إعلان

''ناقصات عقل ودين''.. مفيش سجن إلا من خيال سجان

01:47 م السبت 08 مارس 2014

''ناقصات عقل ودين''.. مفيش سجن إلا من خيال سجان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:

يخبرونها أنها نصف المجتمع، وإن حَسن إعدادها خرج شعب طيب الأعراق، يلقون في يدها دمية، تتعلم أن تحنو عليها كأم إن أوجدها لها محيطها، تكبر، تجد قائمة محظورات وكلمات متوارثة ينسف بعضها البعض تلقائيًا، تبصر من يتشدق بلسانها ''صوت المرأة ثورة''، يحسها على الخروج والتعبير، واقتحام المجالات وفي الوقت ذاته يقف مكتوف الأيدي إن مسها الضر، يمتدح تفوقها، يدعو لتحررها ويلومها إن فعلت بدعوى أن ''عينها مكشوفة''، يدعوها لترك كل ذلك باعتبار أن هناك رجل يغني عنها مهما فعلت، وإن همت بذلك اتهموها بـ''الرجعية''.

''عشان أنت بنت، ناقصات عقل ودين، صوت المرأة عورة، لما الرجالة تتكلم الستات تسكت، ضل راجل، دي قاعدة ستات، ...'' وغيرها من الكلمات التي تُردد على مسامع الفتيات والنساء لسنوات لا تحصى، لا تعبأ لها حينًا، وتضع لها ''سجن'' وهمي حينًا آخر.

ناقصات عقل ودين وصوت المرأة عورة

''أصلا صوت المرأة عورة'' قالها سائق التاكسي بينما تستقله ''أميرة مصطفى'' وصديقاتها، في إحدى ''الخروجات''، السيارة خاصة بنقل الأفراد ''بالنفر'' بينما أراد الرجل استغلال حاجتهن بدفع أجرة زائدة، احتدت الفتيات فإذا به يعلق بتلك الكلمات. لم يكن الموقف الأخير الذي واجه الفتاة العشرينية التي تجد أنه يفضل للبنت عند مواجهة مثل تلك الشخصيات أن تصمت، على عكس صديقتها التي لم تحتمل استغلال السائق فانفعلت رافضة ما يقوم به.

على الرغم من التحاق الكثيرات بكليات الحقوق، وخوضهن للمجال السياسي ومشاركتهن بالثورة وفاعلياتها وتأثيرهن بها غير أن البعض لازال لا يفضل اللجوء إلى المرأة المحامية، وينتقص من شأنهن استغلالًا للحديث الشريف بمعناه أن المرأة ناقصة عقل ودين.

''محمد أبو ليلة'' أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إنه من ''السفه''، حسب وصفه، الحكم بالأحاديث على ظاهرها خاصة من قبل غير المتخصصين، فحديث المرأة ناقصة عقل ودين قصد به الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك احكامًا دينية تسقط عنها فترة الحيض والنفاس، كالصلاة والصوم، كذلك الحال بالنسبة لناقصات عقل فـ''عقل المرأة نصف شهادة الرجل''، يعني بذلك أن هناك جزء من التكليف سقط عنها بأمر الله، وليس لأنها ناقصة.

ويوضح أستاذ الدراسات الإسلامية، أن الله سبحانه وتعالى خاطب آدم وحواء بالمثنى، ولم يفضل أحدهما عن الآخر، و''سبأ'' كانت ملكة على قومها، يستشيرونها في أمورهم ويثقون برأيها فكيف تكون غير مؤهلة للتفكير كما يقولون، مؤكدًا أن ''الرجال والنساء خلقهم الله ليكملوا بعضهم البعض''.

أما بالنسبة لحكم ''صوت المرأة عورة'' فقال لا يمكن إطلاقه بشكل عام ''الحكم يؤخذ بشكل جدي إذا نجحت المرأة وخرجت عن حد الأدب بصوتها''، أو اتخذته وسيلة للغواية أو ما شابه فيما دون ذلك فليس بعورة ''وإلا كان صوت النساء اللائي يأتين للنبي لسؤاله بأمور الدين عورة وصوت المرأة التي ردت على عمر بن الخطاب في إحدى خطبه بالمسجد.. لو كان عورة، لأمرها بالصمت، ولما قال ''أصابت امرأة وأخطأ عمر''.

''البجحة/ أم عين مكشوفة''

نظرات، فكلمات تضيق لها نفس ''مريم موريس''، في المرات النادرة التي تضطر لركوب عربة غير المخصصة للسيدات كعادتها، مظهرها كفتاة شعرها مسدل على وجهها، بات مبررا للناس أن ينظر قبلها شذرًا دون تفكير، إذا تضاحكت مع صديقتها أثناء سيرهما وصل الأمر إلى قول أحدهم ''اتلموا'' بينما قال آخر أثناء ركوبهما خطأً بعربات الرجال ''إيه اللي ركبكوا هنا، جتكوا القرف''، فالفتاة تجد أن الحكم يأتي على التصرفات في غالب الأمر وليس الشكل، حيث أضحت المعاكسات شيء ''عادي'' تتعرض له جميع الفتيات بصرف النظر عن هيئتهن.

تعبيرات أخرى بعضها يرتبط شيئًا ما بطبيعة المجتمع الذي تنشأ فيه المرأة، مثل الصعيد رغم التطورات التي طرأت عليه وكذلك البدو فالبعض لا زال يرفض أن ''نكشف'' على الغرباء مثل ''حسين طلب'' الذي يؤمن رغم مستواه التعليمي الجامعي بذلك بدعوى ''احنا صعايدة بنغير على الحريم بتوعنا''، فالكلمة الأولى تكون للرجل، بينما تلتزم النساء الصمت.

عشان انتِ بنت

لم تكن إحداهن تعلم أن الاختيارات الدراسية، ستحرض أقوال الذين لا يحتفظون بآرائهم لأنفسهم، جملة ''دي شغلانة بتاعة رجالة''، لم تبرح مسامعهن منذ اختارت كل واحدة مهنتها أو تخصصها الدراسي.

''هند عمارة'' طبيبة أطفال، لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين، عانت في سبع سنين بكلية طب قصر العيني، لتصل لمبتغاها ''مع ذلك فيه تخصصات عندنا صعب جدا البنات تقرب منها زي الجراحة مثلا''، على حد قولها، تأتي التعليقات بأن المجال صعب على النساء، وبشكل عام ''الناس في مصر مابتثقش في الدكتورة الست إلا في النساء والأطفال ومش دايمًا كمان''، تتعجب الفتاة العشرينية لذلك ''بيقولوا إن الرجالة الدكاترة أشطر، مع إن أوائل دفعتنا كلهم بنات''.

بينما لازالت ''لبنى إبراهيم'' السيدة الثلاثينية، تعاني أثر كلية الهندسة، جامعة القاهرة ''كان عندنا في الكلية أقسام محرمة على البنات، زي هندسة طيران وكهرباء''، تعمل مدرسة بأحد المدراس اللغات، بعدما يأست من العمل بمجالها ''فيه شركات كتيرة مبترضاش تشغل بنات عشان بيخافوا إنهم ياخدوا أجازة''، تخصصت بمجال الاتصالات البعيد عن ''أقسام الرجالة'' على حد قولها، ورغم ذلك لم تجد عمل مناسب، ولم يشفع حصولها على دورات كثيرة بمجال الهندسة.

أما ''مها حسن'' الصحفية بأحد المجلات؛ فقد اعتادت الوضع، رغم كونها من محافظة المنوفية، قبل دخولها كلية الإعلام أقنعت الأهل الذي رفضوا ''وبعد ما دخلت الكلية ابتديت أقنعهم بدخول قسم صحافة''، تخصصها الحالي لا يتطلب النزول كثيرًا إلى الشارع، لكن جملة ''إيه اللي جبرك على المرمطة دي'' من بعض المقربين لا تتركها كذلك.

هتعنسي.. ''ضل راجل''

''البنت لها زهوة خليكي ترفضي لغاية ما تكبري وتاخدي أي حد'' كلمات ضمن ما تتعرض له ''أسماء أحمد'' بمحيطها، فعمتها ليست الأولى التي تسمع الفتاة العشرينية مثل تلك الأقوال، بينما ترى أن عمرها لازال صغيرًا، كما أن المتقدمين لها لم تر فيهم ما رغبتها ''ما هو يا اتنقل لحياة أفضل يا إما أفضل مكاني''، موطن ''أسماء'' في إحدى قرى ''بنها'' فالوضع يختلف رغم تأكيدها أن الوضع ''اتحسن'' لكن الصورة الذهنية لتجاوز فتاة القرية لسن العشرين دون زواج لا زال مثيرًا للأقاويل خاصة لدى النساء كبار السن للإيمان بالمثل القائل ''ضل راجل ولا ضل حيطة''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان