لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشروع ''وصف مصر الحديث'' ... ''كأنك جوا الصورة''

02:35 م الثلاثاء 01 أبريل 2014

مشروع ''وصف مصر الحديث'' ... ''كأنك جوا الصورة''

 

كتبت-رنا الجميعي :

 

بدورانك في دائرة مُتكاملة يمكن أن تلتقط عيناك تفاصيل مشهد كامل، ولكنك تحتاج أن تكون بداخل المشهد، لتتمكن من معايشته، ولكن إذا حالت الظروف لسبب ما لأن تكون بداخله، ماذا عليك أن تفعل سوى الندم والانتظار وبعضًا من الأمل، ''البانوراما'' أو صورة الواقع الافتراضي يُمكن أن تعوضك قليلًا عن وجودك داخل الصورة.

 

بضغطة سهم يدار يمينًا ويسارًا، يُمكن أن تساع عين الرائي المكان بأكمله، لا تحتاج للتحرك قيد أنملة، وبشيء أشبه بالأفلام ثلاثية الأبعاد، وبدرجة عالية من التقنية، ترى مقبرة رمسيس السادس قائمة أمامك، أو يُمكنك أن تشاهد سماء زرقاء مليئة بالنجوم في ليل سانت كاترين.

 

هذا ما قاما بفعله ''محمد عاطف'' و''سلمى الدرديري''، على مواقع الانترنت ومنها ''خرائط جوجل''، ولتصوير البانوراما يجب اقتطاعها على عدة صور لتشمل جميع الاتجاهات ومن ثم تجميعها لتظهر صورة البانوراما الكاملة ''يعني ممكن البانوراما الواحدة تاخد ست صور''، أما الصورة الواحدة يمتد بها الوقت لست دقائق ''التصوير يدوي''.

 

منذ خمس سنين ويعمل ''عاطف'' في مجال التصوير ''أنا بحب أصور الحاجات المش عادية''، ولإصراره على الاختلاف وقع بين يديه كتاب يتحدث عن تصوير ''البانوراما''، وبحث وراء هذا النوع المختلف من التصوير بواسطة الانترنت.

 

ومع دأبه وراء التصوير البانورامي وجد ''عاطف'' أنه يحتاج إلى عدسات ومعدات من نوع خاص غير متاحة بمصر ''العدسات اشترتها من على موقع الأمازون'' ولكن المعدات الخاصة بالتصوير لم تكن في متناول اليد أيضًا، ومن ثم تواصل المصور الشاب مع المصورة ''سلمى الدرديري'' التي امتلكت هذا الجهاز وقرر أن يأخذه ليقوم بصنع مثيل له، وعلى مدار أسبوعين تواجد ''عاطف'' في ''ورشة خراطة'' ''كل يوم كنت ببقى هناك أشوف الجهاز وهو بيتصنع حتة حتة''.

 

وبدآ ''الدرديري'' و ''عاطف'' سويًا المشروع بجولاتهما برحلة إلى الأقصر وأسوان، وقاما بتصوير عدة معابد من بينها الكرنك، هابو، ومعبد حتشبسوت، وقررا الإثنين القيام بشئ مختلف وهو التصوير من داخل مقبرة ''صورنا داخل مقبرة رمسيس السادس''.

 

تقاسما الإثنين المهمة والتصوير داخل عدة أماكن داخل المعبد الواحد ''أقل معبد مصورين فيه 9 بانورامات''، لم تكن مهمتهما صعبة داخل المعابد ولكن التصوير داخل مقبرة رمسيس السادس بوادي الملوك لم يكن هينًا ''كان لازم ناخد تصريح وندفع فلوس عشان نصور''.

 

ثاني جولات ''عاطف'' و''الدرديري'' كانت بسانت كاترين وصعدا إلى الجبل ليتمكنا من التقاط صورة في الليل، وبسماء زرقاء مليئة بالنجوم كانت البانوراما التي ظهرت على موقع ''خرائط جوجل''، وفي الإسكندرية موطنهما كانت الجولة الثالثة فقاما بتصوير شارع فؤاد وقلعة قايتباي، يتكامل الإثنين في عملهما سويًا ''أنا بهتم بالتفاصيل التقنية''، تقول ''الدرديري''.

 

بالنسبة لعاطف فلم يكن التصوير جزء من مجال دراسته بل كان شغفه، وامتلك التصوير قلبه منذ زمن لافتتانه بالمباني المعمارية على الطراز الإيطالي ''أنا مبحبش أصور البني آدمين، بحب أصور العمارات''، فالشاب العشريني تخرج من كلية العلوم ولم يتماس مع مجال دراسته ولو لفترة وجيزة، في البدء شارك مصور البانوراما في مونتاج الأفلام الوثائقية وعمل كمساعد مخرج ثاني للأفلام الوثائقية ''كل شغلي حوالين الكاميرا''.

 

حاليًا يعمل الشاب العشريني في عمل يحتاج إلى التصوير البانورامي، بعض الفنادق والعقارات ارتأت أن تلجأ إلى هذا النوع من التصوير ليتمكن المهتمين من رؤية غرف الفنادق والشقق بشكل موسع على الإنترنت أولًا ''يقدر الشخص يشوف الشقة كلها حتى سلم العمارة''.

 

يرغب ''عاطف'' و''الدرديري'' في توسعة المشروع ليشمل جميع آثار مصر بجانب الإسكندرية ''دا مشروع كبير وعاوز دعم وتصريح عشان أقدر أكمله''، ويعملان على تدشين موقع إليكتروني ليضما إليه أعمالهما.

 

أما عن ''الدرديري'' فكانت أقرب إلى التصوير بحكم دراستها بالفنون الجميلة، انتقلت إلى الاهتمام بالتصوير لكونها تعمل في مجال الأفلام ''عشان أفهم شغلي في تلوين الأفلام، كنت محتاجة أفهم الكاميرا وازاي بتلقط الألوان''، ولأنها أحبت ألا تقوم التصوير المعتاد ''كوكب الأرض كله بيصور'' فقررت أن تهتم بالتصوير البانورامي.

 

بدأت في التعلم ذاتيًا وقررت أن تستخدم هذا النوع من التصوير في عملها بمجال الأفلام واستخدام البعد الثالث، وكان لديها من الشغف ما يكفي للاشتراك مع ''عاطف'' في المشروع الذي أسمته ''وصف مصر الحديث''.

 

يرى ''عاطف'' أن أكبر الأزمات كانت في التصوير داخل المقبرة، بالإضافة إلى نظرة الناس ''في الوقت الحالي بالذات الناس بتقلق من اللي معاه كاميرا''، ويحكي عما واجهه في إحدى المرات وقت تصويره لمسرح مهجور في شارع شامبليون بالإسكندرية، حيث اقترب منه أحد ظباط المباحث بالمنطقة ''كنت بدقن كمان وسألوني بتعمل إيه بالكاميرا''، لكن سرعان ما أدركوا الموقف بعد سرده له.

 

لم تواجه ''الدرديري'' موقف مشابه إلا أنها تعلم أن الكاميرا في حد ذاتها مشكلة مع الناس ''شكل الكاميرا دي بالذات بيبقى مرعب''، بالإضافة إلى أن ''البانوراما هيد'' تظهر في الأشعة السينية كمسدس.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان