'' و''كنا أصدقاء جدًا''، تأثرت بموته لدرجة جعلتها تُفكر في ترك المهنة، بعد أكثر من عام على الموت، لازال الأمر يتكرر مع الآخرين، رغم كونها ليست مصورة ''بس زملائي المصورين بيتعرضوا لمشاكل دائمة ومنهم المصورين اللي بينزلوا معايا أثناء التغطية''.

''الكارنية مبقاش يشفع للصحفي''، تحكي ''عادل'' موقف تعرض له أحد المصورين المصاحبين لها أثناء التغطية ''الأمين بياخد الكارنيه بتاع النقابة مثلا يخليه معاه''، يضطر المصور إلى الذهاب للضابط الأعلى رتبة ''ومبيسلمش لحد ما يوصل للضابط من الشتايم من العساكر''، يسأله الضابط عن إثبات كونه صحفي فيخبره أن الأمين أخذه ''ممكن بقى ساعتها ياخده على القسم ويضطر يتصل بحد ييجي يخرجه''.

عام 2008 أصبحت صحفية الوطن نقابية ''لكن رغم كدة شايفة موقف مجلس النقابة متخاذل قدام اللي بيحصل للصحفيين''. ''ميادة'' لن تكون الأخيرة في وجهة نظرها طالما أن إجراءات السلامة ليست موجودة ''ميادة كانت بتقوم بعملها ومع ذلك تم استهدافها وهي للأسف مكنتش واخدة كورس للسلامة المهنية وبالتالي مقدرتش تحمي نفسها''، الخطر يأتي على حد قولها، من الشرطة والمتظاهرين والمواطنين غير المتورطين في الأحداث ''والصحفي بيكون هو اللي بينهم''.

''جهاد حمدي'' مصورة جريدة الفجر منذ عام ونصف، ليست ببعيد عما يحدث كذلك، سيل الانتهاكات التي تتعرض لها لا ينقطع ''من جميع الأطراف''، دفعها ما حدث ل''ميادة''، إلى التنسيق مع شباب المصورين داخل شعبة النقابة للإضراب المزمع القيام به ''لو جزء من المطالب على الأقل متحققش هيبقى فيه خطوات تصعيدية''، المطالب تضمنت عدة إجراءات، منها مخاطبة الداخلية لكف يدها عن المصورين الصحفيين، إلمام الصحفيين المتواجدين في الشارع بكيفية حماية أنفسهم حال الخطر، وجود دروع واقية وغيرها.

''فكرنا إنه لو متمش الاستجابة لجزء من المطالب هنقاطع تغطية المؤتمرات الحكومية''، لم يتفق أعضاء الشعبة على ذلك إلى الآن ''لكنه أحد الحلول المطروحة''، بين تفاصيل الأحداث لا تنسى الفتاة عدة مواقف خطرة مرت بها ''يوم فض الاعتصام كنا في ميدان مصطفى محمود واتضرب علينا نار تحديدًا من سطح أحد العمارات وهربنا بالعافية''، ومرة ثانية منذ حوالي 3 أسابيع عندما كانت تغطي اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، ولم تكد تخرج الكاميرا من الحقيبة ''لقينا الشرطة وجهوا سلاحهم لنا وضربت نار حي تحت رجلنا بالظبط وكان معايا مصور من المصري اليوم''.

بين النقابة والمؤسسات الصحفية

قال المصور ''حسام دياب'' رئيس شعبة المصورين بالنقابة، إن الشعبة أعلنت تضامنها مع ما يحدث وآخرهم ''ميادة أشرف''، موضحًا أن المشكلة لها أكثر من طرف، بين المؤسسات الصحفية التي لا تدعم صحفييها، ولا تعينهم ''لازم المؤسسات تعلمهم السلامة المهنية وتضغط على الداخلية من جهة أخرى عشان تعاملهم بشكل أفضل''.

''بحمد ربنا إن شباب المصورين اتحدوا وقرروا يعملوا حاجة''، يعتقد المصور الصحفي أن الإضراب خطوة جيدة بشكل حالي للضغط لتنفيذ المطالب ''أدعو المؤسسات الصحفية للتضامن مع فكرة الإضراب وعدم إرسال صحفييها للتغطية''.

كان نقيب الصحفيين ''ضياء رشوان'' قد اتصل برئيس الشعبة لإعلان تضامنه مع مطالبهم، وفي المقابل تواصل أحد مسئولو وزارة الداخلية مع ''دياب'' ''وهقابلهم عشان نتفق على الاجراءات اللي هتتخذها الوزارة في الفترة القادمة لتوقيف الانتهاكات''، موضحًا أن ذلك التعامل مع الصحفيين ''مورورث ومش هيتغير غير بجهد كبير''.

أما ''عبير السعدي'' عضو نقابة الصحفيين، فقالت إن النقابة اتخذت إجراءات عقب مقتل ميادة ''لكنها متأخرة''، فتم عقد اجتماع بعد أربع او خمسة أيام ''بينما كان المفروض يُعقد ليلة الحدث''، موضحة أن 7 صحفيين سبقوا الصحفية الأخيرة، وأن الوضع خطير ''مصر هي أخطر ثالث دولة عالميًا في التغطية الصحفية''.

تتسائل عضو النقابة عن مدى فعالية الإجراءات التي من المفترض أن تُتخذ لحماية الصحفيين''هل الدروع التي سوف يرتديها الصحفيين ستحميهم؟ رغم إن الإصابات تكون في الرأس''، من جهة أخرى تعتقد أن ارتداء الصحفيين لدروع أو شارات تُبرز انتماءهم المهني يجب أن يصاحبه ضمانات ''كي لا يتم الاعتداء عليه بسببها''، وإلا سيصبح هدف حي متحرك. أما المؤسسات الصحفية فقد تمنت ''السعدي'' ألا تجبر الصحفيين على التغطية في حالة الخطر القصوى ''وهنا يأتي دور النقابة إنها تحمي الصحفي''، مضيفة أن ''ضهر الصحفي المصري للأسف مكشوف ما لم تضع النقابة الأحداث الحالية في نصابها كما يجب''.

الأزمة مستمرة

قبل أقل من 24 ساعة من إعلان الإضراب، المقرر بدءه من يوم الجمعة 4 إبريل، كان ''محمد أوسام'' المصور الصحفي بموقع مصر دوت كوم، يتحرك مع 12 من زملاءه بالإضافة لقوات الداخلية، متجهين لجامعة عين شمس، لوجود المظاهرات بها، لم يسلم أحد منهم من تعديات الداخلية على حد قوله ''لما وصلنا هناك وبدأنا نصور اللي بيحصل شتمونا ورفعوا علينا السلاح''، تهديدات على حد قول المصور منعتهم من إكمال مهمتهم في التغطية ''انسحبنا كلنا من موقع الحدث نتيجة لذلك''.

المشاركة في الإضراب غدًا ستكون الخطوة التي يملك المصور اتخاذها حتى إشعار آخر، حسب وصفه ''مش هقدر أحدد مدى نجاح الإضراب أو فشله لكننا هنحاول''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: