لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

58 عاما على ''حق التصويت للمرأة'' وصاحبة النضال ''ماتت منتحرة''

04:16 م الثلاثاء 04 مارس 2014

58 عاما على ''حق التصويت للمرأة'' وصاحبة النضال ''

كتبت - نوريهان سيف الدين:

58 عاما تمر اليوم على إقرار قانون الانتخاب، أول قانون مصري يمنح المرأة حق الانتخاب بعد إقرار دستور 1956، سنوات مرت على هذا الدستور شهدت فيها مصر حراك المرأة المصرية، مشاركة في تشكيل الحكومة ودخول البرلمان وارتياد المناصب العليا، طوابير النساء أمام لجان الانتخاب والاستفتاء لازالت عالقة بالأذهان، توالت التعديلات الدستورية وتغير الدستور أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت المرأة أيقونة ثابتة تتطلب الاهتمام، لكن بقيت بعضهن بعيدا عن دائرة الضوء، واكتفين بكونهن ''مجرد استغلال'' لكونها ''امرأة''.

''راقية وروحية'' أصابع بلون ''الحبر و الثوم''

أياد صبغتها ألوان الخضر المفروشة أمامهن، لا تتوقف ثانية عن تقشير حبات الثوم استعدادا لوضعها في أغلفة وبيعها للموظفات أمام أشغالهن، بينما انهمكت والدتها في فرط حبات البازلاء ومساعدة ابنتها في عملها، خطوط الزمان حفرت على وجهها تفاصيل حياتها، لا تتذكر أنها نزلت يوما للمشاركة في فعالية سياسية، فهي ''الفلاحة'' التي قضت حياتها في زراعة ''الغيط''، و''عيب الستات تخرج وتروح هنا ولا هنا''.

''راقية وجيه'' ووالدتها ''روحية'' البائعتان بأحد أسواق الخضر والفاكهة، تشخصت فيهن تناقضات جيلين من أجيال المرأة المصرية، إلا أنهن اتحدتا في نظرة واحدة وهي ''مينفعش نبطل شغل وإلا نضيع''.

''راقية'' ذات الأربعين عاما، قالت أنها منذ 2005 وهي تشارك في الانتخابات، فهي الحاصلة على شهادة الدبلوم، وتفخر بمساعدتها لأحد أعضاء الحزب الحاكم في تنظيمه للأصوات أثناء انتخابات برلمان 2005، لم تتوانى لحظة بعد الثورة أن تقول ''نعم لكل الدساتير''، فهي المعجبة بمواد تتلخص في ''هتخلي للستات اللي بتشتغل قيمة والدنيا هتحلو''، وفقا لما تسمعه يوميا من وسائل الإعلام.

''راقية'' التي جاءت من ''سوق الاثنين'' بعد أن ورطتها شجاعتها وكادت أن تزج بها في السجن، قالت: ''ضمنت على واحد ماضي كمبيالات وهرب وأنا اتحبست بداله، وجمعية خيرية حلت لي الأزمة''، قائلة أنها بعثت برسالة استغاثة لمجلس الوزراء إلا أنها أخذت وقتا طويلا ولم تسمع لها صدى، بينما الجمعيات في نظرها ''اتصرفت بسرعة''.

الوالدة على اختلاف من الابنة، فـ''روحية'' التي تخطت السبعين عاما بعامين، قالت أنها قضت حياتها تزرع مع زوجها قطعة الأرض الصغيرة المملوكة لأهله، ولم تنطفئ يوما ''فرن'' دارها لصناعة الخبيز، ويوم أن حصل زوجها على معاش ضمان اجتماعي كان (10 جنيه) ارتفع بوفاة الزوج ليصل إلى 35 جنيها منذ 15 عاما، لكنها سعت وطرقت أبواب الواسطة والمكاتب الحكومية لترفع هذا المبلغن فوصل أخيرا إلى 215 جنيها (بصرفها كلها على العلاج).

''مظاهرات إيه وانتخابات إيه، بلاش كلام فاضي، هي الانتخابات دي هتأكلنا أخر النهار ولا هتلبسنا هدوم؟'' كان تعليق السيدة السبعينية ذات الرداء الأسود منذ رحيل زوجها، والتي وصفت أنها حتى الآن لا تعرف أين هو مجلس الشعب، ولا تعرف من رئيس الوزراء، وعلاقتها بالدساتير هي ''حاجات بتعملها الحكومة إحنا مابنفهمهاش''، لكنها لا تعارض أن تترشح ابنتها في ''الحي'' لأنها محبوبة وخدومة لطوب الأرض- على حد وصفها.

''الدساتير والثورة وحتى الحكومة'' لم تستطع أن توفر لـ''روحية'' الأمان الذي طالما نعمت به مسبقا، فقالت: ''أيام حسني كان فيه الحرامي وفيه اللي بيسرق ويقتل، بس كنا بنقفل الباب ونزنقه بورقة وننام، دلوقت لا فيه رزق ولا عارفين نرتاح، بخاف على بناتي وبنات عيالي لو تأخروا''.

نرمين: أنا مرأة عاملة ''ومش واخدة حقي''
داخل أروقة الدواوين الحكومية، حملت ''نرمين'' المعلمة بالتربية والتعليم أوراقها وشهادات التقدير الحاصلة عليها، تبحث عن بت في شكواها بعد باتت مهددة بالفصل التعسفي من المدرسة العاملة بها، نظرا لانقضاء أجازاتها لمرافقة وادها المريض، ولم تتشفع لها شهادات التقدير الحاصلة عليها طوال 6 سنوات خدمة ''بالعقد'' في مدارس الوزارة.

بدأت ''نرمين'' حديثها فقالت: ''من أول الثورة وأنا بشارك في الانتخابات والتصويت على الدستور، بس اتضح أنها مجرد مواثيق صورية وحبر على ورق، ومش معنى كدا إن (الستات) بس هي اللي مهدور حقها، دا الراجل كمان، بس الست بشكل أكبر لأنها مش هتعرف تلف وتدور عشان تسترجع الحق دا''.

أزمة ''نرمين'' حطمت الصورة الوردية لحلم التغيير التي طالما حلمت به، وسعت داخل لجان التصويتات المختلفة لإقراره بصوتها داخل الصندوق، مختتمة جولتها بـ''الحبر الفسفوري''، فكل هذا لم يساوي شيئا بعد خروجها من مديرية التربية والتعليم ثم ديوان الوزارة بالقصر العيني خالية الوفاض، لا تعرف كيف تسترجع حقها وتحفظ مستقبلها، وقالت: ''للأسف حاليا مهما كان القانون كويس ومواد الدستور رائعة ومنمقة، لكن أزمة التطبيق والرقابة بتخرب كل شيئ، هي اللي بتعطل مصالح الناس''.

بثينة كامل: درية شفيق انتحرت بعد ''حق تصويت المرأة''
هي الثائرة ذات الصوت المدوي في ميادين الثورة، وقبلها كان صوتها حاضرا في مايكروفونات وشاشات التليفزيون، حقوق المرأة كانت شاغلها الأكبر، لكنها لخصت الأمر الآن في جملة ''كل ثورة بتستغل حقوق المرأة والإنسان عشان تروج لنفسها''.

الإعلامية والناشطة السياسية ''بثينة كامل''، قالت أن صاحبة النضال الأكبر في مجال حقوق المرأة ''الدكتورة درية شفيق'' اصيبت بالاكتئاب وقررت العزلة إلى أن رحلت، بعد أن رأت أحلامها تتحطم في كبت المرأة وتهميشها واستغلالها بشكل سيئ، فضلا أنها اوشكت على الانتحار بعد صدور قانون إلغاء الأحزاب، وانكماش دور المرأة السياسي.

وأضافت ''كامل'': حاليا وصلت المرأة في مصر لرئاسة الأحزاب كما في حالة الدكتورة هالة شكر الله رئيس حزب الدستور، ومن زمان ولدينا أكاديميات وعميدات كليات وبرلمانيات''، لكنها لا ترى أن تمثيل المراة غير عادل في الوزارات التي أعقبت 25 يناير، واكتفت بقول: ''مفيش حاجة بتتحقق في يوم وليلة، الحق الادنى للأجور بنطالب به من سنين ولم يطبق، هنكون بنضحك على نفسنا لو افتكرنا إن حقوق المرأة هتطبق كلها الفترة دي لأن المنظومة كلها محتاجة إصلاح''، وترى أن العمل عليها على مدار الوقت هو الحل الأمثل لأن تؤتي ''ثورة حقوق النساء'' ثمارها، فقالت: ''الأفكار بتتغير بمرور الوقت، وسنة الحياة بتقضي أن الأشياء تستغل في بدايتها فهتلاقي إن المتاجرة بحقوق المرأة هيتلاشى''، مضيفة أن تقارير المنظمات الحقوقية بشأن وضع المرأة المصرية والانتهاكات التي تتعرض لها جاء بعد نزول المرة للمشاركة في الأحداث السياسية والحراك الثوري، موضحة: ''لو أنا قاعدة معززة مكرمة في بيتي محدش هيتحرش بيا ولا يضايقني، بس لأن نص المجتمع نزل الشارع وأصبح له وجود فعلي في كل متطلبات الحياة بدأت الدنيا تتهز''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان