في يومها العالمي.. ''قلش'' المبدعين لا يعرف ''ملكية فكرية''
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت – دعاء الفولي:
يتعامل المبدعون مع أعمالهم كالآباء مع الأبناء، يغارون عليها، يتحدثون عنها خوفًا أن ينسبها أحدهم لنفسه، يوصي بعضهم ورثته بملاحقة السارقين، المبدعون ليسوا مخرجو الأفلام السينمائية والكُتاب فقط، القائمة طويلة تضم كل من ابتكر شيئًا جديدًا حتى ولو كانت علامة تجارية، لم تسلم تلك الأشياء من انتهاك حقوق ملكية أصحابها الأصليين، كذلك لم ينج مبدعون من طراز آخر من السرقة، مبتكرو ''القلشات''، السخرية التي يشتهر بها المصريون، بداية من صحيفة التنكيت والتبكيت، وحتى الساخر الراحل ''جلال عامر''، وشباب الكُتاب الذين تصدح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بسخريتهم.
في السادس والعشرين من إبريل يأتي اليوم العالمي للملكية الفكرية، التي نصت لمواثيق الدولية على ضرورة احترامها، وعرفتها في إطار امتلاك جهة بعينها لأعمال الفكرة الإبداعية، أي الاختراعات والمصنفات الفنية والأدبية والرموز والأسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية التي تقوم بإنتاجها أو تنتقل لملكيتها لاحقًا، من جهة أخرى، وخاصة بعد ثورة 25 يناير 2011، انتشرت العبارات الساخرة المتعلقة بنواحي اقتصادية وسياسية واجتماعية، ووسط ازدحام التكنولوجيا والساحة الإعلامية، أصبح من الصعب معرفة مصدر العبارة، تنتشر كنار في الهشيم، وقد تمضي فترة حتى يُعرف صاحبها أو قد لا يحدث، بالإضافة إلى تعمد البعض إخفاء هوية القائل لتظل ''إكليشيه'' عام مضحك.
لم يسلم الكاتب الراحل الساخر ''جلال عامر''، من اقتباس عباراته، حتى قبل الوفاة ''بعض العبارات الخاصة به تم سرقتها ووضعت كمانشتات للصحف ونُسبت لكتاب آخرين''، قالت ''ريهام جلال عامر''، موضحة أنه مع تكرار الأمر قرر ''عامر'' تجميعها في كتاب واحد ''وعلق وقتها على الأمر بإنه عمل كدة عشان يسهل مهمة اللي بيسرق وميتعبش كتير''.
بعد وفاة ''عامر'' لم تتوقف اقتباس عباراته المضحكة ''لكن قراء جلال عامر أذكياء جدًا وبيعرفوا أسلوبه''، تحاول الابنه وأخواتها تجميع أكبر قدر من أعماله في أرشيف ''صدر بعد وفاته كتاب قُصر الكلام فيه جمل مُجمعه ليه عن دار الشروق''، ويستمر الأبناء في تضمين الباقي بسلسلة كتب تصدر تباعًا ''لن نتردد إننا نرفع قضية على منتهكي حقوق ملكية الكاتب للعبارات الساخرة إذا لزم الأمر''.
''هاتولي راجل''، ''ذات مومنت'' وعبارات أخرى، بعضها قيل في مناسبات جادة، تحولت مع الوقت إلى مادة للهزل، وعبارات أطلقها أحدهم وأصبحت تُستخدم بشكل دائم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر''، الانترنت من أكبر الوسائل التي تُسهل انتقال الدعابة، لدرجة تسمح بمساحة كبيرة من السرقة دون معرفة أصل ''القلش'' أو سارق بعينه، كما أن مواقع التواصل غير محكومة بقوانين قد تحاسب منتهكي الملكية الفكرية.
قال الكاتب الساخر ''محمد عبد الرحمن''، إن سرقة ''القلشات'' ليس لها مبرر في نظره ''بعض الناس بتعامل العبارات الساخرة على فيس بوك مثلًا إنها موضة فبيبقى عايز يجيلوا متابعين فيبدأ يسرق من اللي بيكتبوها''، الصفحات الساخرة المعروفة قد تفعل ذلك أيضًا، لكن تُعدل قليلًا في الجمل المسروقة، وتضيف لها تصميمات ساخرة.
''حتى كلمة منقول اللي ممكن تتكتب تحت الكلام الساخر بتضيع الملكية الفكرية بتاعة الكاتب''، حيث أوضح ''عبد الرحمن'' أن من يعترف بالنقل قد ينقل عنه أحد الجملة دون كتابة ''منقول'' أسفلها، فتصبح مُجهلة المصدر ''وكلمة منقول وحدها لا تصح مفروض يتكتب منقول عن فلان''، يتعامل الكاتب الشاب مع سرقة عباراته بعدة طرق ''أول حاجة بحذر الشخص اللي بيسرق ولما الأمر بيتكرر ممكن أعمله بلوك فميشفش اللي بكتبه''، أما على موقع تويتر فيسهل كشف السرقة أكثر بمجرد البحث عن الجملة نفسها أو الهاشتاج.
مقاومة انتهاك الملكية الفكرية على مواقع التواصل يبدأ من متابعي المبدعين ''إن الناس تبقى عارفة إن الشخص دة حرامي وتدخل تنسب الجمل لصحابها الأصليين''، وأن يحاول الكُتاب أرشفة أغلب ما يكتبوه ''عن طريق سكرين شوت أو غيره عشان لما تتسرق نقدر نواجه بيها اللي بيسرقوا''، ثمة سرقة تكون غير متعمدة على حد قول الكاتب ''فيه ناس بتكسل تعمل شير أو تكتب المصدر لأنها اتعودت على ثقافة القص واللزق''، يتجه آخرون للسرقة بغرض التجارة ''لما بيسرق ويجيلوا متابعين ممكن يوصلوا 10 آلاف واحد يقدر يبيع الأكونت بفلوس كويسة''، رغم ذلك فقد أوضح الكاتب أن المتابع الجيد يستطيع التفرقة ''وفي الآخر خفة الدم مبتتسرقش''.
لم تسلم الكاتبة الشابة ''بسمة العوفي'' من استحواذ البعض على عبارات ساخرة لها من مواقع التواصل ''وبعدين بياخدوا الجملة يغيروا فيها كلمة ويقولك دي بتاعتي''، كذلك الحال مع أجزاء من مؤلفات لها ''بس الناس اللي بيقروا الكتاب بيدخلوا يقولوا إنها بتاعة بسمة أو أنا بنفسي بدخل أقول''، بينما تستوثق هي من صاحب جملة بعينها بعدة طرق، من خلال البحث أو موقع ''جود ريدز'' المختص بالكتب ''مفيش ملكية فكرية في أي حاجة في البلد، مجتش على القلش''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: